استمرت حالة التوتر الطائفى بين المسلمين والمسيحيين داخل قرية أبوقرقاص البلد فى المنيا لليوم الخامس على التوالى، فيما أحال المجلس العسكرى علاء الدين رضا رشدى، المحامى، مرشح الحزب "الوطنى" لانتخابات مجلس الشعب الأخيرة، المتهم بالتسبب فى أحداث الشغب التى شهدتها قرية "أبوقرقاص البلد" إلى النيابة العسكرية بالمنطقة المركزية بأسيوط للتحقيق معه فى وقائع الشغب التى شهدتها قرية "أبوقرقاص البلد" مساء الإثنين الماضى، بسبب مطب صناعى أقامه المحامى المسيحى أمام منزله مما أدى إلى مقتل وإصابة 4 مواطنين مسلمين. فيما وجه رجال القوات تحذيرات للمواطنين باتخاذ إجراءات مشددة ضد من يخرج على القانون ومن يثير الشغب أو يخالف القانون.
أعلن مسئول أمنى قيام رجال القوات المسلحة بالإعلان عن الإفراج عن 11 مواطناً من المسلمين خلال الساعات القليلة المقبلة بعد أن سبق القبض عليهم خلال فترة حظر التجول للمدينة مساء الأربعاء الماضى، مؤكداً عودة الهدوء للقرية والمدينة عقب الاستجابة لمطالب المواطنين بإحالة جميع المتهمين فى الأحداث للمحاكمة العسكرية والقبض على المحامى القبطى، وإعلان حقائق الأحداث على أجهزة التليفزيون والقنوات الفضائية.
فيما شهدت المدينة والقرية توزيع منشورات تطالب بالتهدئة وعدم اللجوء للمظاهرات، وعقد رجال القوات المسلحة ثلاثة لقاءات أحدها بالجمعية الشرعية بمدينة الفكرية بمدينة أبوقرقاص والثانى بجمعية الوعظ والإرشاد بالقرية والأخير بكنيسة الأمير تادرس.
وأصيب مواطن يدعى فوزى أنور جاد الله، (56 سنة) مزارع، ويقطن قرية أبوقرقاص البلد بطلق نارى أثناء تواجده بحقله صباح الجمعة، ورغم أن الطلق النارى كان طائشاً، فإنه تسبب فى إعادة حالة التوتر مرة أخرى إلى القرية.
وقال أشرف سرحان، رئيس لجنة مصالحات مركز أبوقرقاص، إن لقاء مهماً فى مجموعة لقاءات التهدئة قبل الصلح النهائى عقدته لجنة مصالحات مركز أبوقرقاص مع أهالى القتلى والمصابين من المسلمين وبعض ذويهم ورؤوس العائلات المسلمة بجمعية الوعظ والإرشاد بقرية أبوقرقاص البلد، وذلك بحضور اللواء ممدوح مقلد، مدير أمن المنيا، وعدد من مساعديه وقيادات من القوات المسلحة ومديرى الأوقاف بالمنيا ومركز أبوقرقاص.
وأكد سرحان أن اللقاء الذى استمر نحو الست ساعات أتى ثماره، وأكد الحضور عدم قبولهم بالتعدى على أبرياء أو التعرض لممتلكات أقباط أبرياء مع وعدهم بمرور الجمعة بهدوء وسلام، وأن مطالبهم تتمثل فى القصاص من المتورطين والقتلى، وهو ما أكدت القيادات الأمنية والعسكرية على تحقيقه فى القريب العاجل.
وأضاف سرحان أن أعضاء لجنة مصالحات مركز أبوقرقاص قرروا توزيع أنفسهم أثناء إقامة صلاة الجمعة على جميع مساجد مدينة الفكرية وقرية أبوقرقاص البلد، مستعينين بأهل الثقة ممن يتحلون بالحكمة ورجاحة العقل، للتصدى لأى دعوة أو بادرة عنف أو تظاهر أو تجمهر أو إتلاف عقب صلاة الجمعة متوقعاً أن تمر دون ما يعكر صفو البلاد.
فيما جمع لقاء آخر بين عدد من رعاة الكنائس الموجودة بأبوقرقاص (خمس كنائس) فى مقدمتهم القس تاضروس متياس راعى كنيسة الأمير تادرس والقس أنطون وكيل مطرانية الكاثوليك مع الشيخ عماد محمد أحد أئمة القرية، وتبادل خلال اللقاء رجال الدين من الطرفين وجهات النظر، وأكد الشيخ عماد أن المخربين والمعتدين على ممتلكات الأقباط من خارج القرية، ولذلك هناك نية لتشكيل لجان شعبية من شباب القرية للحيلولة دون دخول أغراب، ولفت الشيخ عماد أنظار رجال الدين المسيحى لاعتراض العقلاء والمعتدلين على العنف وغضبهم من الأحداث المؤسفة التى مرت بالقرية ومركز أبوقرقاص ككل، واتفق رجال الدين على عقد لقاء آخر يجمعهم.
وتظاهر آلاف المواطنين بشارع الاتحاد، أمام مسجد ناصر بمدينة أبوقرقاص، عقب صلاة الجمعة، أمس، للتنديد بالأحداث الطائفية التى شهدتها أبوقرقاص البلد، للمطالبة بتسليم المتهمين للمحاكمة العسكرية.
وخرج المتظاهرين، إلى الطريق الزراعى «مصر - أسوان»، وحاصرتهم قوات الجيش والأمن، وتم إغلاق المنطقة تماماً.
الإسلاميون يطالبون بالتهدئة وشهد مركز "أبوقرقاص" امس الجمعة تواجدا كثيفا للقوات المسلحة وقوات الأمن لتجنب تجدد أعمال العنف مرة أخرى خاصة بعد أن ساد الهدوء أمس بالمركز وحبس المتهمين فيها على ذمة التحقيق .
وتتواصل الجهود الرسمية والشعبية لاحتواء الأزمة وإعادة الهدوء مرة أخرى ، حيث عقدت القيادات الشعبية عدة لقاءات للتهدئة حضرها اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا والعقيد عز الدين حسني نائب الحاكم العسكري وقيادات التيارات الإسلامية يتقدمهم الدكتور إبراهيم زنون والشيخ بهاء عطية عضوا مجلس الشعب السابقين عن جماعة الإخوان المسلمين.
في الوقت نفسه ، خرجت مسيرة من مسجد ناصر القريب من قرية أبوقرقاص البلد وأخرى شمال مدينة الفكرية ضمت عددا من الشباب وقذفوا كنيسة البلاميس بالطوب والحجارة وحطموا واجهتها .
في حين وزعت التيارات الإسلامية بأبوقرقاص بيانا تحت عنوان " نداء من القلب حتى لا تغرق السفينة " بهدف تهدئة الأحوال . وكانت قد وقعت أحداث عنف يوم الاثنين الماضي بين عائلتي "الديرى" و"الجزارين" ب "أبوقرقاص " مما أحدث خلافا بين المسلمين والمسيحيين أدى إلى مصرع شخصين وإصابة أثنين آخرين وإحداث بعض التلفيات في المباني والممتلكات حتى قررت النيابة العسكرية، حبس 17 متهما من المتسببين فيها 15 يوما على ذمة التحقيقات ، حيث تستمر الجهود الأمنية والشعبية لإحتواء الموقف.