تسود مدينة القدسالمحتلة أجواء شديدة التوتر خاصة بلدتها القديمة ومحيطها والمسجد الاقصى المبارك وما حوله بفعل مسيرات استفزازية متواصلة اندلعت منذ الليلة الماضية لقطعان المستوطنين في البلدة القديمة ومحيط بوابات الاقصى واقتحامات واسعة منذ الدقائق الأولى من فتح باب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى ويشهد المسجد المبارك منذ ساعات صباح اليوم اقتحامات واسعة بمشاركة عدد كبير من غُلة وقادة المستوطنين المتطرفين، واضطرت شرطة الاحتلال اخراج أحد المستوطنين بعدما أوقفه حراس المسجد حينما حاول أداء طقوس تلمودية في المسجد، بينما أخرجت قوات الاحتلال شابين من المسجد لمشاركتهما في التصدي بصيحات وهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين. وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد أعلنت عن تكثيف تواجدها وإجراءاتها العسكرية والأمنية في القدسالمحتلة ومحيط الأقصى خلال يومي السبت والأحد. يأتي ذلك بعد فعاليات على مدار الأسبوعين الأخيرين التي دعت فيهما جماعات المتطرفين الى تسريع بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى وتكثيف اقتحاماته. في الوقت نفسه، أغلق الاحتلال عددا من أبواب المسجد الاقصى أمام المصلين شملت أبواب: الحديد، والقطانين، والملك فيصل، والمطهرة. توالى الاقتحامات أكد مراسلنا من داخل المسجد الأقصى أن عدداً من ضباط الاحتلال ومن الوحدات الخاصة اقتحمت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأقصى وانتشرت فيه لتأمين اقتحامات واسعة لعصابات المستوطنين، كانت أعلنت عنها منظمات متطرفة لإحياء ما أسمته "ذكرى خراب الهيكل" المزعوم. وقال مراسلنا ان ثلاث مجموعات اقتحمت الاقصى حتى الآن بدأت بالمجموعه الأملى التى ضمت 53 مستوطنًا والمجموعات الباقيه ضمت نحو مائة مستوطن لكل منهما ما يؤشر على ان الاقتحامات ستكون واسعة خاصة أن هناك المئات من المستوطنين ينتظرون خلف باب المغاربة بانتظار اقتحامهم للمسجد المبارك. فيما أغلقت قوات الاحتلال الصهيوني منطقة باب العامود أحد أشهر أبواب القدس القديمة وشارع السلطان سليمان المجاور لتأمين تدفق المستوطنين الى البلدة القديمة واختراق شوارعها وأسواقها وحاراتها باتجاه باحة حائط البراق للمشاركة في احتفالات احياء "ذكرى خراب الهيكل". ولفت مراسلنا الى ارتفاع عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الاقصى، ليرتفع الى أكثر من 180 مستوطنا حتى الآن بمجموعات متتالية تضم غُلاة المستوطنين المتطرفين، في ما ينتظر عدد كبير من المستوطنين خارج باب المغاربة بانتظار الانتظام بمجموعات جديدة لاقتحام الاقصى. فى رباط إلى يوم الدين ولفت مراسلنا إلى أن عدداً كبيراً من المواطنين، خاصة من أبناء القدس القديمة، شاركوا في صلاة فجر اليوم، وآثر قسم كبير منهم البقاء والتواجد في الاقصى للذود عنه وللتصدي للمستوطنين. فيما شددت قوات الاحتلال الخاصة اجراءاتها على البوابات الرئيسية للمسجد واحتجزت بطاقات الشبان الى حين خروجهم من المسجد المبارك، في الوقت الذي تنتشر فيه أعداد كبيرة من العاملين في الاقصى من حراس وسدنة في أرجاء المسجد لمراقبة سلوك المستوطنين خلال اقتحامهم للمسجد وجولاتهم الاستفزازية والمشبوهة برحابه الطاهرة. وقد شبت مواجهات متقطعة بين المواطنين وقوات الاحتلال في حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الاقصى