انتشرت مئات الدبابات حول مدينتي دير الزور (شرق) وحماة (وسط) التي قصف الجيش اثنين من أحيائها غداة مقتل ثلاثة متظاهرين برصاص الأمن، بينما توصل مجلس الأمن الدولي إلى الاتفاق على إصدار بيان يدين القمع في سورية. ويدين البيان وفق المسودة (الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية). كما يدعو البيان (إلى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف) ويدعو (جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الانتقامية بما في ذلك شن هجمات على المؤسسات الحكومية). ويدعو النص السلطات السورية (إلى الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عن العنف) ، كما يدعوها إلى (السماح بدخول المنظمات الإنسانية الدولية والعاملين فيها بسرعة ودون أية عوائق إلى سورية والى التعاون الكامل مع مكتب المفوض الأعلى لحقوق الإنسان). ويشير مشروع البيان إلى الوعود بالإصلاح التي أعلنها الرئيس بشار الأسد ويأسف لعدم تحقيق تقدم في تطبيقها. واسهم تعديل نص البيان في حمل روسيا على الموافقة عليه بعد أن هددت باستخدام الفيتو. واعتبر سفيرها فيتالي تشوركين المسودة (متوازنة). وفي حال صدوره، سيكون البيان الأول الصادر عن مجلس الأمن الدولي منذ بدء الاحتجاجات منتصف اذار/مارس. وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مجلس الشعب سيعقد ظهر الأحد مناقشة جلسة استثنائية لمناقشة (مواضيع تهم الوطن والمواطن) دون المزيد من التفاصيل. وتأتي جلسة المجلس الذي انتهت دورته التشريعية بدون أن يحدد موعد للانتخابات، بعدما أقرت الحكومة السورية عددا من مشاريع القوانين حول الأحزاب والانتخابات العامة. وميدانيا، استمرت أعمال القمع في أنحاء البلاد. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة (فرانس برس) أن (نحو مئتي دبابة وآليات عسكرية أخرى تحاصر مدينة دير الزور من جميع الاتجاهات). وأضاف أن (اكثر من 100 دبابة وصلت من طريق حمص (وسط) وطريق خان شيخون (شمال غرب) إلى حماة بالإضافة إلى عشرات ناقلات الجند المدرعة). وأشار مدير المرصد إلى (دبابات ومدرعات عسكرية شوهدت على الطريق المؤدية إلى مدينة السلمية -30 كلم جنوب شرق حماة- التي شهدت خلال الأيام الماضية تظاهرات حاشدة طالبت باسقاط النظام). وتحدث عن (انقطاع الاتصالات الأرضية والخلوية) عن حماة والسلمية. من جهة أخرى، أفاد ناشطون حقوقيون أمس الأربعاء أن قوات الجيش التي انتشرت في حماة قصفت اثنين من أحياء المدينة التي شوهد الدخان يتصاعد في اكثر من منطقة فيها. وذكر مدير المرصد أن (القصف تركز على منطقة جنوب الملعب وحي المناخ)، مشيرا إلى أن (بعض المنازل هدمت جراء القصف). وأضاف أن (قوات الأمن والجيش أقامت حواجز لمنع الأهالي من النزوح). وتحدث ناشط آخر عن (دبابات شوهدت وهي تتجه نحو ساحة العاصي وسط المدينة وأخرى ترافقها آليات عسكرية في عدد من المناطق). وأضاف الناشط أن (دوي الانفجارات التي تسمع في اكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة). وشهدت حماة الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق، تظاهرات حاشدة ضد النظام خلال الأسابيع الماضية. وقالت لجنة التنسيق المحلية الممثلة للمتظاهرين إن عدة منازل انهارت بسبب القصف. وقالت اللجنة إن الدخان كان يتصاعد من المدينة التي تضم 800 الف نسمة والتي اقيمت نقاط تفتيش حولها وداخلها. وقالت اللجنة في بيان إن :(الناس يغادرون المدينة، وهم يجازفون بالتعرض لنيران قوات الأمن والجنود أن لم يلتزموا بالأوامر للعودة إلى المدينة). وعرض التلفزيون السوري صور جثث قال إنها ألقيت من فوق جسر في النهر، وأكد