أثارت تصريحات الأنبا شنودة التي وصف فيها شباب الحركات السياسية الذين شاركوا في مظاهرات المسيحيين بأنها "عناصر سياسية مندسة ورددت هتافات تجاوزت حدود الأدب"، إستياء أعضاء الحركات خاصة بعد قرار تحويل 8 من الشباب المعتقلين على خلفية المشاركة في مظاهرة كنيسة العذراء بمسرة للتضامن مع المسيحيين للمحاكمة العاجلة الخميس. من جانبه، تساءل جمال أسعد، القيادى بحزب العمل وعضو مجلس الشعب، عن معلومات البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية تجاه من صنفهم بالمدسين وسط المتظاهرين رغم أن هذه الامور لا يحددها إلا الأمن فقط؟.
وقال أسعد، فى تصريحات للشعب، إن البابا يمكن أن يكون قصده أن المسيحيين بصفه عامة لا يقومون بأي أعمال خارجة على القانون.
وحول تحويل 8 مسلمين للمحاكمة العاجلة بعد المظاهرات وصف أسعد القرار بأنه غير صحيح، وتساءل عن سبب منع المسلمين من التضامن مع اخوانهم المسيحيين مادامت السلطات قد سمحت للمسيحيين بالتظاهر خاصة ان المظاهرات جاءت بعد حادث الإسكندرية الذي اصاب مصر كلها وليس المسيحيين فقط.
واشار الي أن اتهامات التخريب لاتكون الا وفقا لوقائع مسجلة ولكن ماحدث أن الأمن أراد أن يثبت أن التنظيمات السياسية اخترقت المظاهرات.
فيما حصلت "الشعب" على فيديو نشرته صحيفة "ديلي نيوز" البريطانية، يكشف اعتداء الأمن على النشطاء المتضامنين مع الأقباط أمام كنيسة السيدة العذراء بمسرة.. ويكشف الفيديو تعرض النشطاء للحصار والضرب قبل القبض عليهم.
وكانت النيابة قد وجهت للنشطاء مجموعة من الاتهامات منها تكدير السلم العام والاشتراك في التجمهر والصياح وإثارة الشغب وإثارة الفتن وإتلاف منشآت عامة معدة للاستخدام كسيارات الشرطة والتعدي على رجال الضبط باستخدام أسلحة وإحداث جروح بهم والتعدي على سيارات مملوكة لأشخاص وازدراء القانون والدستور وإصابة رجال الشرطة وتضمنت الاتهامات: إصابة 15 عسكري امن مركزي و4 ضباط شرطة، وإتلاف سيارتي ميكروباص مدرعة و11 سيارة لوري قبل أن يحيلهم النائب العام لمحاكمة عاجلة خلال أقل من 48ساعة من القبض عليهم ودعا نشطاء لوقفة احتجاجية غدا الخميس 6 يناير الساعة 9 صباحا أمام مجمع محاكم الجلاء للتضامن مع النشطاء.
وفي سياق متصل وتحت عنوان "نداء لتحرك عاجل" أصدر عدد من نشطاء حقوق الإنسان في مصر بياناً موجه للمنظمات الحقوقية الدولية والرأي العام الدولي، يطالبهم بالتحركات العاجلة لمساندة النشطاء المقبوض عليهم بعد تضامنهم مع ضحايا حادث الإسكندرية.
وأشار البيان أنه بعد إلقاء القبض على النشطاء الثمانية، تجمع عدد كبير من النشطاء والمحاميين أمام نيابة شمال القاهرة مطالبين بالإفراج عن زملائهم. والذين قرروا التجمع غدا أمام محكمة روض الفرج، التي أمرت النيابة بتحويل النشطاء إليها.
وجاء في البيان، أن النشطاء ألقي القبض عليهم من تجمع تضامني أمام كنيسة السيدة العذراء بالمسرة. بعد أن قامت قوات الأمن بسحلهم وجرح العديد منهم. وألقوا القبض على النشطاء بعد أن طلبوا منهم البطاقات الشخصية وقبضوا على المتضامنين المسلمين فقط. كما ذكر البيان التهم التي وجهتها النيابة للنشطاء وعلى رأسها إصابة أربعة ضباط وعدد من المركبات العسكرية والمدنية.
