لا يتوقف نظام العسكر فى التنكيل بكل أحرار الوطن، ولا يجد فارقًا فى تعذيب رجل أو إمرأة كل ذنبهم أنهم رفضوا الظلم والطغيان الذين شعبهم العسكر فى البلاد. فقام بالتنكيل بكل منهم دون تفرقه، وأجاز لهم الموت رغمًا عنهم، بالإهمال الطبى، وهى أسهل طرقه للتخلص من المعارضين له داخل السجون، وبالأخص فى سجن القناطر. وأدانت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" تصاعد الانتهاكات التي يرتكبها النظام بحق المرأة خلال الفترة الأخيرة، خاصة المعارضات له. وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير لها، اطلعت عليه "الشعب": "على الرغم من مرور ما يقرب من ست سنوات على الثورة المصرية التي جاءت لتنادي بالحرية واحترام حقوق الإنسان، إلا أن ممارسات قوات الأمن المصرية القمعية بحق المعارضين، خاصة الفتيات منهم، مستمرة بصورة خطيرة". وأضافت المنظمة، والتي تتحذ من بريطانيا مقراً لها، "تتصدر المرأة الواجهة كضحية للعنف الشرطي مرة وللنهج القمعي الذي تتبعه مرات كثيرة، إمعاناً في التنكيل بها بشكل غير مسبوق في الدولة المصرية، في ظل غياب المحاسبة والعقاب". ودلّلت "مونيتور" على تردّي أحوال المرأة المصرية، بمعاناة ثلاث معتقلات بسجن "القناطر"، في القليوبية، إذ تعرضت المعتقلة "رباب عبد المحسن"، البالغة من العمر 36 عاماً، للإهمال الطبي، وهي تعاني من "سرطان الدم وفيروس C"، طيلة أربعة أشهر قضتها رهن الاعتقال التعسفي بعد اعتقالها يوم 15 أكتوبر الماضي من منزلها، وذلك بخلاف مدة العشرة أيام التي تعرضت خلالها للاختفاء القسري. وفي الإطار ذاته، تتخوّف أسرة "علا حسين"، البالغة من العمر 31 عامًا، والتي تم اعتقالها يوم 12 يناير من منزلها، وهي الآن محتجزة بزنزانة انفرادية في السجن، وممنوعة من الزيارة والتريض والملابس، من تدهور حالتها الصحية، خاصة أنها حامل في الشهر الثالث، والسجانات يجبرنها على حمل "جرادل" مياه ثقيلة ومسح أرضية السجن كل يوم، بحسب شهادات توافرت للمنظمة. كذلك تتعرّض المعتقلة "شيرين بخيت"، البالغة من العمر 33 عامًا، لألم في الكلى والظهر باستمرار، مع انخفاض في ضغط الدم، إلى جانب أنها كانت تعالَج من الضغط والتهابات في أعصاب الأطراف والأنيميا. وتم اعتقالها يوم 19 أكتوبر الماضي من منزلها، واختفت قسرا لمدة أربعة أيام، وقد قضت أكثر من ثلاثة أشهر في السجن.