أكدت عدة مواقع وصحف ألمانية، أن قرار "ترامب" بنقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني، هو قرار لن يري النور أبدًا، لأنه ينطوي على عواقب سياسية وخيمة وضبابية، مستبعدة تنفيذ قرار نقل السفارة، فقرار هكذا سيضرم النار في الشرق الأوسط. إذ يرى الخبراء أن "ترامب" سيعلن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكنه سيؤجل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تجنبًا للضغط الدبلوماسي السياسي الأوروبي والشرق أوسطى، وحتى يصون ماء وجه، منوهين بأنه إلى الآن لم تحسم الحكومة الأمريكية قرارها، مؤكدة أن الأمر كله يتعلق برغبة "ترامب". أحاط بقرار تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاص بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والذي كان قد وعد به أثناء خوضه سباق الانتخابات، الشك والحيرة لفترة طويلة، إلا أن الأمر حسم الآن؛ إذ أن "ترامب" كشف عن نيته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هكذا لخص مكتب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في أضيق الحدود المكالمة التليفونية التي أجرها مع الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء، بحسب موقع "هندلس بلات الألمانى". وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء أوضح البيت الأبيض أن الرئيس سيعلن الاعتراف بالقدس يوم الأربعاء، إلا أنه لم يتم كشف النقاب عن موعد نقل "ترامب" للسفارة إلى القدس تحديدًا، الأمر الذي يفتح احتمالية تأجيل "ترامب" نقل العاصمة إلى القدس لوقت لاحق، وسيكفل له رضوخه للضغط الدبلوماسي الكبير الذي نشب في أوروبا والشرق الأوسط ضد قرار نقل السفارة، ويصون ماء وجهه. بينما كان موقف ألمانيا من ذلك واضحًا، إذ يقضي بأنه لن يتم الوصول لحل قضية القدس إلا عن طريق "المفاوضات المباشرة بين الطرفين"، وحذر وزير الخارجية الألماني، جابرييل زيجمار، من أن كل شيء يعمل على تعميق الأزمة "سيجلب نتائج عكسية فى هذه الأوقات". ولا يستبعد المراقبون أن تظل السفارة الأمريكية في تل أبيب مؤقتًا، ويرون أن "ترامب" من الممكن أن يؤجل القرار مرات عدة، ومع ذلك فهو يريد إعلان خريطة الطريق الخاصة بالقدس يوم الأربعاء في خطابه المنتظر بشغف، خاصة أنه تحدث مع الملك الأردن عبد الله، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. ولكن يرى الفلسطينيون أن اعتراف الحكومة الأمريكيةبالقدس عاصمة لإسرائيل، سيفجر عواقب وخيمة للشرق الأوسط، حيث صرح الرئيس الفلسطيني لوكالة الأخبار الفلسطينية الرسمية "وفا" بأنه لا يمكن أن يفكر في إقامة دولة فلسطينية دون أن تكون القدسالشرقية عاصمة لها، محذرًا من احتمالية نشوب عنف وزيادة التيارات المتطرفة في المنطقة بأكملها. واستعدت قوات الأمن الإسرائيلية لاحتمالية نشوب صراعات جديدة مع الفلسطينيين، إذ يتوقع المتخصص في الشأن العربي في قناة الجيش الإسرائيلي، جاكي هوجي، ردود أفعال من المقاومة في قطاع غزة، بينما سيعتمد "عباس" على الطرق الدبلوماسية والسياسية لعدول "ترامب" عن قرار. وأوضح الموقع أن وضع مدينة القدس تعد مسألة خلافية منذ عشرات السنوات، وتسبب دائمًا أبدًا السخط، حيث لم تعترف اليونسكو منذ عام بالجذور اليهودية في الحرم الشريف في القدس، ولا تعترف أي دولة من 160 دولة، التي لها علاقات مع إسرائيل بأن القدس عاصمة إسرائيل، رسميًا إذ أن سفارتهم في تل أبيب. إلا أن ذلك لا يحمل سوى معني رمزي إذ أنهم يعترفون بالقدس عاصمة لإسرائيل بشكل ضمني؛ حيث يسلم السفراء الأوراق التي تحتاج للتصديق في محل إقامة رئيس الدولة في القدس. وذكر موقع "دويتشه فيليه" الألماني أن الاتحاد الأوروبي يرى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لا يعد خطوة بالغة الخطورة فحسب بل إن الأمر أكبر من ذلك، حيث تهدد الخطوة عملية السلام برمتها، محذرًا من عواقب وخيمة. حذرت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية، فيديريكا موجيريني، بشدة في مقابلة جمعتها مع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في بروكسل من الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل من جانب واحد، إذ يجب إقرار وضع المدينة من خلال المفاوضات.