قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأربعاء، إن بلاده تلاحظ وجود جهود لتعزيز العلاقات بين منظمة فتح الله غولن الإرهابية ومصر، “إلا أنه لا تتوفر لدينا معلومات مؤكدة عن اعتزام غولن التوجه إلى مصر”. وفي ذات السياق، أشار إلى أن مصر عرقلت صدور بيان للأمم المتحدة ضد محاولة الانقلاب بسبب وردود عبارة “الحكومة المنتخبة ديمقراطياً” في نص البيان. وأوضح أن الموقف المصري يبدو طبيعيًا ” بالنسبة للذين جاؤا إلى السلطة عبر إنقلاب عسكري.” وفي سياق آخر، لفت جاويش أوغلو إلى أن بلاده تلقت دعماً قوياً من 110 دولة عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأنهم لم يتلقوا من أوروبا غير تحذيرات، وحتى تهديدات بخصوص وقف مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن تركيا ردت بالشكل المناسب على كل ذلك. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.