قتل شخص على الأقل وجرح آخر في اشتباك تبع هجوما شنه مسلحون على موكب قائد في شرطة العاصمة الصومالية مقديشو, في ثاني عملية من نوعها في يومين وسط مخاوف من تردي الوضع الأمني بعد انسحاب القوات الإثيوبية. ووقعت العملية في شمالي مقديشو الذي شهد أول أمس هجوما آخر على مركزي شرطة بالقذائف والمدافع الرشاشة جرح فيه سبعة من رجال الأمن. وأنحي باللائمة في الهجوم على المحاكم الإسلامية التي يشاع أنها وزعت منشورات تحذر السكان من التعاون مع القوات الإثيوبية كما تحذرهم من خسائر في الأرواح والممتلكات إذا خالفوا أوامرها وإن كان للحكومة أعداء آخرون ممثلون في زعماء الحرب والعصابات الإجرامية. وتعهدت الحكومة على لسان الناطق باسمها عبد الرحمن ديناري بتقديم الفاعلين إلى العدالة ووصفت المنشورات بأنها دعاية رخيصة. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أمس أن بلاده ستسحب ثلث قواتها من الصومال خلال يومين, لكن دون أن يعرف حجم هذه القوات التي لعبت الدور الرئيسي في هزيمة قوات المحاكم نهاية العام الماضي. غير أن زيناوي حذر من أن المحاكم قد تعود إلى قوتها "إذا لم تكن العملية السياسية صحيحة" منتقدا ضمنا الحكومة الانتقالية التي تواجه اتهامات بأنها لا تسعى إلى مصالحة شاملة, خاصة بعد الإطاحة برئيس البرلمان الذي كان يتوسط مع المحاكم. ووافق الاتحاد الأفريقي على نشر قوة من ثمانية آلاف جندي في الصومال في مهمة تدوم ستة أشهر "وإلا حلت الفوضى بالبلد"، على حد قول رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري, على أمل أن تخلفها قوة أممية, وهو ما أيده الأمين العام الأممي بان كي مون. وستحاول القوات الأفريقية مساعدة قوات الحكومة في بسط نفوذها خاصة أن هناك إشارات على أنها لا تسيطر تماما على الوضع الأمني, فقد شوهدت مليشيا زعيم الحرب محمد ديري تجوب شوارع جوهر بعد أن استبعد من فريق لإدارة المنطقة. وأعلنت نيجيريا وملاوي وأوغندا حتى الآن أنها ستشارك في القوة, فيما أحجمت عنها جنوب أفريقيا التي قالت إن قواتها مستهلكة في مناطق عدة في القارة.