حالة من الإضراب التام في كافة المرافق الرسمية والشعبية، سادت ببلدات وقرى الداخل الفلسطيني في أراضي 48، اليوم الأربعاء، وذلك في سياق إحياء الذكرى الأربعين ليوم الأرض. وكانت لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل، دعت إلى إضراب عام وتام، اليوم، في كافة مناطق التواجد الفلسطيني في الداخل. وساد الإضراب العام كافة المؤسسات المحلية، في البلدات العربية، تجاوبا مع إغلاق السلطات المحلية والمؤسسات المحلية، إلى جانب إغلاق المصارف وفروع البريد، فيما لم يشمل الإضراب المدارس، التي كانت خرجت لعطلة الربيع منذ الأسبوع الماضي. وقد عم الإضراب الشامل كافة أنحاء النقب وبلداته، أما في بعض قرى المثلث والجليل فقد لوحظ أن بعض المحال التجارية فتحت أبوابها وعملت كالمعتاد، مقابل إضراب شامل وتام في بلدات مثلث يوم الأرض: عرابة وسخنين ودير حنا. ومقابل إغلاق المؤسسات الرسمية في القرى والبلدات العربية في الداخل، والتزام السلطات المحلية العربية بالإضراب، فإن حركة المواصلات العامة من وإلى القرى العربية في الداخل انتظمت كالمعتاد، كما أن العاملين خارج البلدات العربية توجهوا بشكل عام إلى عملهم. ولعل ما ساهم في ذلك هو قرار لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل تحديد موعد المسيرتين الرسميتين، لإحياء ذكرى يوم الأرض لساعات ما بعد الظهر، عند الرابعة والنصف اليوم. وفيما قام أهالي الشهداء بزيارة لأضرحة الشهداء في مختلف القرى والبلدات، تتواصل الاستعدادات لضمان مشاركة واسعة في المسيرتين المركزيتين لإحياء يوم الأرض، في كل من بلدة عرابة في الجليل وقرية أم الحيران في النقب. ويأتي تنظيم المهرجان في أم الحيران تضامنا مع القرية التي أصدرت المحكمة الإسرائيلية قبل ثلاثة أشهر قراراً برد دعوى أهلها ضد مخطط الحكومة الإسرائيلية ترحيل أهلها، وإزالة القرية تمهيدا لإقامة مستوطنة يهودية مكانها تحمل اسم الحيران. ويأتي الإضراب هذا العام بمناسبة مرور أربعين عاما على يوم الأرض الأول، في الثلاثين من مارس عام 67 عندما أعلنت لجنة الدفاع عن الأراضي إضرابا عاما، احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية مصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل ضمن مخطط تهويد الجليل، والإعلام عن منطقة المل في قرى عرابة وسخنين ودير حنا، منطقة عسكرية مغلقة. وأسفرت المواجهات التي وقعت مع قوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة المئات منهم بجراح.