أفادت مصادر طبية يمنية -اليوم الخميس- أن قوات الأمن الحكومي فتحت النار على معتصمين بالقرب من "ساحة التغيير" بالعاصمة صنعاء، ما أدى لمقتل شخص وإصابة تسعة آخرين، تزامناً مع مغادرة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي عبد اللطيف الزياني، صنعاء أمس، دون توقيع الأطراف اليمنية على المبادرة الخليجية. ولقي المتظاهر مصرعه برصاص فناص بقرب "ساحة التغيير"، حيث يعتصم الآلاف من المحتجين المطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. كما أصيب تسعة آخرون بجراح عندما فتحت قوات الحرس الجمهوري النار على جانب من "ساحة التغيير"، إصابة ثلاثة منهم خطرة، وفق ما نقلت مصادر طبية بالموقع. وتأتي التطورات بعد قليل من مشاركين الآلاف في مراسيم تشييع جثامين 30 شخصاً استشهدوا في أحداث العنف الأخيرة. وعلى الصعيد الدبلوماسي، غادر الوسيط الخليجي العاصمة اليمنية، أمس ، دون الإشارة إلى أي نتائج للزيارة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" في خبر مقتضب أن الزياني غادر صنعاء "بعد زيارة لليمن استغرقت عدة أيام اطلع خلالها على آخر التطورات في الساحة اليمنية"، دون ذكر أي تفاصيل. وكان من المتوقع أن تتضمن زيارة الوسيط الخليجي توقيع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على مبادرة دول مجلس التعاون. ويذكر أن الرئيس اليمني فوّض نائبه، في 12 سبتمبر الحالي ، التوقيع على المبادرة الخليجية نيابة عنه. هذا وقد رفضت "أحزاب اللقاء المشترك" -تكتل الأحزاب الرئيسية المعارضة في اليمن- الاجتماع بالزياني؛ بدعوى أن "الكرة الآن في معلب الحكومة" بعد موافقتهم وتوقيعهم على المبادرة. وقال محمد القحطاني، الناطق باسم التكتل: "قمنا بكل ما طُلب منا.. وأي حوار سيطيل من وقت هذا النظام القمعي". هذا وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل المعارضة حكومة مصالحة وطنية، واستقالة صالح من منصبه مقابل حصوله والمقربين منه على حصانة، كما يفضي تطبيقها إلى انتخابات رئاسية مبكرة في موعد يحدد لاحقاً، وضمان نقل سلمي وديمقراطي للسلطة.