بعد مرور 4 أيام على اتفاق الهدنة، تواصل روسيا وقوات النظام السوري، انتهاكهما لاتفاق وقف "الأعمال العدائية" في سوريا، الذي بدأ في 27 فبراير الحالي، من خلال قصف بعض المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة لا سيما في حلب، وغربي البلاد. وأكدت مصادر محلية سورية، للأناضول، أن مقاتلات روسية شنت أمس وأمس الأول، غارات على عدة مناطق في مركز حلب وريفها، شملت بلدات "بيانون"، و"عندان"، و"كفر حمرة"، و"قبتان الجبل" وقريتي "بابيص"، و"جمعية الهادي"، وطريق "كاستيلو" (في الريف الغربي والشمالي) كما شملت حيي "الأشرفية" و"بني زيد". وأضافت المصادر، أن الطيران الحربي الروسي، شنّ غارات أمس، على قرية "حربنفسه" بريف حماه الجنوبي(وسط)، و مقرات تابعة ل "أحرار الشام"،(إحدى فصائل المعارضة) في بلدة "تيرمعلة" شمالي حمص، التي لم تعلن عن مشاركتها في الاتفاق، غير أنها صرحت بعدم قيامها بأعمال من شأنها نقض الاتفاق. وأسفرت الغارات الروسية على القرى والبلدات في محافظتي حلب وحماه، عن مقتل 12 مدنيا، وإصابة 12 آخرين بجروح مختلفة. كما استهدفت الغارات الروسية ، قوات "فيلق الشام"، و"الجبهة الشامية"، و"أحرار الشام"، التابعة للجيش السوري الحر، في بلدتي "بيانون" و"عندان". وتخطط روسيا من خلال قصفها مناطق غربي حلب، لإغلاق الطريق الذي تسلكه قوافل المساعدات الإنسانية، بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية بين مركز حلب وإدلب، بعد أن تمكنت من قطع طريق المساعدات الذي يصل بين تركيا وحلب مؤخرًا. كما تسعى روسيا لفتح الطريق أمام مسلحي منظمة "ب ي د"(الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية) التي تتحشد في مدينة عفرين (شمالي حلب)، استعدادا للسيطرة على بلدة "أطمة" الحدودية شمالي إدلب. وواصلت قوات النظام السوري، عقب بدء سريان الاتفاق المذكور، قصفها لبلدات "تلبيسة" شمالي حمص(وسط)، و"عندان" غربي حلب، و"اليادودة" شمال غربي درعا، و"المرج" التابعة للغوطة بريف دمشق، و"كفرزيتا" و"كفرنبودة" شمال غربي حماة، ومنظقة "جبل التركمان" بريف اللاذقية (غرب). كما نفذت القوات التابعة للنظام السوري اليوم الإثنين، هجمات على مناطق في ريف حمص الشمالي ودمشق، بالبراميل المتفجرة. وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض حجاب، أمس، في رسالة بعثها للأمم المتحدة، إن قوات النظام السوري وروسيا انتهكت الاتفاق 15 مرة، وقتلت نحو 29 في الهجمات والغارات. وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرها الأول، أمس الأحد، توثيقها 14 خرقًا من قبل النظام، خلال اليوم الأول من الهدنة، الذي بدأ السبت الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصًا. وأوضحت الشبكة في تقريرها، أن قوات النظام وشريكتها الروسية، استبقتا موعد انطلاق الهدنة بتصعيد هائل للقصف، والعمليات العسكرية، شملت مناطق عديدة في حلب. وأشارت الشبكة أن الخروقات توزعت على كافة المحافظات السورية تقريباً، 4 خروق في كل من درعا وريف دمشق، وخرقان في كل من حمص وإدلب، وخرق واحد في كل من دمشق واللاذقية، وقد نتج عن تلك الهجمات وفق التقرير، 15 قتيلاً، من بينهم 13 من مسلحي المعارضة. وكان مجلس الأمن الدولي، اعتمد الجمعة الماضي، بالإجماع، قرارًا أمريكيًا روسيًا حول "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، والسماح ب "الوصول الإنساني للمحاصرين"، يبدأ اعتبارًا من بعد منتصف ليل الجمعة-السبت 27 فبراير الحالي، وتستمر مدة أسبوعين. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، أعلنت في بيان صدر عنها الجمعة الماضي، موافقة فصائل الجيش الحر، والمعارضة المسلحة، على الالتزام بالهدنة المذكورة، وأن هذه الموافقة "تأتي عقب تفويض 97 فصيلاً من المعارضة، للهيئة العليا للمفاوضات، باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة، حيث تم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة(رياض حجاب) للمتابعة والتنسيق، مع التأكيد على ضرورة استيفاء الملاحظات التي تقدمت بها الهيئة إلى الأممالمتحدة".