أنها جثث عناصر في قوات الأمن قتلهم المتظاهرون. ويؤكد المتظاهرون من جانبهم انهم متظاهرون قتلهم الجيش. من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري مسؤول أمس أن (التنظيمات الإرهابية المسلحة في محافظتي حماة ودير الزور تواصل ترويع المواطنين). وأضاف أن -هذه العصابات تقوم بنشر الشائعات الكاذبة بين صفوفهم (المواطنون) في محاولة لتشويه صورة الجيش والإساءة إلى سمعته وصولا إلى إثارة الفتنة بينه وبين أهله وذويه في المحافظتين المذكورتين-. ودعا المصدر (المواطنين في حماة ودير الزور) إلى (عدم الإصغاء إلى الشائعات التي تروجها تلك التنظيمات الإرهابية). وأكد أن (وحدات الجيش تعمل على عودة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي عاثت فيها التنظيمات الإرهابية فسادا وعكرت صفو حياة المواطنين بسبب ممارساتها المخلة لمبادئ الدين الإسلامي السمحة وبالقواعد الأخلاقية للمجتمع). وتشهد سورية موجة احتجاجات منذ منتصف مارس أسفرت عن سقوط حوالي ألفي قتيل بينهم اكثر من 1600 مدني، وفق منظمات حقوق الإنسان. وتتهم السلطات (جماعات إرهابية مسلحة) بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريب وأعمال عنف أخرى. وفي هذا السياق، ذكرت سانا أنه (تم أمس تشييع من مشفيي تشرين وحمص العسكريين ومشفى درعا الوطني جثامين سبعة شهداء من عناصر الجيش وقوى الأمن والشرطة قضوا برصاص التنظيمات الارهابية المسلحة في ريف دمشق وحمص وحماة ودرعا). كما أكد مدير المرصد: (أن الموظفين في دير الزور لم يتمكنوا من قبض رواتبهم لهذا الشهر بعد) مشيرا إلى أن (السلطات منعتهم من التوجه الى المصرف نظرا لعدم استقرار الامن في المنطقة التي يوجد بها). ونقل مدير المرصد عن الأهالي (انهم يعتبرون ذلك ذريعة من المحافظ لاذلال الأهالي في شهر رمضان). وكان ثلاثة اشخاص قتلوا مساء الثلاثاء برصاص رجال الأمن أثناء تفريق تظاهرات في عدة مدن سورية جرت بعد صلاة التراويح. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن (شخصين قتلا وجرح عشرون آخرون بينهم ثمانية أطفال برصاص الأمن الذين حاولوا تفريق تظاهرة جرت في الرقة –شمال- وشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص). وأضاف أن -متظاهرا قتل برصاص الأمن في مدينة جبلة (غرب)-. وأضاف مدير المرصد أن (طفلة في التاسعة من العمر توفيت اليوم متأثرة بجراحها بعد أن أصابها قناص مساء أمس في اللاذقية). وأشار إلى أن (السلطات سلمت إحدى الأسر في دوما (ريف دمشق) جثمان ابنها الذي اعتقل في وقت سابق) مشيرا إلى أن (أكثر من 50 ألف شخص شاركوا في تشييعه أمس). وتابع أن (عشرات الأشخاص جرحوا في معضمية الشام -ريف دمشق- أثناء اقتحام الأمن المدينة لتفريق تظاهرة جرت فيها بعد صلاة التراويح)، مشيرا إلى أن (جروح بعضهم خطيرة). وكان ناشط حقوقي قال مساء الثلاثاء إن تظاهرات جرت في مدن سورية عدة بعد صلاة التراويح نصرة لحماة (وسط) ودير الزور (شرق)، موضحا ان عناصر الأمن استخدموا الرصاص الحي لتفريقها. وتخشى السلطات أن تشكل صلاة التراويح مناسبة لانطلاق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية خلال شهر رمضان بعد أن دعا ناشطون عبر صفحة (الثورة السورية) على فيسبوك إلى التظاهر خلال شهر رمضان. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حصيلة القمع في سورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 آذار/مارس ارتفعت إلى 2003 قتلى معظمهم مدنيون وثق أسماء 1629 في قوائم لدى المرصد و374 قتيلا من الجيش وقوى الأمن الداخلي. وتحدث مسؤول في الأممالمتحدة عن ثلاثة آلاف مفقود ونحو 12 ألف معتقل.