سلط استشهاد المهندس التونسي "محمد الزواري" ، منتصف ديسمبر الجاري ، والذي تعرض إلى طلق ناري أمام منزله بمدينة صفاقس في الجنوبالتونسي ، الضوء على رجال كتائب الشهيد عز الدين القسام الغير فلسطينيين ، والذين أسهموا في بدوهم في تقوية شوكة المقاومة الفلسطينية أمام الاحتلال الصهيوني ، لتجعل منه ترسانة مقاتله هي أشبة بالجيش النظامي. كانت حادثة اغتيال "الزوراي" حدثًا عير عادي ، يستحق التوقف عنده كثيرًا ، وسريعًا ما توالت المعطيات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي حول النشاط العلمي للشهيد وتأسيسه لنادي طيران نموذجي بصفاقس واخترعاته لطائرات بدون طيار ، والتصريحات المتعاقبة من زملائه أيام الدراسة الجامعية وأصدقائه حول انتسابه لحركة الاتجاه الاسلامي "حركة النهضة حاليًا" وهروبه من تونس إبان حكم "زين العابدين بن علي" للسودان ، ثم إلى سوريا ليعود إلى مسقط راْسه بعد الثورة التونسية ، بدأت تجلي ما خفي من حقائق وتفتح الأعين على احتمال الاغتيال السياسي. إلا أن ما قطع الشك باليقين ومنح عملية الاغتيال بعدًا سياسيًا هو التقرير الذي بثته قناة العاشرة العبرية الذي أشار بنوع من التباهي إلى أن المخترع "محمد الزواري" قد تمت تصفيته عن طريق وحدة الاغتيالات الخارجية بالموساد "كيدون"، ثم بيان لكتائب الشهيد عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وبيت العزاء الرسمي الذي أقامته الحركة للشهيد "الزواري" في غزة اللذين كشفا النقاب عن حقيقة انتسابه للمقاومة الفلسطينية. ونشرت "القسام" ، عبر موقعها الرسمي ، تقريرًا خاصًا عن "الفرسان" العرب الذين قاتلوا في صفوف الكتائب نصرة لفلسطينوالقدس خلال العقود الثلاثة الماضية واستشهدوا دفاعا عن تراب فلسطين ، الذين لم يتركوا أبناء فلسطين وحدهم يواجهون غطرسة المحتل الصهيوني ، فألحقوا أنفسهم بركب المجاهدين ؛ لتكون لهم بصمات واضحة في تاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني. فلم توصد كتائب الشهيد عز الدين القسام أبوابها أمام كل عربي حر، لدعم المقاومة أو الالتحاق في صفوفها ، ونصرة للقضية القضية الفلسطينية ، وكثر هم هؤلاء الرجال من خارج فلسطين الذين دعموا كتائب القسام بالمال ، والسلاح ، والعلم ، والخبرات النوعية في شتى المجالات العسكرية المختلفة ؛ لتطور المقاومة من قدراتها وترسانتها وتكتيكاتها العسكرية ، كانت السرية تلاحقهم خلال عملهم العسكري لدى كتائب القسام، ولم يرى العالم حسن فعالهم وصنيعهم إلا بعد أن اصطفاهم ربهم لجواره شهداء بإذنه تعالى. وقال تقرير كتائب القسام: "من مصر الكنانة، مرورا بأردن الشهامة، إلى باكستان الأصالة، وأخيرا في تونس الوفاء، لملم أبطال العرب جراح أمتهم، وشقوا طريقا عبدوه بدمائهم، فاتجهوا لفلسطين مجاهدين ومن أجلها ارتقوا شهداء، فمنهم من قضى نحبه شهيداً ونال ما تمنّاه منذ زمن بعيد، ولا زال الكثير منهم ينتظر دوره دون تبديل أو تحويل، للظفر بجنّة أو نصر عزيز". عصام مهنا الجوهري هاجر من مصر الكنانة إلى بيت المقدس ، ليسكن حي الشيخ رضوان بمدينة غزة ، التحق بعدها بصوف القسام ليرسم خطة المواجهة الجريئة في قلب القدسالمحتلة بعد أن تدرب على الأسلحة اللازمة لاستخدامها في العمل الفدائي الموعود. وفي فجر التاسع من أكتوبر عام 1994، أطلق القسامي "عصام" عدد من القنابل اليدوية داخل مقهى يتردد عليه المستوطنون في القدسالمحتلة ، وخاضوا بعدها اشتباكًا عنيفًا مع القوات الخاصة الصهيونية ليوقعوا عددًا من القتلى والجرحى قبل استشهادهما. محمد جميل نبيل معمر عودة ولد الشهيد "عودة" في بمدينة الزرقاء في المملكة الأردنية، حمل هموم وقضايا الأمة عامة وهموم الشعب الفلسطيني خاصة ، فترك أهله ورحل إلى بيت المقدس ليلتحق بصفوف القسام وينتقم ممن احتلوا الأرض وقتلوا الإنسان. وفي مساء يوم الثلاثاء 7 مايو عام 2002 ، فجر الاستشهادي أبو عودة نفسه داخل ملهى "شيفلد كلاف" جنوب "تل أبيب" ليوقع أكثر من 20 قتيلًا صهيونيَا ، وأكثر من60 جريحًا معظمهم بحالة حرجة . إياد نعيم صبحي رداد ترك القسامي "إياد" أهله في الأردن ، ليسكن قرية الزاوية شمال سلفيت بالضفة المحتلة ، ويلتحق بصفوف كتائب القسام ، ليخط بدمائه الزكية طريق النصر المؤزر نحو إعادة الطهر لأرضنا المباركة. بتاريخ 19 نوفمبر عام 2002 ، فجر الاستشهادي "رداد" نفسه داخل حافلة للمستوطنين عند تقاطع شارعي اللنبي مع شارع روتشيلد في "تل أبيب" ، وأسفرت العملية عن مقتل 7 مستوطنين وإصابة 60 آخرين بينهم 10 حالتهم خطيرة. عاصف حنيف وعمر خان شريف حملوا هم فلسطين وهجروا أهلهم وديارهم ومتاع الدنيا ليلتحقوا بركب المجاهدين ، ففي يوم الأربعاء 30 إبريل عام 2003 ، نفذ المسلمان البريطانيان عاصف محمد حنيف و عمر خان شريف، من أصل باكستاني عمليتهما في مقهى "مايكس بلاس" في مدينة تل أبيب ، لتوقع 58 صهيونيًا بين قتيل وجريح، والتي جاءت رداً على اغتيال القائد السياسي الكبير والرمز الإسلامي البارز الدكتور إبراهيم المقادمة ومرافقيه. ياسر علي عكاشة جاء من مصر للانضمام لصفوف المقاومين ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم ، وكان يقضى معظم وقته في حفظ القران الكريم حتى حفظه كله ، وتم تكريمه في غزة مع حفظة القران الكريم. وخلال معركة الفرقان عام 2009 ، وعلى الحدود الشرقية لمخيم جباليا بقطاع غزة ، لزم الشهيد الثغور المتقدمة هو وخمسة من عناصر القسام، واشتبكوا مع آليات وجنود الاحتلال، ليوقعوهم بين قتيل وجريح. محمد الزواري يعتبر أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع "طائرات الأبابيل" القسامية ، والتي كان لها دورها الذي شهدته الأمة وأشاد به الأحرار في حرب العصف المأكول عام 2014. اغتالته يد الغدر الصهيونية يوم الخميس الموافق 15 ديسمبر الجاري ، أمام منزله في مدينة صفاقسبتونس.