فرضت السلطات السودانية، مساء اليوم الخميس، 20 ديسمبر، حظراً للتجول بمدينة "عطبرة" شمالي البلاد، وأمرت بغلق المدارس، وذلك بعد أن شهدت عدة مدن سودانية، أمس الأربعاء، تظاهرات المئات؛ احتجاجاً على عدم توافر الخبز وارتفاع أسعاره، وتُعاني كل المدن السودانية في الآونة الأخيرة بما فيها العاصمة شُحّاً من شح الخبز منذ ثلاثة أسابيع وارتفاعاً في سعره، ويستهلك السودان - وفق إحصاءات رسمية - 2،5 مليون طن من القمح، يُنتج منها 40 % ويستورد الباقي وشهدت مدينة "بورتسودان" شرقي البلاد، تظاهرات شارك فيها طلاب بالمرحلة الثانوية وآخرون بالجامعة داخل سوق المدينة وأحيائها، وفرّقت الشرطة المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع، وقال شهود عيان لموقع "بي بي سي": إن المحتجين ندّدوا بغلاء المعيشة وطالبوا ب "إسقاط النظام"، وأغلقت المحال التجارية أبوابها في سوق المدينة في ظل انتشار كثيف لقوات الأمن بعدد من المناطق. وقال متحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إن أجهزة الأمن التزمت بدرجة عالية من ضبط النفس في تعاملها مع الاحتجاجات التي وصفها بأنها "عنيفة"، حيث كان محتجون قد أضرموا النار في مقر الحزب في "عطبرة". وقال رئيس الوزراء وزير المالية في السودان "معتز موسى"، إلى أن البلاد تواجه 4 أزمات اقتصادية ممثلة في الوقود والدقيق والسيولة والمضاربة على الدولار، مؤكداً على أن الديون الخارجية للبلاد وصلت إلى نحو 65 مليار دولار، بحسب موقع صحيفة "العربي الجديد". وأقرَّ "موسى" أن أزمة السيولة وفشل عملاء البنوك والموظفين في الحصول على ودائعهم ومرتباتهم، من المشاكل الحقيقية، وأنها غير معهودة في اقتصاد الدول، مرجعاً سببها الحقيقي إلى النمو المتصاعد في الالتزامات التي وصلت لحدود 80 مليار دولار، وينبغي أن تقابلها كتلة نقدية قريبة من ذلك الرقم، واعتبر أن حلّ أزمة السيولة بصورة نهائية يأتي من خلال تقنية التعاملات المصرفية، وأن ذلك يتم ترتيبه مع شركات الاتصالات، كاشفاً عن نية بنك السودان المركزي طرح 100 نقطة للبيع الإلكتروني. وعن أزمة الخبز وهي الأزمة الثانية، قال رئيس الوزراء: إن الدولة تقدّم دعمها حتى يكون سعر قطعة الخبز 80 غراماً بواحد جنيه، لكن أصحاب المخابز يبيعون القطعة زنة 40 غراماً بسعر واحد جنيه، مُلمحاً إلى أن بعض أصحاب المخابز يبيعون جوالات الدقيق التي تصلهم في السوق السوداء؛ لأنهم يربحون أكثر، مشدداً على إحداث معالجة جذرية لهذه المشكلة لا برفع الدعم كلياً، وإنما بتوجيهه للمحتاجين. وعن الأزمة الثالثة، قال "موسى": إنها تمثّلت في أزمة الوقود الذي شهد ندرة كبيرة، إذ ظلّ المواطنون يصطفون لساعات طويلة للحصول عليه، كما أثّرت ندرته بصورة مباشرة على حركة النقل العام، وأن الدولة تدعم كل المشتقات النفطية، وعلى سبيل المثال أنها تستورد وقوداً بما يعادل 40 مليون دولار في الأسبوع، لكنها تبيعه للمواطن ب 4 ملايين دولار، مؤكداً أن تلك المعادلة لا يمكن الاستمرار فيها. وأضاف أنه توجد 14400 شاحنة تعمل بالغازولين وتحتاج إلى 2 طن منه أسبوعياً، مبيناً أنه يتم استيراد أكثر من 5 أطنان يهرّب منها 3 أطنان بما يعادل 8 ملايين دولار. ولم يحدد رئيس الوزراء خطة واضحة لما يراها مشاكل