أكدت التجارب أن مجلس الانقلاب على الشرعية صعب للغاية أن ينقلب على نفسه أو أحد اعضائه إلا إن كان لصالح عضو آخر، ترضى عنه أمريكا والكيان الصهيونى، وهذا ما تؤكدة الأحداث المتتالية بالبلاد منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتعامل المجلس العسكرى بقيادة طنطاوى مع المخلوع مبارك. وفى هذا السياق يقول السفير السابق عبدالله الأشعل، أنه لا يعلم جيدًا موقف المؤسسة العسكرية من "السيسى" فى ظل تتابع الكوارث التى تأتى من خلفه، مشيرًا إلى أنه لا يعلم أيضًا إذا ماكان السيسى، هو هو الواجهة للمؤسسة العسكرية أم إنه هو المؤسسة نفسها، مشيرا إلى أنها في كل الأحوال يهمها استمرار حكمها، أما إن صار السيسي مهددا لهذا الهدف وأصبح ورقة محروقة، فقد تغيره حتى تسد الطريق على الحكم المدني. وتابع "الأشعل" قائلاً: أن مسرحية انتخابات الرئاسة 2018 مفهومة ومعروفة لدى الجميع، وأظن أن المؤسسة العسكرية لن يفرطوا فى المنصب وامتيازاته، بل سيتمسكون فيها بكل القوة التى فى أيديهم. وحول الإطاحة به من قِبل رجاله قال "الأشعل": الحالة الوحيدة أن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وهى أن يفرغ أصحاب الحاجة من داخل المؤسسة العسكرية ورجال الظل فى البلاد من "السيسى" إذا تصاعد الغضب الشعبى ضده، وهنا سوف يتحركون لحماية أنفسهم، حسب قوله. مشيرًا إلى أن مصر تسير حاليًا نحو المجهول، وقد تدخل منحدرا شديدا وخطيرا خلال الشهور المقبلة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، متمنيا أن ينجي الله مصر هذه الكوارث. وأضاف "الأشعل" أيضًا فى حوار أجراه معه موقع عربى 21، أن شعبية "السيسى"، لا تزيد حاليا عن 10%، مستدركا "ورغم ذلك السيسي سوف يترشح مرة أخرى وسوف يفوز، ولن يغير خطته، ولن يترشح أحد أمامه إلا من ترشح وصيفا من قبل، وهنيئا له بالشعب المتفهم. وشدد "الأشعل" على أن مصر فقدت أوراق القوة والضغط، وفقدت وزنها في السياسات الإقليمية والعالمية بشكل مؤقت، بل إنها أصبحت عبئا على كثير من الدول. ويتوقع الأشعل أن يصل الشقاق مع السعودية إلى مداه، لافتا إلى أن أساسه أن الإخوان المسلمين حلفاء السعودية وخصوم السيسي، وبالتالي فلا لقاء بينهما، وبدأ الإعلام السعودي مؤخرا، ولأول مرة، يصف ما حدث في يوليو 2013 بالانقلاب العسكري- كما يسميه- بل إنه يبدي الندم على دعم الثورة المضادة في مصر "العظيمة"، كما يقول الإعلام نفسه. وحول علاقة مصر بالكيان الصهيونى، يرى الأشعل أن التحالف مع الكيان والعداء مع "الإخوان" هما أركان النظام، والمصالح مشتركة على محاربة الإرهاب، ويشمل كل التيار الإسلامي والمقاومة، ولذلك كان شاذا طرح مشروع مصري لإدانة الاستيطان. وحول تفسيره لفضيحة طرح ثم سحب قرار إدانة المستوطنات، أوضح الأشعل أن السيسي يبدو أنه كان يضغط بهذا المشروع للحصول على شيء ما، ثم تراجع أمام الضغوط المباشرة، خاصة أن إدارة "أوباما" لم تظهر تعاطفها مع استخدام الفيتو، وذلك بالرغم من أن مصر ضد الاستيطان، وكذلك تقرير الرباعية الدولية بشأن الشرق الأوسط، والذي ساوى بين الضحية والجلاد.