بجهود سورية محضة، التقى زعيم القائمة العراقية رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر امس الاثنين في دمشق، بعد لقاءات أجراها الزعيمان بشكل منفصل مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقد تم بحث الجهود المبذولة من اجل تشكيل حكومة شراكة وطنية، في حين أبدى الأخير دعم بلاده لأي اتفاق بين العراقيين يكون أساسه الحفاظ على وحدة العراق وعروبته وسيادته. وقال القيادي في القائمة العراقية المرافق لعلاوي في زيارته لدمشق محمد علاوي "إن اجتماعا جرى لأكثر من ساعة بين وفد من العراقية على رأسه أياد علاوي ووفد التيار الصدري الذي ترأسه مقتدى الصدر وتم فيه بحث السبل من أجل الإسراع بتشكيل حكومة شراكة وطنية تضم الجميع".
وأكد علاوي أن "الاجتماع كان مهما جدا وتم خلاله التركيز على مسألة تفعيل اللجان المشتركة بين العراقية والتيار الصدري لوضع برامج تشكيل الحكومة المقبلة ضمن إطار التحالف بين القائمة العراقية والائتلاف الوطني بجميع تشكيلاته التي تضم الصدريين والمجلس الأعلى والمكونات الأخرى".
وأوضح علاوي أن "اللجان المشتركة بين العراقية والإتلاف الوطني هي موجودة أساسا وسيتم تفعيلها، وأنها ستقدم دراسات للإصلاح الحكومي والبرلماني والقضائي".
من جهتها قالت المتحدثة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي "ان زيارة اياد علاوي الى سورية تأتي بناء على دعوة مسبقة وجهها الرئيس السوري بشار الأسد".
وأضافت الدملوجي "ان دعوة سابقة تعود لأكثر من شهرين وجهت لرئيس القائمة العراقية اياد علاوي لزيارة سورية"، مبينة "ان سبب التأخر في تلبيتها كان بسبب المشاغل في تشكيل الحكومة بالإضافة الى قيام الاسد بزيارة لدول أمريكا الجنوبية مؤخراً".
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن لقاء الأسد وعلاوي تناول "الجهود المبذولة من اجل تشكيل الحكومة العراقية"، مضيفة أن الأسد "جدد دعم سورية لأي اتفاق بين العراقيين يكون أساسه الحفاظ على وحدة العراق وعروبته وسيادته".
وتابعت الوكالة، أن علاوي "ثمن احتضان سورية للاجئين العراقيين وأعرب عن تقديره لمواقف سورية المساندة للشعب العراقي والجهود التي تبذلها بهدف الحفاظ على وحدة العراق وإعادة الأمن والاستقرار إليه".
وكان الأسد دعا خلال استقباله السبت السيد مقتدى الصدر، إلى الإسراع في تشكيل حكومة في العراق، فيما أعرب الصدر بدوره عن "تقدير العراقيين لمواقف سورية التي احتضنت العراقيين منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق ولا تزال تقف إلى جانب كل أبناء الشعب العراقي وتسعى لتحقيق امن واستقرار العراق".
وكانت تسريبات صحفية ذكرت خلال اليومين الماضيين أن دعوة الأسد لمقتدى الصدر تأتي لإقناع الأخير بعدم الدخول في تحالف مع المالكي لتشكيل الحكومة، وطرح مرشح التسوية عادل عبد المهدي الذي يلقى قبولا واسعا من كل من سورية وتركيا ومصر والسعودية، لكنه في الوقت نفسه يواجه رفضا شديدا من التيار الصدري.
وكان مصدر سياسي مطلع كشف أن الائتلاف الوطني العراقي عقد اجتماعاً عاجلاً لبحث إلغاء ترشيح إبراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي لمنصب رئاسة الوزراء عن الائتلاف بعد فشل أعضاء الائتلاف في التوافق على تقديم أحدهما لمنافسة المالكي، وإيجاد بديل ثالث عبر ترشيح عدد من الأسماء أبرزها وزير النفط السابق إبراهيم بحر العلوم، والعضو المستقل في الائتلاف الوطني قاسم داود ووزير المالية الحالي باقر الزبيدي ورئيس حزب المؤتمر الوطني أحمد الجلبي.
الا ان عضو إئتلاف دولة القانون عبد الهادي الحساني ذكر في تصريح جانبي انه سيتم الاتفاق على مرشح واحد لمنصب رئاسة الوزراء لغرض حسم موضوع ملف تشكيل الحكومة، مبيناً انه "سيتم احترام قرار مكونات التحالف الوطني في حالة اتفاقهم على اختيار شخصية أخرى غير المالكي لهذا المنصب".
وأضاف الحساني "يوجد تقدم كبير وواضح لغرض تشكيل الحكومة والذي يمثل استجابة للرغبة الشعبية في الإسراع بهذا الموضوع، مبيناً انه 'توجد الكثير من الدلائل حول حظوظ نوري المالكي لتولي منصب رئاسة الحكومة".
وأشار الحساني الى "ان استحقاقات المالكي وحظوظه أكثر من باقي المرشحين، لكن في حالة الاتفاق على شخصية أخرى فسيتم احترام رأيهم". لافتاً الى "ان المباحثات مع العراقية مازالت مستمرة، وتجري من منطلق التباحث مع التحالف الوطني كالكتلة الاكبر في البرلمان والذي اكدته العراقية من خلال مباحثاتنا المشتركة".
وفي صلة مما سلف، اكد عضو الائتلاف الوطني عامر ثامر انه سيتم حسم موضوع مرشح رئاسة الحكومة القادمة خلال اجتماع الوطني مع دولة القانون امس الاثنين، مؤكداً عدم وجود خلاف داخل مكونات الإئتلاف الوطني.
وأضاف ثامر "ان رسالة الإئتلاف الوطني التي أُبلِغت بها دولة القانون كانت بعدم الرغبة بترشيح المالكي لمنصب رئاسة الوزراء، وهذا ما يمثل موقف الإئتلاف الرسمي، اما ما يتناقله البعض خلاف ذلك يمثل تصريحات للإعلام تتنافى مع الرسالة الرسمية للإئتلاف الوطني بهذا الخصوص".