منذ أن وقع المنتخب المصري لكرة القدم مع المنتخب الغاني فى قرعة تصفيات القارة الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا ، لا حديث في وسائل الإعلام العبرية سوى عن التهديدات التي تعرض لها "إفرام جرانت" مدرب منتخب غانا الصهيوني ، والذي سيواجه المنتخب المصري لكرة القدم في 13 نوفمبر الجاري، في استاد برج العرب العسكري بالإسكندرية. وزعمت صحيفة "هآرتس" بنسختيها العبرية والإنجليزية، أن مصر أحبطت مؤامرة من قبل مشجعي كرة القدم لمهاجمة المدرب الصهيوني خلال المباراة، وقالت إن السلطات المصرية أعلنت عن اعتقال المشتبه بهم وإصدار تحذير أمني في الشارع المصري. استنكرت الصحيفة ما أسمته "حالة العداء" التى تنتشر في الشارع المصري ضد كل ما هو صهيوني ، رغم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" ، قالت أن كل ما تردد خلال الفترة الأخيرة حول وجود تهديدات ضد المدير الفنى الصهيوني لمنتخب غانا "أفراهام جرانت"، فى الفترة التى سيلعب فيها الفريق الغانى مع المنتخب المصرى فى الإسكندرية يوم 13 نوفمبر الجارى، ليست أكثر شائعات. ولفتت يديعوت إلى أنه من المقرر مجئ جرانت والجهاز الفنى والإدارى وفريق كرة القدم الغانى لمصر خلال الأسبوع المقبل، لخوض مباراته أمام المنتخب المصرى فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018. وكانت وسائل إعلام غانية قد روجت تقارير تفيد بتهديد مرتقب ضد "أجرانت" خلال فترة تواجده فى مصر، من جانب المشجعين المصريين، وطالب الاتحاد الغانى لكرة القدم المصريين باتخاذ اللازم للحفاظ على سلامة الفريق والمدير الفنى. وأوضحت "يديعوت" أن "جرانت" نفى وجود تلك التهديدات، مشيرة إلى أن اتحاد كرة القدم المصرى طالب بزيادة تأمين ملعب المبارة حفاظًا على حياة المدرب منتخب النجوم السوداء. وتنتظر مباراة مصر وغانا في التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال صراع من نوع خاص حيث وجود صاحب الجنسية الصهيونية "أفرام جرانت" مديرًا فنيًا للنجوم السوداء. ونرصد لكم من خلال هذا التقرير ، حالة الجدل المستمر بشأن "جرانت" والتحذيرات التى أطلقها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بشأن هذا الأمر. التطبيع الرياضي.. نلعب أم ننسحب ؟! لا تفتأ حكومة الاحتلال الصهيوني تكرار محاولاتها المستميتة لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية على كل المستويات وبشتى الطرق، ومن بينها الرياضة ، لكن الاستطلاعات تفيد أن التطبيع برمته مرفوض من 87% من العرب الذين يعتبرون الصراع مع الكيان الصهيوني صراع وجود. رياضيًا ، فشل الكيان الصهيوني مرارًا في إقحام رياضييها مع منافسين عرب عمومًا ونجحت في بعض المناسبات، وأحدثها المواجهة بين لاعب الجودو المصري "إسلام الشهابي" ونظيره الصهيوني في أولمبياد ريو 2016 ، التي أثارت ولا تزال لغطًا كبيرًا. وتشهد دائما الساحة الرياضة جدلًا بشأن التعاملات في المسابقات المختلفة مع كل من يحمل تلك الجنسية نظرًا للعداء التاريخي والمستمر فيما يخص الصراع "العربي - الصهيوني"، ويكون السؤال المطروح دائمًا، هل نلعب أمام أصحاب الجنسية الصهيونية أم ننسحب؟!. وفيما يخص الكرة المصرية، فالجميع لا ينسى تجربة الثنائي "محمد صلاح" و"محمد النني" وقتما لعبا لصفوف بازل السويسري وذهابهما لتل أبيب من أجل خوض مباراة في دوري الأبطال ، حيث استقبلت الجماهير ، محمد صلاح ، بهتافات عدائية قبل المباراة، واستطاع اللاعب أن يتعامل مع الموقف بإحترافية شديدة دون أن يتعرض لأي عقوبات بجانب تسجيله لهدف واسكات تلك الجماهير، بالرغم من الضغط الكبير من جانب الإعلام الصهيوني في ذلك التوقيت على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" لمعاقبة اللاعب بعدما رفض مصافحة لاعبي المنافس في لقاء الذهاب. نكست ولا نخرج ! نعود لمباراة غانا مرة أخري، والوضع هنا مختلف وجديد، فالجماهير المصرية بصدد استقبال مواطنًاصهيونيًا في مباراة كرة قدم يجلس على مقعد المدير الفني والمطلوب منهم عدم المساس به أو توجيه أي أهانة أو هتافات عنصرية أو سياسية أو دينية. وبالعودة لتصفيات كأس العالم 1994، كانت مصر ضحية "طوبة" شهيرة في مباراة زيمبابوي تسببت في إعادة المباراة بدولة أخرى وخسرت مصر فرصة التأهل للمونديال للمرة الثانية على التوالي بعدما تأهلنا لمونديال 1990 الذس أقيم بإيطاليا. ويختلف الوضع الآن عن 1994، فقد يتسبب وجود "جرانت" داخل الملعب في استفزاز الجماهير الحاضرة، الأمر هنا يعود للعاطفة وليس لشيء آخر ، وهذا ما أوضحه نائب رئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم ، عندما