وصف مراقبون ومحللون سياسيون أن ما أقدمت عليه حكومة العدو الصهيوني من اقتحام لمدينة رام الله بالضفة الغربية انه كشف النقاب عن ضعف أجهزة استخباراتها وفشلها في مقاومة اسود المقاومة والجهاد فيها. وقال الباحث السياسي طارق احمد أن أحداث الموجهات والعملية العسكرية في رام الله يوم الخميس الماضي كانت من اعنف المواجهات والتي أثبتت صمود وانتصار الشعب الفلسطيني على عدوه وفي المقابل كشفت عن الضعف والهزل الذي تعيشه أجهزة الأمن الصهيونية. وقال احمد " أن ما تعرضت له المدينة لهو مخطط صهيوني خطير يشير في طياته إلى المكائد التي ترسمها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني خاصة ان الإصابات كانت كثيرة ومحاولات القتل كانت مقصودة ومنظمة وتبين ذلك من عدد الشهداء والجرحى ،حيث امتلأت المستشفيات بالمواطنين الذين حضروا لتفقد الجرحى، وللتبرع بالدم وتقديم المساعدات اللازمة. وتابع :" هذا التوغل يعتبر الأعنف منذ أكثر من ثمانية أشهر حيث انه من المرجح إن العملية استهدفت ربيع حامد أحد نشطاء كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح، الذي أصيب بجروح، بينما لم تتمكن قوات الاحتلال من اعتقاله. وأضاف: ان القوات الصهيونية صعدت من هجمتها في الضفة الغربية في الوقت الذي كان يجتمع رئيس الوزراء الصهيوني أيهود اولمرت مع الرئيس حسني مبارك لبحث سبل توسع التهدئة ووقف العدوان الهمجي ليشمل الضفة الغربية . وذكرت المصادر الطبية أن طبيعة الإصابات تدل على أن معظمها كان عن قرب وبقصد القتل حيث استخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي في تفريق المواطنين الغاضبين.
إلى ذلك اعترف الناطق بلسان الجيش الصهيوني بإصابة خمسة من أفراد القوات الصهيونية الخاصة خلال الاشتباك العنيف وقال في تصريحات إعلامية : ان احد أفراد القوة أصيب بجروح متوسطة وأربعة بجروح طفيفة. وادعى بأن القوات الصهيونية التي اجتاحت قلب مدينة رام الله جوبهت بإطلاق نار عنيف فردت على مصادر النيران . ووصف الناطق بلسان الجيش العملية بانها عادية تم فيها استخدام قوات كبيرة نظراً لوجود المطلوبين في عمارة وسط المدينة وفي الغالب تكون تلك المنطقة مزدحمة على حد تعبيره. وأكد الناطق العسكري الصهيوني أن المستهدف من العملية، أصيب ولم يتم اعتقاله، بينما تم اعتقال سبعة مواطنين آخرين. ورفض الناطق العسكري الصهيوني تأكيد أو نفي ما أشارت اليه مصادر فلسطينية ان قوة خاصة من المستعربين و( دفدوفان ) فشلت في اعتقال ( المطلوبين الفلسطينيين ) وكشف أمرها وحوصرت مما دفع المسئولين الصهاينة الى توسيع الاجتياح وزج قوات كبيرة لانقاذ القوة المذكورة. واشار الناطق العسكري من جهة اخرى الى انه ليس هناك عدداً محدداً للإنذارات بقرب وقوع عمليات ضد أهداف صهيونية وقال لقد كانت الاسبوع الماضي 16 انذارا وهذا العدد كل يوم يتغير حسب الوضع الأمني . ورداً على سؤال حول إمكانية اجتياح رام الله مرة ثانية بعد فشل العملية قال لا يمكن كشف تفاصيل وجدول عمل أفراد الجيش والقوات الخاصة التي تعمل ضد المجموعات المسلحة من مختلف التنظيمات والفصائل في الضفة الغربية لان ذلك قد يعرض حياة هذه القوات للخطر .
تفاصيل الاقتحام وكانت قوة عسكرية شاركت فيها نحو 20 آلية عسكرية ضمت سيارات جيب وأخرى لنقل الجند بالإضافة الى جرافتين قد اقتحمت ميدان المنارة وسط مدينة رام الله وسط إطلاق نار كثيف، وذلك بهدف تخليص قوة خاصة صهيونية علقت في منطقة شارع القدس كانت تستهدف نشطاء من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، قبل أن تأتي هذه القوات لمساندتها وتخليصها من بين جموع المواطنين الذين هبوا لتقديم الاسعافات لأحد المواطنين المستهدفين من قبل هذه القوة. وجرت عقب ذلك مواجهات عنيفة استمرت لأكثر من ساعتين تركزت في ميدان المنارة ودوار الساعة وشارع القدس، استخدم خلالها الشبان والفتية الحجارة، فيما رد جنود الاحتلال باطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت صوب المواطنين الذين تصادف وجودهم في المكان أثناء عملية الاقتحام.
ودمرت قوات الاحتلال المدعومة بطائرة حربية عددا من المحال التجارية والمركبات التي تصادف وجودها في مكان العملية العسكرية، كما دمرت واجهات وزجاج العديد من العمارات التجارية، وعدد كبير من خزانات المياه. وبحسب الشهود فإنه تم إعطاب جرافة وجيب صهيونين حيث حضرت آليات عسكرية قامت بجرهما ونقلهما من المكان، قبل أن تنسحب قوات الجيش مخلفة وراءها خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وقدرت مصادر رسمية في السلطة الوطنية الفلسطينية الخسائر التي خلفتها القوات الصهيونية بعد عملية الاجتياح بخمسة ملايين دولار، موضحة انها ستطالب الحكومة الصهيونية بدفعها. وقال شهود عيان ان هذه العملية تعتبر الاكثر عنفا وخرابا منذ قيام قوات الاحتلال باعادة سيطرتها على مدن الضفة الغربية عام 2002 والتي عرفت في حينها بعملية السور الواقي. وعقب انتهاء العملية خرج الالاف من المواطنين في مسيرة عفوية من دوار المنارة للتنديد بالعملية الصهيونية وتوديع الشهداء.