شيع المئات من الشيعة بالبحرين جثمان الفتى السيد أحمد سيد سعيد 15 سنة بمنطقة "سار" والتي أعلنت لجنة الرصد بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية البحرينية عن مصرعه مساء الأربعاء نتيجة إصابته بطلق ناري في الوجه من الشرطة البحرينية ووفاته قبل وصوله المستشفى الأمريكي ليصبح الضحية 25 في احتجاجات البحرين. ورفع المشيعون أعلام البحرين والمصاحف وصور لعدد من شهداء البحرين، ولافتة كبيرة تحمل صورة الشهيد واسمه بالإضافة إلى لافتة كبيرة في مقدمة الجنازة تحمل صورة الشيخ آية الله عيسى أحمد قاسم أحد القيادات الدينية الشيعية والمطلوب القبض عليه من قبل النيابة العسكرية في البحرين على خلفيات الاحتجاجات الأخيرة.
فيما شارك في تشييع الجثمان عدد من قيادات جمعية الوفاق الإسلامية الشيعية المعارضة. وطافت الجنازة شوارع سار وبعض المناطق المجاورة قبل توجهها للمقابر.
وكانت وزارة الداخلية بالبحرين قد أصدرت بيانا عقب الإعلان عن وفاة السيد أحمد نفت فيه إصابته برصاص الشرطة وأكدت أن تقرير المستشفى الأمريكي يؤكد أن نتيجة الوفاة نتيجة كسر في قاع الجمجمة.
تحذيرات إيرانية وفى سياق متصل، حذرت إيران امس الخميس السعودية مما سمته اللعب بالنار في منطقة الخليج، ودعت الرياض الى سحب قواتها من البحرين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا" عن بيان أصدرته لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) بشأن التطورات في المنطقة، أن "السعودية تدرك أكثر من أي دولة أخرى بان اللعب بالنار في منطقة الخليج الفارسي الحساسة ليس لصالحها".
وأضاف البيان انه على "السعودية وبدلا من ان تتبع سياسات امريكا في المنطقة ان تفكر بمصالحها والعالم الإسلامي، وان تعمل على سحب قواتها من البحرين في إطار إرساء الهدوء والأمن في المنطقة وليس تفاقم الأزمة".
يشار الى ان السعودية والإمارات أرسلتا جنودا من قوة درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي الى البحرين، لمساعدة أجهزتها الأمنية على تثبيت الأمن في أعقاب مواجهات بين هذه الأجهزة ومحتجين من الشيعة يطالبون بالإصلاح، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. واتهمت البحرين إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية من خلال دعم المعارضين الشيعة، وتبادل الطرفان طرد الدبلوماسيين.
وأضاف البيان ان "السعودية والإمارات من خلال إرسال قواتهما الى البحرين زادتا من تعقيد الموضوع، حيث ان هذا الإجراء يماثل احتلال الكويت من قبل صدام مع فارق ان احتلال البحرين جاء بموافقة امريكا".
وأشار البيان الى ان "التطورات الحالية في المنطقة ستغير مسار تاريخها وستخلق مشاكل أكبر فيها لامريكا وحلفائها، حيث انهم سيفقدون موقعهم في المنطقة وذلك رغم حشد كافة إمكانياتهم للحيلولة دون ذلك".
واضاف البيان "ان طرح موضوع الشيعة والسنة يعتبر احد الدسائس المعروفة للاستعمار في المنطقة، حيث ان لبريطانيا اليد الطولي فيها، وبالتالي على المسلمين في المنطقة ان يحبطوا هذه المؤامرات البغيضة من خلال التمسك بالوحدة والوئام".
واشار ان قضية البحرين على غرار قضية ليبيا "حيث ان الشعب في البحرين يناضل من اجل الحرية والديمقراطية، لذلك فان من يطرح القضية في البحرين على اساس الطائفية انما ينادي بصوت امريكا وبريطانيا".
وقال ان حكومات هذه الدول وبدلا من ارتكاب المجازر بحق شعوبها يجب ان تسمح للشعوب بان تقرر مصيرها بنفسها على اساس المبادئ الديمقراطية ومبدأ صوت الشعب.