حذر من تعرض "جرانت" لأي أذى بسبب "جنسيته". ومع زيادة وتيرة التعصب على مستوى الكرة العالمية بشكل عام وبالطبع فيما يخص الكرة العربية والمصرية، فالاتحادات القارية المختلفة وضعت ضوابطًا وقوانين صارمة من أجل مكافحة العنصرية والهتافات السياسية والدينية في مدرجات كرة القدم. ف"حلم المونديال" الذي ننتظره جميعًا، قد يذهب في مهب الريح في حالة تم إثبات أي لافتات أو هتافات أو محاولة اعتداء على "جرانت" ، فكلنا يعلم كيف يستطيعون استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل اثبات تعرضهم ل"الاضطهاد" و"العنصرية". وحذر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من استخدام الشعارات السياسية والدينية والعنصرية سواء من خلال اللافتات أو الهتافات أو أي طريقة لنشر تلك الأمور سواء داخل أو في محيط ملعب كرة القدم قبل وأثناء وبعد المباريات. وشدد الفيفا على ضرورة وجود تنسيق كامل وتعاون بين منسقي أي مباراة مع رجال الأمن يضمن عدم وجود أي شخص أو مشجع صاحب سلوك عنيف وعدم السماح لوجود هتافات أو لافتات أو عبارات عدائية أو عنصرية تجاه اللاعبين والأجهزة الفنية والحكام والمسئولين والجماهير المنافسة. وأكد الاتحاد الدولي على ضرورة اتخاذ رجال الأمن ومنظمي المباراة كافة الاجراءات لمنع دخول هؤلاء وضمان عدم وجود اي لافتات مسيئة داخل الملعب وفي محيطة، ويجب على المنظمين ابلاغ الشرطة في حالة وجود اي شخص يهدد سلامة المباراة وابعاده عن الملعب. "الفيفا" يطلق نظام مراقبة جديد.. هل يفلت "جرانت" أدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم نظامًا جديدًا لمراقبة المباريات بداية من تصفيات كأس العالم المقامة حاليًا والمؤهلة لمونديال روسيا 2018، تحت مسمى "نظام المراقبة لمحاربة التعصب"، والذي يقوم برصد المباريات التي من المحتمل أن تشهد أي سلوك عنصري داخل الملعب من عناصر الفريقين، أو في المدرجات من جانب الجماهير. واعتمد الفيفا النظام الجديد في مايو 2015، والذي يقوم فيه بالتعاون مع مؤسسة "فير - نت" من أجل إرسال مراقبين لأي مباراة تقام في العالم ومن المحتمل أن تشهد أحداث عنصرية، سواء كان تلك المباراة ودية أو ضمن تصفيات كأس العالم، كما أن المراقب يكون غير معلن على خلاف مراقبي المباريات المنوط بهم كتابة تقرير للفيفا عن المباريات. ويقول "بيير باور" المدير التنفيذي لمؤسسة "فير - نت" عن العقوبات المحتمل توقيعها على من يثبت ارتكابه أي سلوك عنصري يساعد على التعصب: "إذا تم إثبات أي تجاوز بدليل كافي، سيتم تقديمه للفيفا، وبدوره سيستخدم سلطاته وسيتخذ الإجراءات القانونية المناسبة لفرض العقوبات الملائمة على أي اتحاد محلي." وفسر بشكل أكثر دقة ما قد تتعرض له الاتحادات من عقوبات، قائلًا: "النتيجة قد تصل إلى حد الحرمان من المشاركة، أو إقامة المباريات بدون جمهور، وسيكون العقاب مؤلم بالشكل الذي يلائم الفعل، مع الوضع في الاعتبار أننا سنحاول أن نجعل درجة الألم كبيرة بما يكفي للقضاء على تلك التصرفات." جماهير "سيلتك" الأسكتلندي فعلتها.. هل يفعلها الجمهور المصري ؟! قامت جماهير فريق "سيلتك" الأسكتلندي برفع الأعلام الفلسطينية خلال مباراتها أمام فريق "هبوعيل بئر السبع" الصهيوني ، في إطار تصفيات بطولة دوري أبطال أوروبا. وأظهر فيديو نشره "سيلتك" عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قيام مجموعة من الجماهير برفع العلم الفلسطيني فور وصول حافلة فريقهم إلى استاد "سيلتك بارك"، وأثناء نزول اللاعبين ودخولهم إلى الملعب الذي ستقام عليه المباراة. خارج الملعب، قامت سيدات إسكتلنديات بالغناء لفلسطين، وحاكوا الأغنية اليسارية الشهيرة التي تتحدث عن النضال ضد الاستعمار "بيلا تشاو" ، وغنت النساء: "نحن اسكتلنديات، ونحن نغني.. بيلا تشاو بيلا تشاو بيلا تشاو.. نحن نغني لفلسطين ولن نمنع". ولا تعد هذه المرة الأولى التي قام بها مشجعو "سيلتيك" بالتضامن مع القضية الفلسطينية، ففي عام 2014 وأثناء العدوان الصهيوني على غزة، قاموا بالهتاف وتأدية أغان تدعم القضية الفلسطينية. وقام الاتحاد الأوروبي حينها بتغريم نادي "سلتيك" ، بالإضافة إلى عدد من الأندية الايرلندية قاموا بالفعل ذاته، بمبلغ وصلت قيمته 18 ألف جنيه إسترليني ، وقد تضامنت الجماهير وقامت بجمع تبرعات فاقت المطلوب دفعه بمراحل ، وقاموا بتوجيهها لإعادة إعمار قطاع غزة. فهل تفعلها الجماهير المصرية وترفع الأعلام الفلسطينية - على أقل تقدير - فى المدرجات أثناء المبارة تحديًا ل"جرانت" واقتداءًا بجماهير الفرق المصرية التى ترفع دائمًا العلم الفلسطيني فى المباريات المحلية والدولية ؟!.