استمرار العصابات الصهيونية والأمريكية ومن يساندهم في العدوان القذر على الأبرياء العزل في فلسطين والعراق وأفغانستان .. وغيرها .. لم يعد أمرا مستغربا .. بل أصبح متوقعا ومألوفا.. واستمرار الحكومات العربية والإسلامية في تأييدها وتعاونها مع هذه الكيانات الإجرامية المعتدية أصبح شيئا معتادا أيضا .. ولم يعد أحد ينتظر منهم غير ذلك.. أما استمرار الشعوب العربية والإسلامية في سكوتها وخنوعها لدرجة التبلد والموات .. فهذا هو الغريب فعلا .. والخطير بكل المقاييس.. لا بد أن هناك خللا كبيرا أدى إلى هذه النتيجة الغير سوية .. والتي جعلت الجموع الغفيرة تشهد هذا الكم الهائل من التدمير والإهلاك والإذلال .. ولا تتحرك الحركة الصحيحة لخلع هذه الأنظمة العميلة التي تهدد حياتهم .. وتهدر كرامتهم .. وتمحو أي أمل للإصلاح في الأمد القريب أو البعيد طالما استمر وجودهم وبقاؤهم في سدة الحكم.. أين مكمن الداء .. حتى نستطيع تدارك الأمر وتقديم العلاج المناسب بغية البرء والشفاء ؟ ! .. ما الذي يجعل هذه الملايين تنصرف عن أداء واجبها نحو أنفسهم وأهليهم وعقيدتهم .. بل وإنسانيتهم ؟ !.. وكأنهم مخدرون .. يغطون في نوم عميق .. أو غيبوبة طويلة .. وما يدور حولهم من كوارث وفواجع .. ما هي إلا أضغاث أحلام .. أو كوابيس مفزعة .. تجعلهم يشهقون أحيانا ثم يواصلون نومهم.. نعم .. هناك قوى حية مجاهدة .. تصنع خيوط الفجر .. وتبدد حلكة الظلمات في أنحاء مترامية من العالم .. وتقتت سحابات اليأس التي تحجب في بعض الأوقات شعاع الأمل الساطع .. ومبشرات النصر القريب الموعود بإذن الله .. وهذه القوى الحية ..رغم قلة عددها وعتادها .. استطاعت أن تهزم صناديد الكفر والشرك بما لديهم من ترسانات عسكرية وأسلحة متطورة وأجهزة معقدة.. ونحن نعيش هذه الأيام حالة تحرك ثوري للقوى الحية في لبنان .. تستهدف الإطاحة بالحكومة العميلة وتشكيل حكومة وطنية تمثل كل طوائف وأطياف الشعب اللبناني البطل وتحقق استقلاله وتحرره من كافة القوى المعادية.. وقد تملك الرعب غلمان كونداليزا رايس خارج لبنان فسارعوا بإرسال تأييدهم ودعمهم للحكومة السنيورية التي استقبل رئيسها الآنسة كونداليزا وقبلها أربع قبلات حارة وجلس معها على مائدة العشاء الشهية في نفس الوقت الذي تدك الصواريخ والقنابل الأمريكية أرض قانا وكل القرى والمدن اللبنانية .. ويقتل النساء والأطفال والرجال على مرأى ومسمع حكام العرب العملاء بل وبموافقتهم ودعمهم.. لذا فقد ارتعدت فرائسهم .. وعلموا أن الزلزال اللبناني سوف يلحقهم .. وستمتد توابعه إليهم لتقتلعهم من جذورهم وتدمر حصونهم الواهية .. وعلى رأس هؤلاء الحكام كبير العملاء حسني مبارك ونظامه المتعفن وأمراء النفط السعودي وخبراء الخيانة في الأردن.. ولكن هذه القوى الحية المجاهدة .. تحتاج بالضرورة إلى مساندة الجماهير الغفيرة في كل الأقطار العربية والإسلامية .. وليس مقبولا أن تظل هذه القوافل المباركة من الشهداء والأبطال تضرب بمعولها رأس البغي والاستكبار في كل مكان على الأرض .. بينما جموع الأمة في واد آخر .. منشغلون بصغائر الأمور .. غارقون في بحور التيه والضلال .. يضيعون أوقاتهم وأعمارهم في دهاليز المفاتن والمفاسد والمهازل والأوهام والرذائل .. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. ما الذي جعل هذه الجموع تفقد حسها .. فتتعثر وتتخبط وتضل طريقها ؟ ! .. وهل هي حالة عارضة .. سرعان ما تتعافى منها الأمة .. أم هي حالة مزمنة يمكن أن تطول إلى أمد بعيد ؟ !.. والجواب في نظري أنها حالة عارضة .. سببها فقدان القيادات المخلصة لهذه الشعوب .. لأن القيادة بمثابة العقل المدبر والمخ المحرك لأنحاء الجسد .. فإذا أصابه الخلل انعكس على جميع الأعضاء .. وقد ابتلانا الله بقيادات تصرف هذه الجموع عن المسار الصحيح .. وتحولها إلى التوافه والهوامش .. وتغرقها في الفروع والتفاصيل لتلهيها عن الأصل والأساس.. لذا فالأمر يحتاج إلى من يهز جسد هذه الأمة هزا .. ليوقظها من غفلة طويلة .. عطلتها كثيرا عن أداء دورها .. وجعلتها لقمة سائغة في حلوق الأوغاد والمجرمين.. وقد آن الأوان لتتقدم هذه القيادات المخلصة للأخذ بزمام الأمور .. ودفع جماهير الأمة إلى مسارها الصحيح .. وتنقية صفوفها من المثبطين والمنافقين والمفسدين والخبيثين والساقطين والمارقين .. وتنحية كل الهياكل المشوهة والشوائب العالقة والقوالب المعوقة.. آن الأوان لتستجيب جموع المؤمنين لنداء ربها وبارئها .. فتبدأ حياة حقيقية ملؤها العزة والكرامة ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم .. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه .. وأنه إليه تحشرون واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. واعلوا أن الله شديد العقاب واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض .. تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ..ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون * يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) 24 – 27 من سورة الأنفال.