جاء ذلك فيما اتهم وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح امس الخميس الحرس الثوري الايراني بانه وراء خلية تجسس في البلاد، وقال ان الكويت ستطرد ثلاثة دبلوماسيين ايرانيين، بعد يومين على صدور احكام باعدام ثلاثة اشخاص في القضية ذاتها، في قضية سببت توترا في العلاقات بين الكويت وطهران.
واستدعت وزارة الخارجية الكويتية امس الخميس القائم بالأعمال الإيراني وقدمت له احتجاجا على تورط إيران في شبكة تجسس على البلاد.
واعتبر وزير خارجية ايران علي اكبر صالحي الخميس ان احكام الاعدام الصادرة في الكويت في قضية التجسس التي زعم ارتباطها بايران "مؤامرة" ضد الدول الاسلامية، كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية.
الى ذلك رفض حزب الله الخميس الاتهامات التي وجهها له وزير خارجية البحرين حول تدريب بحرينيين معارضين، معتبرا انها "كذب وافتراء"، واكد انه يدعم 'الشعب المظلوم' في البحرين "سياسيا ومعنويا" فقط.
وقال الحزب في بيان تعليقا على تصريحات وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد آل خليفة، ان 'تهمة التدريب ومحاولة اعطاء بعد عسكري او امني لما جرى في البحرين امر لا يصح السكوت عليه ويحاول ان ينال من سلمية التحرك للشعب المظلوم هناك'.
واكد الحزب ان "ايا من الاخوة البحرينيين لم يطلب منا تدريبا عسكريا او امنيا في اي يوم من الايام، ونحن لم نقم بأي اعمال تدريب من هذا النوع لاحد في البحرين، واي كلام آخر هو كذب وافتراء".
كما اكد البيان عدم وجود "اي كوادر او افراد لبنانيين تابعين لحزب الله' في البحرين و'اي خلايا لا من بحرينيين ولا من اي جنسيات اخرى".
واضاف "نحن (وبكل اعتزاز) ما نقدمه عبارة عن دعم سياسي ومعنوي كما هي الحال بالنسبة للثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن، وهذا امر مشروع وواجب ويقوم به كثير من دول وحكومات واحزاب سياسية وعلماء وجمعيات في اكثر من مكان في العالم".
وقال وزير الخارجية البحريني في حديث نشر الاربعاء "هناك ادلة تجمعت لدينا على فترة طويلة عن كيفية الاتصال والتنسيق الدائم بين حزب الله و(...) اطراف هنا في البحرين"، مضيفا ان "التدريب تم في لبنان".
واكد ان المشكلة في البحرين ليست بين حكم ومعارضة بل هي 'مسألة طائفية' بين السنة والشيعة. وشهدت البحرين التي تحكمها اسرة آل خليفة السنية منذ حوالى مئتي عام، اخيرا حركة احتجاجية كبيرة للمطالبة بالاصلاح السياسي. وانهت السلطات بالقوة قبل اسبوعين اعتصاما استمر لشهر في المنامة. وقتل في الاحتجاجات التي قادها الشيعة، 24 شخصا بينهم رجال امن، بحسب ارقام وزارة الداخلية.
ودعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في 19 مارس المعارضين في البحرين الى الثبات حتى تحقيق مطالبهم "والانتصار على الطواغيت"، عارضا عليهم المساعدة ومنتقدا ارسال جيوش عربية الى المملكة.
ودانت البحرين تصريحات نصرالله الذي قالت انه "يمثل منظمة ارهابية". واوقفت هيئة شئون الطيران المدني في البحرين رحلات شركتي طيران الخليج وطيران البحرين من والى لبنان.
وجدد الحزب في بيانه الخميس "ادانة كل الاجراءات التعسفية والقمعية التي تمارسها الحكومة بحق شعبها في البحرين"، داعيا اياها الى "التوقف عن ذلك والاستجابة الصادقة للمطالب الطبيعية والمشروعة التي ينادي بها الشعب المظلوم".