قالت مجلة "التايم" الأمريكية إن جماعة الإخوان المسلمين لم تعد تهتم إلا بالتعامل مع المجلس العسكري على حساب اهتمامها بقضايا الرأي العام للشارع المصرى، ولا تريد تغييرا حقيقيا في الشارع المصري. وقالت المجلة إن الموجة الهادرة للتغيير الديمقراطي التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط وتمكين الإسلاميين، هي تعليقات يقولها في كثير من الأحيان بعض المعلقين والسياسيين، ولكن الإسلامية ليست إسلامية، ولكنها مثل معظم الأيديولوجيات السياسية ليست خالصة البياض.. هناك دائما ظلال وأحيانا رمادية.
وأضافت أن عددا كبيرا من القوى السياسية الإسلامية في مصر قد برز بعد الثورة -من السلفيين المتشددين إلى الإخوان الأكثر اعتدالا- ورغم أن تعديل قانون الأحزاب السياسية الصادر عن الحكام العسكريين لمصر يحظر قيام أحزاب على أساس "الجغرافيا أو الدين أو العرق"، فإنهم لجأوا لأسلوب جديد للهروب من هذا القانون من خلال التشكيل المدني للحزب ويكون ذا أطر إسلامية، مثل حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان.
وتحدثت التايم فى مقالها عن التضارب في أقاويل الجماعة والخاصة بالانتخابات البرلمانية، مشيرة إلى إن جماعة الإخوان قالت في الآونة الأخيرة إنها سوف تتنافس على 40٪ المقاعد البرلمانية، انخفاضا من الرقم السابق البالغ 50٪ الذي ارتفع من 30٪ التي اقترحها المتحدث باسم الحزب عصام العريان في مارس.
كما أشارت إلى إن الحزب الآن لا يريد الغالبية، ولكنه يأمل في الحصول عليها من خلال التحالف الديمقراطي الذي يضم أكثر من 30 مجموعة سياسية بما في ذلك حزب الوفد الليبرالي، وإلى أن طريقة الإخوان في الفوز بغالبية مقاعد البرلمان أظهرت الانقسامات، وهذه الانشقاقات جعلت الخلافات تطفو على السطح ويخرج ما كان مستترا.
ونقلت المجلة عن محمد عثمان (30 عاما) الذي كان عضوا في الجماعة لمدة 13 عاما وتركها بعد أشهر قليلة من سقوط مبارك، قوله إنه "لم يعرف حقيقة الإخوان إلا بعد سقوط مبارك حيث اتضح له أنهم لم يكونوا مهتمين بالتغيير الحقيقي؛ إنهم مشغولون بأمور أكثر أهمية من الشارع إنهم مشغولون بالتعامل مع المجلس العسكري الحاكم، وأعتقد أنها خيانة للثورة".
وأضاف " الإخوان لا يرغبون في الحديث عن الإصلاحات، لا يرغبون في تغيير حقيقي في الشارع المصري"، ويوضح عثمان أن العديد من أصدقائه تركوا الجماعة لأسباب مشابهة.