عادت قضية التحرش الجنسي في المغرب إلى واجهة النقاش العام بعد انتشار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الإجتماعي، عددا من المراهقين وهم يعتدون بطريقة بشعة على فتاة داخل حافلة للنقل الحضري. الغريب في الحادث، هو أن أطواره دارت داخل حافلة للنقل الحضري، ورغم هذا الإعتداء إلا أن سائقها (او مساعده) لم يتوقف من أجل إنقاذ الفتاة وتخليصها من أيدي الشبان . الحادث لقي موجة استهجان كبيرة، على اعتبار أن ما قام به المعتدون مناف تماما للأخلاق ومجرَّج قانونا، وكذا لأن المسؤول عن الحافلة لم يتخذ أي إجراء لإنقاذ الضحية. وقال مصدر من مديرية الأمن المغربية إنه تم اعتقال 4 من المعتدين في الساعات الأولى من صباح الإثنين 21 أغسطس 2017 بعد أن تلقوا أوامر من "جهات عليا" للتحقيق في الحادث. وأضاف أن عملية البحث في كاميرات الشركة مازالت مستمرة من أجل تحديد هويات كل المتورطين في الحادث واعتقالهم. وأفاد أنه "اتضح أن الفتاة أو عائلتها، التي لم يتم التعرف على هويتها حتى الآن، لم تُقدم شكاية في الموضوع من قبل لمصالح الأمن، وبأن الشبان كانوا يُشكلون عصابة إجرامية متخصصة في السرقة وأعمال الشغب داخل الحافلات". ويُشار إلى أنه لم يتم التأكد بعد من تاريخ تصوير الفيديو ولا الجهة التي قامت بنشره لأول مرة على موقع فيسبوك، قبل أن يصبح حديث الجميع بالمغرب، غير أن موقع "برلمان.كوم" المقرب من جهات أمنية قال إنه يعود ل3 أشهر مضت، حيث صوره أحد الشبان المعتقلين بهاتفه الذي قال للشرطة إنه ضاع منه قبل أيام. ومؤخرًا أيضا تم انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر حشدا من الشبان والفتيان يلاحقون شابة ويضايقونها في الشارع في طنجة شمال المغرب. ويظهر هذا المقطع الذي يمتد لعشر ثوان شابة ترتدي قميصا وسروال جينز وهي مصابة بالذعر من ملاحقة الحشد لها ومحاولتهم تطويقها في طنجة شمال المغرب. وقال وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان مصطفى الرميد بعد ذلك الحادث : “حاليا القانون يعاقب على التحرش الجنسي في العمل، ولكن لا يعاقب على التحرش في الأماكن العمومية”. وفي العام 2016، ظهرت صفحة على موقع "فيسبوك" سرعان ما أغلقت، كانت تدعو إلى التقاط صور للنساء اللواتي يرتدين لباس البحر "بيكيني" للتشهير بهن.