لكي يتأتى لنا فهم الحكم لابد من مقدمه نفهم منها معنى التطبيع ، التطبيع كما جاء في لغة العرب (لسان العرب) الطبع بمعنى السجيه ، والطبيعة هي السجيه التي جبل الله عليها الإنسان وطبعه اي جعله على سجيته. والتطبيع في مصطلحات الدوليين والسياسيين هو( إعادة علاقات طرفين معينين إلى وضعهما الطبيعي الذي كانا عليه قبل أن يطرأ موقف صراعي بينهما ) والتطبيع عكس المقاطعه والمقاطعة في القاموس الدولي للمصطلحات الحقوقيه هي (إجراء تلجأ إليه سلطات الدوله أو هيئاتها أو أفرادها المشتغلون بالتجارة لوقف العلاقات التجارية مع دوله أخرى ومنع التعامل معها أو مع رعاياها بقصد الضغط عليها ردا على ارتكابها أعمالا عدوانيه ضدها) والتطبيع حلم قديم لقادة وزعماء الكيان الصهيوني مع الدول العربيه وعلى رأسها مصر وقد حددوا تصورا لهذا التطبيع بعد زيارة العار التي زارها السادات للقدس سنة 1977م يتلخص في إيجاد علاقات طبيعيه وعاديه بين الكيان الصهيوني وبين العرب على غرار اي علاقه بين طرفين في حالة سلام وتربطهما علاقة مودة واحترام تنتفي فيها حالة التناقض أو العداء بكافة أشكاله ويرتكز هذا التصور للصهاينه عن التطبيع على عدة محاور كالآتي:- 1- إنهاء حالة الحرب بين الطرفين يستطيع الصهاينه فيها أن يعيشوا بأمان. 2- اعتراف كامل بالكيان الصهيوني وإقامة العلاقات الدبلوماسيه والقنصليه وتبادل السفراء وفتح الحدود أمام الأفراد والسلع. 3- إنهاء المقاطعه الأقتصاديه العربيه للشركات الصهيونيه والدول المتعامله معها وإزالة الحواجز ذات الطابع التمييزي المفروضه ضد حرية تنقل الأفراد والسلع. 4- إقامة علاقات ثقافيه واقتصاديا وسياحيه في كافة الميادين. 5- السماح للسفن الصهيونيه بعبور قناة السويس ومضيق تيران. 6- تعهد عربي واضح وفعال بعدم مساعدة اي عمل مقاوم ومنع المقاومين الفدائيين من القيام بأي عمل يمس أمن الصهاينه وتقديم من يرتكب ذلك للمحاكمه. وبهذه المقدمة التي لابد منها تدخل مسألة التطبيع مع الصهاينه في صميم موالاة الكافرين الذين حاربونا واغتصبوا أرضنا ومقدساتنا التي لا قيمة للمسلمين بغيرها ثم هم يريدون بعد ذلك أن نعيش معهم بسلام مزعوم من جانب واحد ويقتلوننا ويسفكون دمائنا تحت مسمى محاربة الإرهاب وهم أمة الإرهاب في العالم كله وإذا قال لنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد , المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ) البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد كلهم من حديث أبي هريره. وننظر فنجد ثلث مقدساتنا التي تشد إليها الرحال مغتصبه من قبل هؤلاء الصهاينه وجب علينا شرعا أن ننفر في نفير عام ضد هم حتى نحرر اقصانا ويحرم علينا حرمة باته في موالاتهم والتطبيع معهم أو الاعتراف بهم ومن وافق على التطبيع معهم أو دعا إليه قولا أو عملا فهو منهم موالي لهم محارب معهم ضد أمة الإسلام ومن كان هذا حاله فوصفه كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} المائده 51. وقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} الممتحنه 1 وقوله تعالى {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الممتحنه 9. ووجب فرضا على العين (فرض عين على كل مسلم ومسلمه صغيرا كان اوكبيرا ) ان نقاتلهم وأن نتمثل وصف الله لنا في قوله تعالى { وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ } البقره 191 . والخلاصة أن التطبيع مع الكيان الصهيوني حرام حرام جزاءه جزاء مولاة الكافرين وخيانة المسلمين