عاتبني صديق فلسطيني ينتمي إلى حركة فتح بقوله "انه يشتم مما اكتب عن الفصائل الفلسطينية باني متحامل على حركة فتح وأكثر ميلا إلى حركة حماس" قلت لذلك الصديق: حاسة الشم عندك قوية، لكن دعني اؤكد لك القول انني لست متحاملا على حركة فتح لكني ناقدا لسياستها وممارساتها في العمل الوطني الفلسطيني. قاطعني الصديق بالقول: حركة فتح قدمت أفواجا وأفواجا من الشهداء الذين قضوا وهم يقاومون الهجمة الصهيونية على أرضهم وأهلهم، قياداتها لاحقها العدو على امتداد الكرة الأرضية ونال منهم اذكر منهم أبو يوسف النجار ورفاقه الثلاثة الذين استشهدوا في بيروت في مطلع سبعينيات القرن الماضي، وسعيد حمامي وغيره في لندن وآخر في باريس وفي بعض العواصم العربية أيضا.
قلت لصاحبي "فتح" التي تتحدث عنها غير "فتح" اليوم. منذ أن دخلت حركة فتح غزة نتيجة للتنازلات التي قدمتها للكيان الصهيوني في اتفاق اوسلو وعناصرها يمارسون اسوأ أنواع الفساد الإداري والمالي والاجتماعي، خاصة بعد ان اغتيل الزعيم ياسر عرفات، عناصرها انفلتوا في الشوارع يفعلون ما يريدون وكأنهم من عصابات الاحتلال الصهيوني، لم تأخذ تلك العناصر المنفلتة في حسبانها حال إخوانهم الفلسطينيين الذين بقوا يصارعون الاحتلال منذ عام 1967، الانتفاضة الوطنية الأولى ضد الاحتلال كانت قبل دخول عناصر فتح، أراد الصديق مقاطعتي استأذنته لكي أكمل، كيف تتجرأ قيادات وعناصر هذه الحركة أن تلغي جهاد من بقي صامدا في وجه الاحتلال؟ لقد استولت هذه الحركة على 95% من المناصب واستولت على التجارة والارض وكأنها سلطات محتلة أو مدعومة من الاحتلال كما هو الحال في العراق. هل تذكرون إخوانكم الذين نفتهم إسرائيل إلى لبنان وبقوا في العراء في مرج الزهور على حدود فلسطين يصارعون قسوة الطبيعة ويقاومون جيش الاحتلال، إن اخوانكم قادة حماس اليوم فما هو نصيبهم من صناعة القرار؟ هل تذكرون مقاومة ذلك الشيخ الجليل المقعد الشهيد احمد ياسين زعيم حركة حماس الذي لم تستطع سلطات الاحتلال أن تتحمل جهاده الوطني رغم الإعاقة الجسدية فكان مأواه سجون الاحتلال ولم يستسلم إلى أن استشهد، هل نسيتم شهداء حماس وأسراها القابعين في المعتقلات الصهيونية ونسيتم قياداتها التي اغتالتهما إسرائيل؟؟
قل لي بربك العظيم، هل قيادة حركة فتح في حقبة الستينيات والسبعينيات ستتجرأ على حمل السلاح في وجه إخوانهم في غزة والضفة كما تفعل اليوم وهي شاهرة سلاحها في وجه مجاهدي حركة حماس أو الجهاد أو غيرها من الفصائل؟
احد قادة فتح المنفلت هذه الأيام يقول وأمام كل وسائل الاعلام من غزة ما معناه أن أتباعه من حركة فتح سيتصدون لحركة حماس بالقوة وانه استنفر كامل قواته السرية "الممولة من قبل إسرائيل وأمريكا" وكذلك دعا إلى التعبئة العامة لحركة فتح لمواجهة حركة حماس، وقال: إنهم سينالون من قيادات حماس، هل هذه فتح التي نعرفها أم هذه فتح اوسلو وكوبن هيجن و واي رفر وغيرها. قلت لمحدثي حديثا مطولا لا تتسع هذه الزاوية لنشره.
ما الخطأ الذي ارتكبته حماس حتى تعاقب قياداتها المجاهدة من قبل جحافل المنفلتين المدججين بالسلاح في شوارع غزة والضفة الغربية؟ هل لأنهم رفضوا الاستسلام للعدو الصهيوني وأصروا على حقوق الشعب كاملة؟ بالأمس خرج علينا قائد من قيادات فتح الجدد، لا يحسن الوضوء، ولا يعرف من ثقافة المقاومة الوطنية حرفها الأول، ولا يفرق بين الحديث عن أسرار الوطن والحديث عن سهراته الخاصة أمام المعجبين بقذلته المتدلية على جبينه ليقول حماس تحفر أنفاقا تحت مدينة غزة لكي تغتال الرئيس محمود عباس!!
هذا القائد من قبيلة فتح لا يعرف ماذا يقول، لا يعلم أن الدول تحفر أنفاقا و تقيم مدنا تحت المدن لتكون ملا جيء في حالات الحرب الكيماوية والغارات المعادية المستخدمة لأسلحة الدمار الشامل، ألا يعلم أن المدن التي أقامتها إسرائيل تحتها أنفاق وملاجيء واستخدمت في الحرب اللبنانية الأخيرة لانقاذ المدنيين من قصف مدافع حزب الله. الحديث عن الملاجي والأنفاق ومداخلها ومخارجها تعتبر من أسرار الدول الحربية فكيف يذيع ذلك القائد من فتح أسرار مدن بلاده للعدو؟ كان يريد أن يقول إن الأموال التي جمعتها حماس صرفت على حفر أنفاق لاغتيال محمود عباس. والحق إن معظم هذه الأموال مابرحت محتجزة في القاهرة لم يفرج هنا بموجب طلب من قيادة السلطة الفلسطينية أما ال (مائتي مليون) دولار التي سلمت لمحمود عباس فلا يسأل عنها أين صرفت ولا عن السلاح الذي سلم للسلطة ضد من استخدم.
سمعت وقرأت تصريحا لأحد قادة فتح يقول "لو مس أي فرد من حركة فتح من قبل حماس فان قيادات حماس كلها (إسماعيل هنية والزهار وخالد مشعل) وغيرهم سيكونون أهدافا مشروعة واجب القضاء عليهم من مقبل فتح، ونسأل هذا القائد الذي لا يهزم. ماذا فعلت عندما اختطف الجيش الصهيوني بالأمس خمسة من نشطاء حركة فتح وقتل وجرح آخرين من أبناء الشعب الفلسطيني. طبعا «أسد على وفي الحروب نعامة».
ü آخر القول: الهم احم فلسطين من شر الفتحاويين الجدد.