يعرض التليفزيون الصهيوني فيلما وثائقيا حول اغتيال الملحق العسكري الأسبق بواشنطن زاعما أن اغتياله جاء خوفا من كشفه التخطيط المسبق لمنح مصر نصرا صغيرا بحرب أكتوبر! ووسط حالة الهلع من تقارب مصري ايراني سوري او تأثر اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب، يبدو أنه لم يعد لدى تل أبيب حاليا إلا الهجوم على مصر والذي يأخذ شكل افتراءات وأكاذيب متخيلة ان يكون هذا سلاحا تخفي به حالة الذعر تلك ، وكان اخر تلك الأكاذيب عرض القناة الأولى بالتليفزيون الصهيوني يوم الجمعة الماضية لفيلم وثائقي بعنوان "من قتل أبينا؟".
يتحدث عن اغتيال "جو الون" ملحق سلاح الجو الصهيوني بالولاياتالمتحدة في السبعينات من القرن الماضي، ويدعي ان اغتياله جاء على يد الموساد خوفا من كشف الون لما اسماه "التعاون المصري الأمريكي الإسرائيلي" في التخطيط المسبق لحرب أكتوبر 1973.
من جانبه، قال المؤرخ الصهيوني اوري ميلشتاين، المشارك في صناعة الفيلم، أن عملية اغتيال الون وباعتراف موشي ديان وزير الحرب الصهيوني وقتها، لم تتم يأيدي فلسطينية، مضيفا ان العملية لم تتم أيضا بهدف السرقة ولفت ميلشتاين إلى أن كل التحقيقات حول تلك القضية اثبتت ان تصفية الون تمت على يد جهاز استخباري محترف وفقا لما نقله عنه كل من موقع "هجئولا" الاخباري وراديو "قول هليف" الصهيونيين أمس.
وأضاف ميلتشاين، والذي كتب عدد من المؤلفات على رأسها السيرة الذاتية لاسحق رابين رئيس الوزراء الصهيونى الأسبق، ان القناة الصهيونية قامت بعرض الفيلم لأول مرة في عرض خاص لعدد من المدعوين، مشيرا في تصريحاته إلى أن الفيلم سيتم عرضه للجمهور الصهيوني من خلال برنامج "ماباط شيني" الذي تقدمه القناة الأولى الصهيونية وذلك يوم الأربعاء المقبل في الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت فلسطينالمحتلة.
وأشار ميلشتاين إلى قيامه من خلال الفيلم بعرض النتائج التي توصل اليها بحثه المستمر هو وعدد من "الاصدقاء"، والتي تفيد بأن حرب أكتوبر وهزيمة الصهاينة لم تكن بسبب تقصير من المخابرات الصهيونية، وأن تل أبيب لم تقم بتعبئة قواتها ولكن بسبب تعاونها مع القاهرة وواشنطن في وضع "خطة سرية" لمنح مصر نصرا صغيرا!.
والفيلم يشير إلى أن الون قتل بعد كشفه تفاصيل تلك الخطة وكان اغتياله اجهاضا كي لا تفشل، وأضاف المؤرخ الصهيوني في نهاية تصريحاته أن الفيلم سيكون صادما ومزعزا للعديد من الأساطير التي زرعنها المؤسسة الصهيونية وخدامها من الأكاديميين والإعلاميين بتل أبيب، وفق زعمه.
وتحت عنوان "القصة وراء حرب الغفران" أشار موقع "جيئولا"، المحسوب على حركة "حبد" اليهودية المتطرفة، إلى أن الفيلم الوثائقي يتحدث عن ملابسات عملية اغتيال جو الون ملحق سلاح الجو الصهيوني بالولاياتالمتحدة في الأول من يوليو عام 1973، مضيفا ان الفيلم يظهر تورط الموساد في تصفية الون خوفا من ان يكشف التعاون بين القاهرة وواشنطن وتل أبيب في تخطيط حرب أكتوبر فيما بينهم!.
وأضاف الموقع الصهيوني في تقريره أن "الفيلم الوثائقي يكشف عن الدافع وراء عملية الاغتيال فحرب اكتوبر كما بدأت وانتهت بنتائجها المفزعة كانت ثمار (تخطيط مسبق) بين كل من إسرائيل ومصر والولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك لإتاحة الفرصة لواشنطن كي تحل مكان الاتحاد السوفييتي وقتها في الحلبة السياسية بالمنطقة ووفقا لاتفاقية تم توقيعها بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن تم اتخاذ قرار ببدء حرب يفوز فيها المصريون بنصر محدود ، كالسيطرة على القواعد الاسرائيلية بقناة السويس وما شابه ، وتقوم تل أبيب بمحاولة لغزو مصر يتم طردها بعدها على يد الولاياتالمتحدةالأمريكية" وفقا لمزاعم التقرير.