تجددت الاشتباكات بين عشرات المحتجين وقوات الأمن ، قرب مقر وزارة الداخلية صباح اليوم الاثنين، فيما أفادت تقارير باحتراق مبنى سكني في الجهة المقابلة للوزارة، لم تتضح أسبابه على الفور، وسط مؤشرات تفيد بأن الحريق بدأ من داخل المبنى. حيث أفادت مراسلة الوكالة باندلاع حريق في عمارة سكنية بشارع التحرير، في الجهة المقابلة لمقر وزارة الداخلية، وقالت إن الحريق اندلع صباح الاثنين في الطابق الثاني العلوي، في المبنى رقم 174، وأشارت إلى نوافذ الطابق الذي بدأ منه الحريق "بدت مغلقة تماماً." وأُصيب عدد من سكان العقار بحالة من الذعر، وخرجوا إلى نوافذ المبنى مستنجدين بإرسال سيارات الإطفاء، كما طلبوا من الشباب المتظاهرين، الذين يكتظ بهم الشارع، إخلاء الشارع للسماح لقوات الإطفاء بالوصول إلى المبنى. هذا وقد قام عدد من المتظاهرين بإبلاغ خدمة الإطفاء، وحاولوا بجهود فردية إطفاء الحريق الذي تزايد بشكل كثيف، فيما قامت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين وإخلاء الشارع. وأوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن قوات الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع صباح الاثنين، لتفريق مجموعات من المتظاهرين مشيرةً إلى أن المتظاهرين "يقذفون القوات بالحجارة"، كما أشارت إلى حدوث "مناوشات متقطعة" بين المتظاهرين وقوات الأمن، وعمليات "كر وفر" مستمرة منذ الجمعة. هذا ويواصل المتظاهرين اعتصامهم في ميدان التحرير، حيث وضعوا حواجز على مداخل الميدان من كافة الاتجاهات، وكونوا لجاناً من الشباب لتفتيش الداخلين إليه. وكان أمام وخطيب جامع "عمر مكرم" بميدان التحرير، الشيخ مظهر شاهين، قد دعا فجر الاثنين، المتظاهرين إلى "التهدئة، والعودة من شارع محمد محمود، المؤدى إلى وزارة الداخلية، إلى الميدان، والبقاء فيه، منعاً للاحتكاك مع قوات الأمن." يذكر أن مجموعة من "البلطجية" قاموا بمهاجمة عدد من المتظاهرين بشارع محمد محمود، المتفرع من ميدان التحرير، مساء الأحد، وقد أدى ذلك إلى تراجع المتظاهرين باتجاه شارع باب اللوق، وبعض الشوارع الجانبية المؤدية إلى ميدان التحرير. ولاحظ شهود عيان انتشار ظاهرة تواجد مجموعات متفرقة من البلطجية بالشوارع الجانبية المؤدية للميدان، تقوم بمهاجمة المتظاهرين حاملين الأسلحة البيضاء والنارية. وكانت وزارة الصحة المصرية قد أفادت، في وقت سابق الاثنين، بارتفاع حصيلة أحداث العنف التي شهدها ميدان "التحرير" الأحد، إلى عشرة قتلى على الأقل، وإصابة أكثر من 324 آخرين، في الوقت الذي دعا فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى احتواء تلك الأحداث، وشدد على أنه لن يسمح لأي جهة ب"عرقلة" التحول الديمقراطي. وبذلك ارتفع إجمالي عدد المصابين في أحداث ميدان التحرير، التي بدأت السبت، والتي ما زالت مستمرة حتى صباح الاثنين، إلى أكثر من 1700 مصاب، قال متحدث باسم وزارة الصحة إن معظم الإصابات كانت ما بين جروح وكسور واختناقات بسبب الغاز المسيل للدموع.