شن الملياردير الروسي السابق، ميخائيل خودوركوفسكي ،هجوماً شرساً على نظام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، متوقعاً حدوث ثورة في روسيا. وقال رجل الأعمال الهارب، فى مؤتمر صحافي في لندن، أمس الأربعاء، : "في غياب انتخابات نزيهة وآليات أخرى لتغيير السلطة بشكل مشروع، فإن الثورة هي الطريقة الوحيدة لتغييرها". وتوقع ميخائيل خودوركوفسكي وسط استمرار هبوط أسعار النفط، استنزاف موارد نظام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عام 2017، وقدر انخفاض مستوى معيشة السكان بنسبة 20% حتى الآن، معتبراً أن اعتصام سائقي سيارات النقل الثقيل بالقرب من موسكو رفضا لفرض رسوم المرور بالطرق الفيدرالية، مجرد أول بادرة للاضطرابات الاجتماعية. وعاد خودوركوفسكي إلى المشهد بقوة خلال الأيام الأخيرة بعد اتهامه غيابياً بالضلوع في اغتيال عمدة مدينة نفطيوغانسك، فلاديمير بيتوخوف، في عام 1998، وتحديد الجمعة 11 ديسمبر موعداً لاستدعائه إلى لجنة التحقيق الروسية. ولم يتأخر خودوركوفسكي المقيم في سويسرا منذ العفو عنه في نهاية عام 2013، في الرد على هذه الاتهامات. وتزامنت تصريحات خودوركوفسكي الذي قضى عشر سنوات في السجن في روسيا، مع هبوط أسعار النفط إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ عام 2009، ما دفع بسعر صرف العملة الروسية الروبل إلى أدنى مستويات أمام الدولار واليورو. ويترتب على انخفاض قيمة الروبل ارتفاع معدل التضخم، وبالتالي، تراجع الدخول الحقيقية للمواطنين، وسط انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 3.7% وتوقعات بارتفاع نسبة الفقراء من 11% إلى 14% هذا العام، وهو أمر ينذر بموجة من الغضب بين سكان روسيا. والجدير بالذكر، أن خودوركوفسكي كان يترأس ويسيطر على أغلبية أسهم شركة "يوكوس" التي كانت تعتبر من أكبر شركات النفط في روسيا، قبل أن تتم ملاحقته جنائياً في عام 2003 وسجنه بتهم الاحتيال والتهرب من دفع الضرائب. واعتبرت المعارضة والأوساط الليبرالية الروسية والغرب، ملاحقة خودوركوفسكي بمثابة تصفية للحسابات السياسية، فيما نفى بوتين ذلك مراراً، مؤكداً أن القضية اقتصادية بامتياز، وأن "اللص مكانه السجن"، وفي ديسمبر 2013، وقع الرئيس الروسي على قرار العفو عن خودوركوفسكي. لكن من جانب آخر، تشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة تأييد بوتين في روسيا تفوق 85% وذلك بفضل النقاط السياسية التي اكتسبها نتيجة لسياسته الخارجية في أوكرانيا وسورية، وبصفة خاصة ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس 2014. ورغم أن روسيا شهدت احتجاجات حاشدة في عامي 2011 و2012 رفضاً لعودة بوتين إلى الرئاسة بعد شغله منصب رئيس الوزراء لمدة أربعة أعوام، إلا أن عدداً كبيراً من المعارضين تحولوا إلى مؤيدين بعد ضم القرم، إذ يعتبرها الروس أرضا روسية تاريخياً أصبحت تتبع لأوكرانيا نتيجة لخطأ إداري في حقبة الاتحاد السوفييتي. وبذلك، لم تنخفض شعبية بوتين إلى ما دون 80% منذ أبريل 2014.