لم يروق لأبطال المقاومة بطش الاحتلال الصهيوني بأبناء شعبهم، فأبوا إلا أن يحفظوا كرامة شعبهم ومقدساته، حتى حولوا غضبهم إلى نار في وجه الاحتلال ومستوطنيه ليشعلوا انتفاضة القدس. هم الأبطال (راغب أحمد عليوي، يحيى حاج حمد، وسمير موسى، وكرم رزق، زياد عامر)، الذين زأروا كالأسود في وجه ظلم الاحتلال ورفضوا عار التنسيق الأمني البغيض، وبعد أسبوع واحد من جريمة حرق عائلة دوابشة قرر الفرسان الانتقام. وخاب ظن الاحتلال عندما اعتقد أن الشعب الفلسطيني وشباب الضفة والقدس والقطاع الثائر لن يردوا بطشه وتدنيسه للمسجد الأقصى وحرق عائلة دوابشة، واستشهاد الطفل الرضيع على ومن ثم والده ووالدته. "إيتمار" الانتقام وبدون تأجيل شرع الأبطال في العمل دون كلل أو ملل لتوفير المال والسلاح اللازم لتنفيذ العملية، وكان آخرون يناقشون خطة العملية المقترحة والتعديل عليها، للوصول إلى عملية رادعة ومؤلمة للعدو الإسرائيلي. ومع شروق شمس الأول من أكتوبر للعام 2015م، وبعد شهر من إقدام المستوطنين على حرق عائلة دوابشة كان الأبطال ينتظرون جيوب الغروب ليستتروا بها وصولاً لهدفهم على الطريق السريع، قرب مغتصبة "إيتمار" قرب مدينة نابلس. وجاء الوقت المناسب حين لمحت عيون الأبطال الغاضبة سيارة للمستوطنين، فساروا خلفها وحين أصبحت سيارة المغتصبين بجوار سيارتهم أطلق الفرسان وابلاً من النيران تجاه الهدف، وحينها توقفت السيارة الإسرائيلية بعد إصابتها بالنيران. شدة بأس المجاهدين لم يكتف المجاهدون بذلك، فجرأتهم وبسالتهم على الرغم من صعوبة الموقف سمحت لهم بالترجل من السيارة إلى أن وصلوا لسيارة المغتصبين، وفتحوا السيارة ليجهزوا على من تبقى حياً في المركبة، لكن المجاهدين لم يتعرضوا للأطفال الذين كانوا بالسيارة، وانسحبوا بسلام تاركين العدو يتخبط رأساً على عقب، ولسان حالهم يقول:" نفذنا العملية كي يفهم المغتصبون أن كل عمل يقومون به له ثمن، وأن عليهم التفكير مائة مرة في المستقبل قبل قتل أبناء شعبنا". نتاج العملية كان حصد أرواح مستوطنين إسرائيليين هما، "ايتام هكنين" ضابط احتياط بوحدة هيئة الأركان الخاصة وضابط استخبارات وحاخام، وزوجته القتيلة "نعماه هكنين" ابنة ضابط كبير بوحدة هيئة الأركان واشترك بمحاولة التحرير الفاشلة للجندي الأسير لدى كتائب القسام "نخشون فاكسمان" العام 1994. اشتعال النار شرارة انتفاضة القدس أخذت بالثوران، فبعد عملية "إيتمار" البطولية بيومين يخرج الاستشهادي مهند شفيق الحلبي مساء؛ ليزرع الموت والرعب للمستوطنين في أزقة البلدة القديمة بالقدس، مشهراً سكينه على رقاب المغتصبين هناك ويتولى على أسلحتهم ويزيدهم منها موتاً وقتلاً، فيقتل اثنين ويصيب خمسة منهم بجراح. ساعات قليلة وقبيل الفجر أيضاً يرتقي الشهيد البطل فادي علون ابن مدينة القدسالمحتلة برصاص الاحتلال بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن. ثم توالت العمليات الفدائية التي أشعلت الانتقام في صفوف الشبان الفلسطينيين، لترتفع وتيرة عمليات الانتقام بشكل لم يتوقعه الاحتلال، فلم يكد يمضي يوم دون وجود عملية ضد الاحتلال ومغتصبيه تحصد منهم في شتى مدن الداخل والضفة الغربيةالمحتلة.