وذيل البيان بطلب تم توجيهه للمنظمات المصرية والدولية لإرسال رسائل لرئاسة الجمهورية والنائب العام للمطالبة بالإفراج عن النشطاء، وحدد عنوان وأرقام الفاكس الخاصة بالوجهتين.
رابط اعتداء الأمن على المتضامنين أمام كنيسة العذراء بمسرة http://www.youtube.com/watch?v=ll5C8aA6oZk&feature=player_embedded البابا جزء من النظام هذا، وأثارت تصريحات الأنبا شنودة التي وصف فيها شباب الحركات السياسية الذين شاركوا في مظاهرات المسيحيين بأنهم "عناصر سياسية مندسة ورددت هتافات تجاوزت حدود الأدب" إستياء أعضاء الحركات خاصة بعد قرار تحويل 8 من الشباب المعتقلين على خلفية المشاركة في مظاهرة كنيسة العذراء بمسرة للتضامن مع المسيحيين للمحاكمة العاجلة الخميس.
وقال أحمد ماهر، منسق حركة شباب 6 ابريل، أن النظام المصري يستخدم البابا شنودة كقوة ضغط سياسية على المسيحيين،وفق تعبيره، نظرا لتقديسهم له ولكلامه محاولا مواجهة الحركات السياسية وإبعاد المسيحيين عنها من خلاله مؤكدا أن الحركات السياسية ومنها حركة شباب 6 ابريل تحمل الحزب "الوطني" مسؤلية الحادث لأن سياسته أدت إلى المزيد من مشاعر الإحتقان بين المسلمين والمسيحيين كما أن السياسة الأمنية ووزارة الداخلية التي تنصب مجهوداتها على مطاردة ومراقبة وإعتقال النشطاء السياسيين فقط بينما تفتقد الشوارع المصرية إلى الإنضباط والأمن ولم تتم حراسة الكنائس بشكل كاف رغم تلقي تهديدات قبل الحادث.
وأضاف: النظام غير قادر على معالجة الأزمة فبدلا من ذلك قامت بإعتقال النشطاء بسبب تضامنهم مع المسيحيين وإعلانهم التوجه للكنائس معهم ليلة عيد الميلاد المجيد مما يخلق مزيدا من الفصل بين المسلمين والمسيحيين وعزل السياسيين عنهم، مؤكدا أن المشكلة الحقيقية سياسية وليست أمنية وأن الهدف من مشاركة الحركة للمسيحيين غضبهم وإحتفالهم هو دعم التقارب بين المسلمين والمسيحيين.
أما خالد السيد، أحد أعضاء حركة شباب من أجل العدالة والحرية، فوصف تصريحات البابا بأنها إعلان رسمي لتخليه عن المسلمين الذين يتضامنون مع إخوانهم المسيحيين وعن الذين تم إعتقالهم من أمام الكنائس يهتفون ضد ما أسماه "اضطهاد المسيحيين"، مضيفا قوله: البابا شنوده مثله مثل شيخ الأزهر جزء من النظام والطبقة الحاكمة ومصالحه تتماشى مع مصالح النظام ومرتبطة بوجوده لذلك فهو يؤيد الحزب "الوطني" ومبارك دائما فكان طبيعيا أن يصف شباب الحركات السياسية بأنهم "مندسون" مستخدما نفس مصطلحات وزير الداخلية، وهي تصريحات هدفها تفتيت جهود المتضامنين مع المسيحيين كي تكون الكنيسة هي الموجه الوحيد لغضب الإخوة المسيحيين وتستطيع تفعيله في الاتجاه الذي يريده النظام الذي يشغل المصريين بفكرة المسلم والمسيحي ليصرف أذهانهم عن مساوئ وفساد النظام الذي يحكمهم جميعا.
ويعتقد خالد أن تصريحات البابا ربما تكون قد أثرت على اتخاذ قرار تحويل الشباب لمحاكمة عاجلة إلا أنه يرى أنه لا يمكن الجزم بذلك مؤكدا أن لا المحاكمة ولا تصريحات البابا ستؤثر على مشاركة الحركة في فعاليات التضامن مع المسيحيين مشيرا أن شبابها يشاركون من منطلق إيمانهم بالوحدة الوطنية وضرورة محاربة الإرهاب والفتنة الطائفية ورؤيتهم عن "إضطهاد المسيحيين" في مصر، وفق زعمه.