أعلن زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي أن النموذج التركي هو أقرب نموذج لحركة النهضة، مشيرًا إلى أن هناك نقاط تشابه كثيرة بين النهضة وحزب العدالة والتنمية في تركيا مثل الحفاظ على مكتسبات الحداثة وتحرر المرأة. وقال: "لا غرابة في هذا التشابه مع تركيا فكتبي هي من أبرز مراجع حزب العدالة والتنمية". وأضاف الزعيم الإسلامي التونسي راشد الغنوشي: "نتعهد بدعم قيم الحداثة وتعزيز حرية المرأة وإقامة علاقات جيدة مع الغرب". وتستعد حركة النهضة وهي الحركة الإسلامية الوحيدة في تونس لخوض أول انتخابات حرة في البلاد بعد حظر استمر لنحو ثلاثة عقود من الزمن، وسيتم انتخاب مجلس تأسيسي في 23 أكتوبر ستكون مهمته صياغة دستور جديد للبلاد وإدارة شئون الدولة خلال مدة عمله. وقال الغنوشي في مقابلة مع رويترز بمكتبه بالعاصمة: "تلقينا إشارات إيجابية من مسئولين غربيين ترحب بإمكانية فوز الحركة، وخلال لقائي بمسئولين ودبلوماسيين غربيين لقيت ترحيبًا كبيرًا بإمكانية فوز النهضة، حيث أبلغوني بأنهم يقفون على مسافة واحدة من جميع المتنافسين وأن همهم إنجاح الانتقال الديمقراطي لأن فشل التحول سيكون كارثي على الغرب وهجرة مئات آلاف إلى اوروبا". وأضاف راشد الغنوشي: "مصلحة الغرب هي الاستقرار في تونس ولم يبق طريق للاستقرار غير التحول الديمقراطي ونحن نتعهد بإقامة علاقات اقتصادية مميزة مع الغرب، وسنثبت العلاقات مع شركائنا التقلديين مثل أوروبا بل سنسعى إلى تحسينها حتى الوصول إلى مرتبة شريك مميز لكننا أيضًا سنحاول تنويع شراكتنا في اتجاه الانفتاح على أمريكا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وخصوصًا الأسواق العربية". وأردف: "من أبرز مشاغلنا هو جلب استثمارات خارجية في إطار شراكات أجنبية ومحلية لدفع النمو وزيادة الوظائف في البلاد، وحزب النهضة يهدف إلى تطوير اقتصاد المعرفة بتشجيع الاستثمار في الصناعات التكنولوجية وقطاع الاتصالات قطاع به فرص نمو واعدة". وقال الغنوشي: "نحن مع حرية المرأة في أن تقرر ما تلبسه وتختار شريكها في الزواج ولا تجبر على أي شيء، ولن نغلق فنادق وأماكن بيع الخمور بل سنسعى لخلق مناطق ترفيه للطبقات المتدينة تحترم القيم الإسلامية". وأضاف: "سنسعى لخلق منتوج سياحي متنوع مثلما هو الحال في تركيا، ولن نمنع الفنادق التي تقدم الخمور وبها مسابح لكن سنوفر أيضًا إضافة لذلك خدمات ترفيهية راقية لطبقات متدينة". وتابع الغنوشي: "نعد بتنويع المنتجات السياحية سعيًا لاستقطاب ذوي الدخول المرتفعة على غرار المغرب، وسندفع باتجاه الغاء التأشيرة لقدوم الخليجيين وكل العرب إلى تونس لأنني أعتقد أنهم أفضل بكثير من عديد من السياح الآخرين ولديهم قدرة انفاقية أكبر".