المبارك في القدس القديمة، خلال تجمهر المواطنين على باب المسجد واحتجاجهم على اجراءات الاحتلال واقتحامات عصابات المستوطنين. دعوات للاقتحام وكان ائتلاف منظمات الهيكل والذي يضم ما يزيد عن 26 منظمة تلموديه واستيطانة متطرفه دعت الى أوسع مشاركة في اقتحامات الاقصى المبارك اليوم الاحد، والمشاركة في فعاليات تلمودية في ذكرى ما أسمته "خراب الهيكل". ونظمت هذه المنظمات الليلة الماضية مسيرات استفزازية حول أسوار القدس القديمة ومحيط بوابات المسجد الأقصى، وسط هتافات عنصرية تدعو لقتل العرب والفلسطينيين، واقامة الهيكل المزعوم مكان الاقصى، فضلاً عن الاعتداء على مقدسيين وممتلكاتهم في القدس القديمة. المسيرة الليلية لعصابات المستوطنين انطلقت من أرض مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية غربي القدس بقراءة فقرات من "التاناخ"، قبل أن تنطلق المسيرة نحو منطقة باب العامود، ثم باب الساهرة، ثم تنظيم وقفة واعتصام عند باب الأسباط، تخللها كلمات خطابية لعدد من قيادات الاحتلال السياسية والدينية من أبرزهم وزير شؤون القدس "زئيف إلكاين" وعضو "الكنيست" المتطرف "يهودا غليك"، ونائب وزير جيش الاحتلال "ايلي بن دهان". تأتي هذه التطورات في الوقت الذي حذرت فيه شخصيات وقيادات دينية ووطنية اعتبارية في القدس من هذه الاقتحامات والاعتداءات على الأقصى داعيةً الى تكثيف شد الرحال اليه للدفاع عن حرمته وقدسيته. من جانبها، أعلنت قوات الاحتلال في ساعة مبكرة من مساء أمس، عن تكثيف انتشارها وإجراءاتها العسكرية والأمنية في عموم مدينة القدسالمحتلة، وفي القدس القديمة ومحيط الأقصى خلال ساعت الليلة الماضية واليوم الأحد، وانتشرت أعداد كبيرة من جنود الاحتلال على مداخل القدس القديمة وأزقتها وحول المسجد الأقصى، وعند منطقة البراق، في ما تم اغلاق العديد من الطرقات والشوارع لصالح مسيرات المستوطنين. شدوا الرحال وقد عبرت شخصيات مقدسية وفلسطينية اليوم الأحد, عن امتعاضها لحالة الصمت العربي والاسلامي , التي تسيطر على مواقفها , جراء مواصلة الاحتلال لانتهاك باحات المسجد الاقصى , والقدس القديمة . وحملت الشخصيات الفلسطينية والمقدسية سلطات الاحتلال الصهيوني مسؤولية الحماقة التي يقترفها في القدس , والسماح لجماعاته المتطرفة بتدنيس باحات المسجد الأقصى رغم التحذيرات التي تُطلق باستمرار من عواقب الانتهاكات داخل المسجد الاقصى , وما قد يتبعه من حرب دينية تُشعل المنطقة بالكامل. وكان فضيلة الشيخ "محمد حسين" مفتي القدس والديار الفلسطينية قد ناشد سكان القدس وما حولها بضرورة مناصرة المسجد المبارك مؤكدًا أن الاحتلال يسعى لتهويد المدينة المقدسة, بالعديد من الاجراءات من بينها الدعوات المتكررة من الجماعات اليهودية لتكثيف الاقتحامات لباحات المسجد الاقصى , مشدداً على ان الاحتلال يحاول فرض واقع جديد على مدينة القدس. ومن جانبه حذر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني الاحتلال الاسرائيلي من مواصلة مسيرته واستفزازاته , فإسرائيل تنذر بحرب دينية في المنطقة وهي من تتحمل مسؤولية ما سيجري. واعتبر ان الدفاع عن المسجد الاقصى مِنة من الله سبحانه وتعالي , وواجب ديني يدعونا للتصدي لمحاولات اقتحام المسجد الاقصى, معتبراً ان الاحتلال قد يمنع المقدسيين من الوصول للمسجد الاقصى ,ولكن ثبات اهل القدس كحجر صلب امام تهويد الاحتلال سيُفشل كافة التهديدات.