مازال الحزن يُخيم على كل شئ فى البلاد عقب الكشف عن مقتل 48 مصريًا فى صحراء ليبيا عطشًا وجوعًا بسبب سماسرة الهجرة الغير شرعية. وزيادة لتلك الآلم كشفت مصادر ليبية عن العثور على عشرات الجثث المتناثرة بصحراء طبرق الليبية والتي لم يتمكن الهلال الأحمر الليبي من استعادتها لقلة الإمكانات، بينما تم التعرف على 7 جثث فقط من أصل 48 مصريا لقوا حتفهم تحت لهيب الشمس والصحراء القاسية بعد أن تخلت عنهم حكومة العسكر وتركتهم عالة يعانون الفقر والحرمان. وكشفت فاطمة العبيدى، مديرة المكتب الإعلامى بالهلال الأحمر الليبى بمدينة طبرق، وقالت: "تم انتشال جثتين قريبًا من منطقة جربوب، و3 جثث بين الحدود المصرية والليبية، وبعد ذلك تلقت إدارة الجثث التابعة للهلال الأحمر الليبى بلاغًا من الإدارة العامة للتفتيش بطبرق، والتابعة لوزارة الداخلية، يفيد بوجود أعداد كبيرة من الجثث فى الصحراء الواقعة بين طبرق وأجدابيا قرب البوابة 200، وعلى الفور توجه فريق من الهلال الأحمر إلى المكان لنقل الجثث واتخاذ الإجراءات اللازمة". بعد الانتهاء من انتشال الجثث ال19 تعمق أفراد فريق الهلال الأحمر فى وسط الصحراء، وعلى مدى مسافة الطريق عثروا على جثث أطفال ونساء، لكن تم تركهم لعدم وجود أكياس تكفى لهذا العدد، وبسبب بُعد المكان عن المدينة كان يصعب عودة أفراد الفريق لإحضار مزيد من الأكياس: "مكانوش متخيلين إنهم هيلاقوا الأعداد الكبيرة دى لأنهم بعد تعمقهم فى الصحراء وجدوا جثث أطفال ونساء ولكن تم تركهم فى الصحراء لعدم وجود أكياس تكفى وعدم توافر سيارات لنقل هذا العدد الكبير مع العلم أنه تمت الاستعانة بسيارات إضافية خاصة بالمواطنين". وواجه فريق الهلال الأحمر الذى قام بانتشال الجثث صعوبات جديدة عند عودتهم إلى طبرق، تمثلت فى رفض النيابة إعطاء تصاريح الدفن ورفض المشرحة بمركز طبرق الطبى تسلم الجثث، وهنا قرروا دفن الجثث فى المقابر الإسلامية بمساعدة أفراد من العمالة المصرية هناك وفقاً لمبادئ الشريعة، بعد رفض تسلمهم فى المشرحة ورفض النيابة استخراج تصاريح دفن، دفنّاهم فى المقابر الإسلامية لأن إكرام الميت دفنه". وعن الجثث ال7 الذين تم تحديد هويتهم، تقول "العبيدى": "تم تفتيش ملابس الجثث كلها و7 أفراد فقط لقينا معاهم مستندات وهواتف محمولة وال12 الباقين لم نعثر على أى شىء معهم. ويروي فرج جاد الله، أحد المشاركين فى عملية انتشال جثث ال19 مصرياً الذين عثر عليهم فى صحراء ليبيا ضمن فريق الهلال الأحمر الليبى قائلاً: "انطلقنا فى تمام الساعة 11 ليلاً يوم الأربعاء من طبرق، فى طريقنا للبوابة 200 فى الصحراء، لحد ما وصلنا لمكان الجثث صباح يوم الخميس، ووجدنا الجثث فى الرمل مكفيين على وشوشهم فى حالة متحللة، طبعًا بسبب حرارة الشمس الشديدة وريحتهم كانت كريهة جدًا". وتابع: "بعد الانتهاء من نقل الجثث ال19 عاد فريق الإنقاذ إلى طبرق، وحاولوا وضع الجثث بالمشرحة إلا أنهم رفضوا استقبال الجثث، قالوا لنا الجثث دى متحللة ومينفعش استقبالها ودفناهم فى المقبرة الإسلامية هناك".