تظاهر آلاف السوريين مجددا الليلة الماضية عقب مقتل عشرات المدنيين في مظاهرات جمعة تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية التي بلغت نحو ثلاثمائة مظاهرة عمت أرجاء البلاد. وارتفع عدد القتلى في الأيام الأحد عشر الأولى من هذا الشهر إلى ما لا يقل عن 250 قتيلا وفقا لوكالة أسوشيتد برس. وكانت لجان التنسيق المحلية قد أكدت مقتل ما لا يقل عن 37 شخصا أمس الجمعة بينهم طفل عندما أطلقت قوات الأمن والجيش النار على مظاهرات ضم بعضها عشرات الآلاف. وأوضحت أن 21 من القتلى سقطوا في حمص التي تشهد منذ أسابيع حملات عسكرية وأمنية متعاقبة أوقعت مئات القتلى. وبلغت عدد القتلى في درعا سبعة, وتوزعت البقية على حماة وريف دمشق وإدلب. وأكدت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قبل أيام أن عدد القتلى في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس تجاوز 3500 قتيل, لكن منظمات حقوقية سورية وناشطون يؤكدون أن عددهم تعدى أربعة آلاف قتيل فضلا عن آلاف الجرحى وعشرات الآلاف من المعتقلين. ولم يمنع سقوط عدد كبير من القتلى في جمعة المطالبة بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية من خروج مظاهرات ليلية في عدد من المحافظات تندد بالرئيس السوري بشار الأسد, وبسياسة الجامعة العربية تجاه ما يجري في سوريا. وبث ناشطون صورا لمظاهرات ليلية شارك فيها الآلاف بأحياء الملعب والإنشاءات والقرابيص والقصير وجورة الشياح بحمص. وكان آلاف السوريين قد تظاهروا أمس في حي بابا عمرو الذي تعرض لواحدة من أعنف الحملات العسكرية منذ بدء الاحتجاجات. وفي حوران بجنوب سوريا تحدى آلاف المتظاهرين أيضا الإجراءات الأمنية المشددة وتظاهروا ليلا في درعا وجاسم والمسيفرة وبصرى الشام. وبث موقع الثورة السورية تسجيلا لمتظاهرين في إنخل بدرعا يعلنون العصيان المدني. وكان عدد من القتلى قد سقطوا أمس وفي الأيام القليلة الماضية في المسيفرة وإنخل وداعل التي تقع كلها في محافظة درعا. وشملت الاحتجاجات الليلية أيضا المرجة في حلب, وزملكا والزبداني في ريف دمشق. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد وثقت أمس 293 مظاهرة بينها خمسون في حمص و49 في حماة و12 في دمشق و35 في ريف دمشق، إلى جانب عشرات المظاهرات في درعا وحلب واللاذقية والرقة وطرطوس ودير الزور والحسكة. ورُفعت في مظاهرات أمس شعارات مناهضة لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي التي تضم معارضين من الداخل. ويقول المتظاهرون إن من يمثل الثورة هو المجلس الوطني وليس الهيئة التي تمكن أعضاؤها قبل يومين من الاجتماع بالأمين العام للجامعة العربية بالقاهرة, لكنهم تعرضوا هناك للرشق بالبيض من معارضين سوريين. كما رُفعت في تلك المظاهرات شعارات تنتقد الجامعة العربية لمنحها نظام الأسد فسحة من الوقت لقتل المزيد وفق ما يراه المتظاهرون.