كثف الطيران الحربي الروسي -في ثاني أيام الهدنة بسوريا, غاراته على مناطق يشملها وقف إطلاق النار في أرياف حلب وحمص وحماة، تسيطر عليها المعارضة المسلحة. في حين قصفت قوات النظام بالمدفعية مواقع تحت سيطرة المعارضة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، ومناطق بريفي حمص وحماة. وقد اعتبرت المعارضة هذه الغارات خرقا واضحا ومتعمدا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ ليل الجمعة/السبت، وحذرت من أنها ستؤدي إلى انهياره بالكامل. وفي أحدث التطورات، أفاد مراسل الجزيرة في حلب أمير العباد بمقتل 11 مدنيا إثر قصف جوي روسي على قرية بابيص في ريف حلب الغربي، وأشار إلى أن القرية تؤوي عشرات العائلات التي نزحت من ريف حلب الشمالي عقب التصعيد في الأيام الأخيرة، وأكد عدم الوجود العسكري لأيٍّ من فصائل المعارضة في القرية. وأوضح المراسل أن المناطق المستهدفة من الطيران الروسي في اليوم الثاني من الهدنة بريف حلب، مناطق مدنية، ولفت إلى وجود نزوح عكسي بعدما عاد بعض الأهالي أمس إلى مناطقهم مع بدء سريان الهدنة. كما أشار المراسل في المقابل إلى أن مدينة حلب تشهد التزاما بالهدنة من كافة الأطراف، سواء من قوات النظام أو كتائب المعارضة. وقد استهدفت المقاتلات الروسية في ريف حلب مدينة دارة عزة وبلدة قبتان الجبل، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة عدد آخر، كما تعرضت مدينة عندان وكفر حمرة للقصف الروسي إضافة إلى منطقة قبر الإنجليزي، مما أسفر عن دمار كبير في المباني السكنية. وتعد منطقة حربنفسه مشمولة بالهدنة ولا وجود لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية فيها. وتعرضت مواقع لجيش الفتح -الذي يضم جبهة النصرة- في سهل الغاب بريف حماة لقصف من قبل مدفعية قوات النظام. وفي إدلب شمالا، قام طيران النظام المروحي باستهداف بلدة الناجية بريف جسر الشغور الغربي بخمسة براميل متفجرة استهدفت وسط البلدة، إضافة إلى استهدافه قرية الكندة بقذائف المدفعية مساءً، حيث قتل شخص على الأقل جراء القصف. وشهد ريف اللاذقية شمال غرب البلاد قصف قوات النظام بالمدفعية مواقع تحت سيطرة المعارضة في جبل الأكراد، أبرزها جبل التفاحية وعين الحور وجبل القلعة والشحرورة. كما تصدت فصائل المعارضة لقوات النظام التي حاولت التقدم في منطقتي جبل الأكراد، وجبل التركمان. وفي العاصمة دمشق، قتل شخص بقناصة قوات النظام على أطراف حي جوبر، كما قتل شخصان وأصيب آخرون في خان الشيخ نتيجة استهداف المدينة بنحو 12 قذيفة مدفعية، كما قصفت قوات النظام مرج السلطان وبلدة بالا بالغوطة. وبحسب تقرير الشبكة الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه، توزعت الخروق على كافة المحافظات السورية تقريبا، فارتُكبت أربعة خروق في كل من درعا وريف دمشق، وخرقان في كل من حمص وإدلب، وخرق واحد في كل من دمشق واللاذقية، وقد نتج عن هذ الهجمات -وفق التقرير- 15 قتيلا، بينهم 13 من مسلحي المعارضة. وشكك التقرير في مستقبل الهدنة، وأشار إلى أن أبرز ما يعتري بيان الهدنة هو تمكّن النظام السوري وشريكه الروسي من توجيه ضربات لمناطق شاسعة تحت سيطرة المعارضة السورية في الشمال، تحديدا تحت ذريعة وجود جبهة النصرة، دون أن يُعتبر ذلك خرقا للهدنة.