شن مسؤولي دولة إيران هجومًا ، على تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بشأن البرنامج النووي الإيراني ، مشيرين إلى أن ادعاءته كاذبة ، بينما اتجهت الرأي الأمريكي إلى تأكيد الاتهامات ، في ظل تشكيك أوروبي . وهاجم "جواد ظريف" وزير الخارجية الإيراني تصريحات نتنياهو ، واصفًا أياه ب"الصبي" وسخر منه من خلال تشبيهه ب"الراعي الكذاب الذي لا يقلع عن عادته، إذ عاد لترويج الأكاذيب عن البرنامج النووي الإيراني". وكتب ظريف على حسابه في "تويتر": "هذا الصبي لا يستطيع أن يكف عن الكذب على غرار الراعي الكذاب، ويحاول من جديد أن يكرر عادته السابقة، فهو لم يتعظ من فضيحة الرسم الذي عرضه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبإمكانه فقط خداع بعض الناس أكثر من مرة". بينما أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية، بيانًا رصد على تصريحات نتنياهو ، معتبرةً أن الاتهامات التي وجهها نتنياهو إلى طهران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، "مسرحية هزلية عبثية" قائمة على "الكذب". وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن "المسرحية الهزلية الدعائية الأخيرة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني هي واحدة من أحدث المسلسلات المكررة للعروض العقيمة والمخزية حول مزاعم البرنامج النووي الإيراني السري". وأضاف أنها "تشبث عبثي لمفلس كذاب ومفضوح لا يمتلك سلعة للعرض سوى بث الأكاذيب وممارسة الدجل". وقال: "قادة الكيان الصهيوني يرون بقاء كيانهم غير المشروع والمبني على الزيف والكذب، في تصور تهديدات من آخرين، وذلك عبر استخدام الدجل البالي للعصر الجاهلي وعدم اطلاع الرأي العام العالمي، حيث أن عبثية وعقم ذلك مكشوفان أكثر من ذي قبل". وفي نفس السياق ، فقد وصف مجتبى رحماندوست النائب في البرلمان الإيراني ومساعد الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، اتهامات نتنياهو ب"الاتهامات الكاذبة". وقال رحماندوست إنّ "ما تحدث به نتنياهو كذب فهو لم يعرض أي دليل أو وثيقة يثبت خرق الاتفاق النووي من الجانب الإيراني، ومن حسن الحظ أن العالم يعرف أن نتنياهو ليس رجلا صادقًا، وهناك كثير من العقلاء يعتقدون أنه شخص كذوب". مضيفًا: "التنسيق بين الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي قوي، وترامب قريب من نتنياهو، ويسعى منذ اللحظة الأولى لمجيئه لخرق الاتفاق، وطهران تدرك هذا الاتجاه الأمريكي سلفا وهي مستعدة لمثل هذه الأيام ولديها خياراتها في هذا المجال". ويُذكر أن رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" خرج في مؤتمر صحفي تحدث فيه عن "دلائل دامغة" حول أنشطة نووية تورطتت فيها إيران . وقال نتنياهو: "إننا نمتلك وثائق طبق الأصل من الأرشيف النووي الإيراني"، وعرض ما أسماه "أدلة دامغة" على مواصلة طهران لتطوير برنامجها النووي، وشرح تسجيلات مصورة زعم أنها تظهر منشأة إيرانية. وأشار إلى أن "إيران نقلت برنامج الأسلحة النووية إلى موقع سري"، مضيفا أن "إيران تمتلك 5 مواقع لاختبار الأسلحة الكيماوية، وحصلنا على مئات الوثائق الأصلية الإيرانية التي تكشف تصنيع السلاح النووي". وأكد نتنياهو أن "إيران تمتلك مشروعا سريا، لتصميم وإنتاج واختبار رؤوس حربية"، لافتا إلى أن "إسرائيل تبادلت معلومات مخابراتية مع أمريكا قد تبرهن على مصداقيتها". وكان البيت الأبيض زعم في وقت سابق أن المعلومات التي أعلنها بنيامين نتنياهو بشأن البرنامج النووي الإيراني توفر "تفاصيل جديدة ومقنعة" بشأن جهود إيران لصنع" أسلحة نووية يمكن إطلاقها عن طريق صواريخ". وأفاد بيان للبيت الأبيض، صدر مساء الاثنين، بأن "الولاياتالمتحدة تدرك المعلومات التي كشفت عنها إسرائيل، وتواصل دراستها بعناية". وأورد البيان أن "هذه المعلومات تقدم تفاصيل جديدة ومقنعة حول جهود إيران لتطوير أسلحة نووية.. هذه الحقائق تتفق مع المعلومات التي كانت لدى الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة". وأردف: "كان لدى إيران برنامج سلاح نووي قوي وسريع حاولت إخفاءه من العالم ومن شعبها لكنها فشلت"، لافتا إلى أن "النظام الإيراني أظهر أنه سيستخدم أسلحة مدمرة ضد جيرانه وآخرين، وأنه يجب على إيران ألا تمتلك أسلحة نووية". من جانبه،قال وزير الخارجية الأمريكي الجديد ، مايك بومبيو إن "الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل من داخل إيران، تظهر بما لا يدع مجالا للشك أن النظام الإيراني لا يقول الحقيقة". بينما أتجه الاتحاد الأوروبي إلى التشكيك ، ففي ختام مؤتمر صحفي لبحث سبل حل الأزمة الليبية بمقر الجامعة العربية بالقاهرة ، قالت " فيدريكا موغريني" الممثلة العليا للشؤون الخارجية وللسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي الأمنية ، ردًا على اتهامات نتنياهو لإيران بشأن "أنشطة نووية مشبوهة" ، إن الاتحاد سيجري تقييم لخطاب نتنياهو، لافتة إلى أن هناك "منظمة دولية تراقب". وقالت : "نريد أن نقيم تفاصيل هذا البيان، الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي عن إيران، وقبل أن نصل إلى هذا التقييم هناك منظمة دولية (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) مسؤولة عن المراقبة". وأشارت إلى أن الاتفاق النووي "قائم على التزام حقيقي وآلية مؤكدة، ومعاملات مراقبة من جانب منظمة دولية تقدم تقاريرها". وتطرّقت إلى ما أثاره نتنياهو بشأن امتلاك معلومات، قائلة: "لا يمكن أن تقدم هذه المعلومات إلا من خلال قنوات شرعية (..) ولدينا آلية لمناقشة كل هذه الاهتمامات". وأوضحت أن "الاتفاق النووي تم قبوله، لأن هناك ثقة بين الأطراف على التزام إيران بهذا الاتفاق وتنفيذه".