أعترف أني متيم بحب مصر .. لأسباب لا زلت أجهلها صدقا ..غير تلك الأسباب التي تتحدث عن بطولات مصر عير تاريخها العنفواني الطويل ..، أجدني مأخوذا وبشكل يومي بكل تفاصيل مشهدها السياسي والاجتماعي ..منذ ما قبل اندلاع الثوره بسنوات ..ومرورا بوثبتها البطولية الأخيره في وجه طاغية مصر وجلاديها من حاشيته وأتباعه المجرمين ..، كتبت أكثر من عشرين مقالا عن مصر ..وحرضت ضد نظامها الفاسد الصهيوني المتأمرك .. منذ أكثر من عشر سنوات خلت ..، ولا زلت ..ولن أمل من البوح بالحقيقه مع استعدادي الدائم لدفع الثمن ..ولوحدي ..، حتى لو تركني ثوار فلسطين خلف ظهورهم وهم يعبرون حدود سايكس بيكو بتنسيق مسبق مع أتباع النظام الفاسد ..وهم يعتمرون كوفية ادارة الانقسام بينهم .. بدلا من إنهائه ..!
صباح اليوم ..، قررت ان أجري اختبارا ذاتيا جديدا للحزن بداخلي ..فسافرت عبر معبر رفح الى مصر مخبرا العديد من شخصيات الثوره وشبابها الأحباب بقدومي ..
فليسمح لي هؤلاء المناضلين اليوم بأن أعتذر لهم بالنيابة عن مصر أنني لم أتمكن من أن أطبع قبلة على جبين أم " أحمد على حماد " الشهيد الأول لانتفاضة مصر ليس في 25 يناير 2011م بل في 6 ابريل 2008 الذي سقط برصاص قناصة النظام في مظاهرات المحله الباسله ..من يتذكر ؟؟!!
أعتذر لهم بالنيابة عن مصر بأن غرباء مصر الذين يحكمونها اليوم باسمها وباسم ثورتها الجميله منعوني من أن أقبل ترب مصر وأسجد ركعتين شكرا لله في ميدان التحرير ميدان الدم والشهداء ..
اعتذر ..لأني يا مصر أفضّل حزنا جميلا .. على فرح قبيح ..! ،وهذا هو الفرق بيني وبين ( بعض قياديي المقاومه الفلسطينيه الذين تركتهم خلف ظهري لأكثر من سبع سنوات بعد أن لم تعد مقاومة بعضهم تغادر حناجرهم المتوضئه ..(!!) ..فالعار لهم إذ يمرّون صبحا وعشيةً من تحت عباءة السلطان الفاجر ..ليسيحوا في الأرض ..فيما أنا لا زلت أقف في طوابير الخبز والطحين والغاز والتظاهره ..شاهرا سيفي المدني في وجه المرحله ..
لا بأس .. فقد نجح عقلي مرة أخرى في امتحان الحزن الجميل يا مصر ..إذ لم أكن أتوقع أن بقايا فلول النظام المتأمرك ستسمح لي بدخول مصر ..ولكن عاطفتي كانت تقول لي العكس ..وأن (صيغة) عيسوي عنان طنطاوي هي عنوان مغاير لمبارك وأزلامه ..فهم شركاء في الثوره ..وإن كانوا من بقايا النظام ..( !! )
أشار لي سائق الحافله التي أرجعتني مع ستة (ارهابيين ) آخرين الى ثلاثة ضباط وقفوا بعيدا قليلا عن الحافلة موجهين نظرهم الي خاصة ..قائلا لي : ..هؤلاء هم الذين يقفون وراء قرار منعك من دخول مصر ..وهم الثلاثه جميعهم من ضباط أمن الدوله ..لم يتغيروا منذ سنوات ..!!
على من يضحك العيسوي.. وعنان ؟؟!! ، على مصر ..؟
من يمنع عشاق مصر من دخولها هو عدو لها لانه يفرّق بين المرء وزوجه ..، .ومن يسمح للصهيوني بدخول أرضه بالهويه ويمنع جاره العربي المظلوم من دخول بلده العربي الآخر فهو عدو للعرب والعروبه ..ذ ليس من حق عربي أن يمنع عربي من دخول بلد عربي ..هذا قانون على الحكام العرب الساقطين الخربين أن يفهموا أبجدياته المستقبليه جيدا ..!
قادر والله وبحوله وقوته ان أدخل مصر في أي وقت أشاء ..لكن أخلاقي لا تسمح لي أن ألتقي محبوبتي من وراء ظهر والديها ..! أخلاقي لا تسمح لي بدخول مصر عبر نفق ..فالأنفاق ستغلقها الثوره عاجلا أم آجلا ..ولن نسمح باستمرارها . فمصر عليها أن تحتضن أولادها وجيرانها في العلن لا في السر ..، لأنها ببساطه لا نرتكب جريمة هنا ..اللهم إلا في عرف الصهاينة والأمريكان الذين جاهر ( أوبامهم ) اليوم بدعمه للثورات العربية فيما هو يمنع الفلسطينيين من تحقيق حلم ورقي على أقل من 19 في المائة من أرضهم المغتصبه ..!
لن تنتصر الثورة إلا بالصدق يا عنان ..ولأنا صادقون في حب مصر كحبنا لفلسطين فسنأنتيها قريبا في العلن لا في السر ..رغم أنفك .. والله والله والله رغم أنفك ..سالمين آمنين محلقين رؤوسنا ..وهي لن تبخل علينا بحب العيون ..فمصر كنانة الله في أرضه ..وليست كنانة اسرائيل في أرض العرب !!؟؟
قريبا جدا ..أعدك كما وعدت اللامبارك سابقا ..ورغم أنف اسرائيل وأمريكا السافله المنافقه ستنتصر الثوره انتصارا تاما مباركا كاملا .
أعتذر ..لكل أبناء مصر وثوارها الذين انتظرني بعضهم ..دون أن تتمكن عيناي من الاكتحال برؤيتهم .. بعيدون عن العين ..قريبون من القلب والله .. اغفروا لي تقصيري وقلة حيلتي ..!
السلام على مصر أم الدنيا ..وعلى جندها خير أجناد الأرض.