في قطاع الوقود غير إعادة توجيه الدعم، وهو تأكيد لما ذهب إليه الرئيس السوداني "عمر البشير" الذي قال: إنه لن يكون هناك إصلاح حقيقي إلا برفع الدعم عن الوقود وخاصة البنزين. وحول الأزمة الرابعة، التي قال إنها المضاربة على الدولار في سوق بيع وشراء العملات، رأى أن الحل يكمن في وجود تشريعات واضحة للقضاء على الظاهرة، مشيراً إلى أن إلقاء القبض على 18 من تجار العملة خلال الأيام الماضية أدى إلى هبوط سعر الدولار بواقع 10 جنيهات، وأكد أن الطريق ممهد لتجّار العملة لفتح صرافات لممارسة المهنة بصورة قانونية وصحيحة. ودشَّن نشطاء، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وسمًا بعنوان: #مدن_السودان_تنتفض؛ لمتابعة التظاهرات، مع نشر العديد من الصور والمقاطع المصورة للتظاهرات، مع توجيه انتقادات حادة للرئيس السوداني "البشير" وحكومته، مؤكدين أن التظاهرات في مدن "الدامر" و"بورسودان" و"عطبرة" و"النهود
اذ سئلت عن السودان في هذا العهد ... #مدن_السودان_تنتفضpic.twitter.com/s3wtAxoBdh — Kherö✨ (@Kodred8) 19 December 2018 وقال "إلياس": "لو سكتوا ح يعدموهم.. ماتخذلوهم افراد الجيش الفي عطبره ما تخذلوهم ما تخذلوهم الي وقفوا معاكم في عطبره ما تخذلوهم لو سكتوا ح يعدموهم.. لما يخاطروا عشانكم ما تخذلوهم الي وقفوا ومقر الموتمر بيتحرق وقالوا للشرطه ما تلمسوهم ما تخذلوهم لو طلعتوا ح تنقذوهم ما تخذلوهم #مدن_السودان_تنتفص". لو سكتوا ح يعدموهم ..ماتخذلوهم افراد الجيش الفي عطبره ماتخذلوهم ماتخذلوهم الي وقفوا معاكم في عطبره ماتخذلوهم لوسكتوا ح يعدموهم ..لما يخاطروا عشانكم ماتخذلوهم الي وقفوا ومقر الموتمر بيتحرق وقالوا للشرطه ماتلمسوهم ماتخذلوهم لو طلعتوا ح تنقذوهم ماتخذلوهم #مدن_السودان_تنتفص — إلياس (@Elyass777) 19 December 2018
وغرّد "محمد الطيب" قائلاً: "ستات الشاي عشان ناس المحلية ما يكشوا حاجاتكم تاني، تجار الأسواق عشان ما يحرقوا دكاكينكم ويقلعوا يقروشكم، عشان ما تقضوا حياتكم في صفوف الذل يا شعب، ثوروا، بكرة يوم عظيم إن شاء الله. #مدن_السودان_تنتفص
وكتب حساب "م/ خالد المستشار": "الدامر الان تشتعل وتؤجج لهيب الثورة وتلحق بي مسيرة الخلاص وتعلنها انها ليست بي اقل من عطبرة #مدن_السودان_تنتفض".
الدامر الان تشتعل وتؤجج لهيب الثورة وتلحق بي مسيرة الخلاص وتعلنها انها ليست بي اقل من عطبرة #مدن_السودان_تنتفضpic.twitter.com/EWvxcuvGXd — ɹɐɥsʇ وتعليقاً على ذلك قالت الدكتورة "فاطمة الوحش" في تغريدة لها: "في #السودان ينتفض الشارع على كل شيئ،، من تخاذل حكامه على امتهم العربية وقضاياها المصيرية وعلى تقسيم السودان وتفتيته الى كسرة خبزه ومياهه،، شعب #السودان صاحب الانتفاضة الاولى على الانجليز انه يتحرر من قيد الاسر مطالبا بالحرية وبسقف عالي جدا يريد #اسقاط_النظام". snɯlɐ pılɐɥʞ
في #السودان ينتفض الشارع على كل شيئ ،،من تخاذل حكامه على امتهم العربية وقضاياها المصيرية وعلى تقسيم السودان وتفتيته الى كسرة خبزه ومياهه ،،شعب #السودان صاحب الانتفاضة الاولى على الانجليز انه يتحرر من قيد الاسر مطالبا بالحرية وبسقف عالي جدا يريد #اسقاط_النظام — الدكتورة فاطمة الوحش #القدس (@fatimaalwahsh) 20 December 2018