التغير المناخي والهجرة القسرية يمثلان التهديد الأكبر الذي يواجه الاقتصاد العالمي هذا العام، هذا ما خلص إليه تقرير "المخاطر العالمية" الصادر مؤخرًا عن المنتدى الاقتصادي العالمي والذي كان يضع ظاهرة التغيرات المناخية في نسخته التي صدرت في الأعوام السابقة ضمن قائمة المخاطر الكبيرة التي تقوض النمو العالمي. بحسب صحيفة " فاينانشيال تايمز" البريطانية. وقال جون درزيك رئيس مؤسسة " مارش جلوبال ريسك أند سبيشياليتيز"، العاملة في مجال وساطة التأمين: إن هذا يُعزى إلى ظهور بيانات جديدة، وإجماع الحكومات والأكاديميين على أن التغيرات المناخية ما هي سوى نتاج النشاط البشري بوجه عام. وذكرت مارجريتا دريزنيك-هانوز، رئيس قسم التنافسية والمخاطر العالمي في المنتدى الاقتصادي العالمي، أن " المخاطر العالمية أصبحت وعلى نحو مضطرد أكثر تزايدًا من أي وقت مضى" مشيرة إلى الصلات الوثيقة بين التغيرات المناخية والهجر القسرية والاضطرابات السياسية. وأشار التقرير ، الذي ترجمه مصرالعربية، إلى أن أكثر من 60 مليون شخصا مشردا حول العالم، قياسا ب 40 مليون شخص في نهاية الحرب العالمية الثانية، مضيفا أن مليون شخص قد هاجروا إلى أوروبا في العام الماضي، وأن السواد الأعظم من المهاجرين قسريًا في العالم هم من المشردين داخليا في إفريقيا والشرق الأوسط. وذكرت سيسيليا رايز مديرة قسم المخاطر في مجموعة " زيوريخ إنشورانس"، أكبر شركة تأمين في سويسرا والشريك في تقرير المخاطر العالمية أنّ الجفاف والمجاعة اللتين تتسبب فيهما ظاهرة التغيرات المناخية من الممكن أن يشعلا فتيل الصراعات السياسية والهجرة القسرية. وأشارت رايز إلى دراسة بحثية نُشرت العام الماضي في دورية "بروسيدينجز أوف زا ناشونال أكاديمي أوف ساينسيز" الأمريكية والتي خلصت إلى أن موجة الجفاف التي عانت منها سوريا خلال الفترة من العام 2007 وحتى 2010، قد زادت من معدلات الهجرة الداخلية والقلاقل السياسية، مما أسهم بلا شك في اندلاع الحرب الأهلية في العام 2011. كما لفتت الصحيفة إلى تقرير أوصت بإجرائه مجموعة الدول ال 7 الصناعية في العام 2015 والذي وجد أن التغيرات المناخية ترهق موازنات الحكومات الهشة عبر تدمير الموارد المحلية وزياد مستويات انعدام الأمان الاقتصادي والهجرة القسرية. ونوه التقرير إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعا في درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، كما أنه شهد أيضا بداية واحد من أقوى ظواهر " النينو" المناخية على الإطلاق، مما أدى إلى زيادة مضطردة في درجات الحرارة في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وسرد التقرير مجموعة من الخواص الأخرى المصاحبة ل " النينو"، ومن بينها الزيادة في مستويات الأمطار في البرازيل في حين واجهت مناطق أخرى موجات جفاف شديدة مثل جنوب شرقي أسيا. وفي هذا الصد، ترى رايز أن " العالم بحاجة الآن إلى التكنولوجيا والبنية التحتية الخضراء ( النظيفة). كما أن المستثمرين في القطاع الخاص وكذا الحكومات عليهم أن يضطلعوا بدورهم في تمويل الاستثمارات النظيفة. وتم إصدار سندات خضراء بقيمة 40 مليار دولار في 2015، ونتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في 2016." كانت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد قد ذكرت مؤخرا أن نمو الاقتصاد العالمي سيكون "مخيبا للآمال في " العام المقبل. وترى لاغجرد أن احتمالات رفع أسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة والتباطؤ الاقتصادي في الصين عوامل تسهم في حالة الضبابية وزيادة مخاطر ضعف الاقتصاد في أنحاء العالم. وقالت لاجارد إنه بالإضافة إلى ذلك فإن نمو التجارة العالمية تباطأ كثيرا وخلق هبوط أسعار المواد الخام مشكلات للاقتصادات التي تعتمد بشكل أساسي عليها، في حين ما زال القطاع المالي يعاني من مواطن ضعف في العديد من البلدان، وتتزايد المخاطر المالية في الأسواق الناشئة.