ما بين معركة الفرقان ومعارك القسام اللاحقة مع العدو الصهيوني ، يجد المتابع تغيرًا جذريًا في تطور عقلية المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" ، ونشاهد تطورًا نوعيًا في الوسائل والقدرات القتالية التي تستخدم في كل جولة. ففي كل معركة تخرج كتائب القسام من جعبتها كل جديد يفاجئ الصديق قبل العدو ، وما عهدناه على كتائب القسام أن مفاجأة مرحلة ما، تكون الزيادة في معركة أخرى. تطور الصمود والدفاع فمع بداية معركة الفرقان ، كانت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام بموقف المدافع ؛ لصد تغول الجيش الصهيوني على قطاع غزة ، وكان الصمود الأسطوري للمقاومة أمام ترسانة جيش الاحتلال لوحده علامة فارقة في تاريخ المقاومة. أما معركة العصف المأكول ، فكانت بداية تأسيس لمرحلة جديدة ، يكون فيها العدو بمثابة المدافع أمام إنزال المجاهدين خلف الخطوط ، واقتحام مواقع العدو الصهيوني وتحصيناته المختلفة. فحرب الأنفاق ازدادت وتيرتها بمنحنى تصاعدي من معركة الفرقان إلى معركة العصف المأكول ، فأنفاق القسام الكثيرة والتي جهزت مسبقًا ، خلال معركة العصف المأكول ، كانت العنوان الأبرز لعمليات المقاومة ضد جيش الاحتلال. أما عن تطور التكتيكات والقدرات والوسائل القتالية لدى كتائب القسام ما بين المعركتين ، فنتحدث بفخر وواقعية عن قفزات نوعية للأسلحة والتكتيك القتالي المستخدم ضد جيش الاحتلال ، سواء بالأسلحة المصنعة محليًا أو القادمة من الخارج. أسلحة جديدة فعلى صعيد التطور النوعي في أسلحة القسام المستخدمة ما بين المعركتين ، نجد قفزات كبيرة تفوق التوقع لمقاومة قسامية تعمل بوجود احتلال. فخلال معركة الفرقان وصلت صواريخ القسام إلى مدى 40 كيلو مترًا ، وخلال معركة حجارة السجيل وصلت صواريخ القسام المصنعة محلياً ل 75 كيلو مترًا ، وخلال معركة العصف المأكول دكت كتائب القسام حيفا المحتلة بصاروخ محلي الصنع وصل مداه ل 160 كيلو متر. وتعبر قبضات "الكورنيت" وغيرها من الصواريخ الموجهة، من الأسلحة المهمة التي امتلكتها المقاومة الفلسطينية بعد معركة الفرقان وجرى استخدامها بعد ذلك، وظهرت بصورة قوية خلال معركة العصف المأكول. وخلال معركة العصف المأكول سيرت كتائب القسام طائرات دون طيار من نوع "أبابيل" متعددة المهام ، فوق أجواء الأراضي المحتلة لأغراض قتالية، وبرزت عديد الصناعات المحلية كالعبوات الناسفة ، وبنادق القنص ، والقذائف المختلفة. فما عهده العدو والصديق على كتائب القسام في كل معركة وجولة، إلا أن تكشف كل جديد في جعبتها، وتدحر آخر لما بعد ذلك، لتفاجئ العدو وتتركه في حسرة وذهول، وتزف البشريات لكل مسلم غيور.