على خلفية الأزمة المتصاعدة بين تركيا والدولة الصهيونية بسبب مجزرة أسطول الحرية ، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس أنه من الحكمة أن يقبل الاتحاد الأوروبي تركيا في عضويته ، مشيرا إلى أن رفض الاتحاد قبول أنقرة سيدفعها للبحث عن تحالفات خارج الغرب. وأضاف أوباما في حديث لصحيفة "كورييري ديلا سيرا الإيطالية" أن الإحجام عن قبول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي كان وراء التغييرات التي حدثت في سياستها الخارجية التي كانت تولي وجهها للغرب تقليديا.
وتابع "إذا لم يشعر الأتراك بأنهم جزء من العائلة الأوروبية فمن الطبيعي أن ينتهي بهم المطاف إلى البحث عن تحالفات أو انتماءات في أماكن أخرى".
وأكد أهمية إقامة علاقات قوية مع تركيا باعتبارها دولة إستراتيجية بين الشرق والغرب، منبهاً إلى أنها عضو بحلف شمال الأطلسي "الناتو" واقتصادها يتوسع بشكل قوي، فضلا عن كونها دولة ديمقراطية ذات أغلبية مسلمة مما يجعلها نموذجاً له أهمية كبيرة للدول المسلمة الأخرى بالمنطقة.
وكان وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس حذر في يونيو الماضي من أن رفض الاتحاد الأوروبي ضم تركيا في عضويته يمكن أن يدفعها بعيدا عن الغرب وهو الامر الذي انتقده الاتحاد كما انتقدته تركيا باعتباره يشكك في نواياها في التقارب مع جيرانها في المنطقة ويسعى لإجهاض هذا التقارب مبكرا من أجل عيون الدولة الصهيونية.
وكانت تركيا خاضت مفاوضات للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي المكون من 27 عضوا عام 2005، لكن العملية معرضة لخطر التوقف نتيجة الأزمة بشأن جزيرة قبرص المقسمة.
وتحسنت علاقات تركيا بشكل ملحوظ مع جيرانها مثل إيران حيث توسطت مع البرازيل باتفاق لتبادل اليورانيوم رفضه الغرب، كما تحسنت علاقتها بسوريا ودول أخرى بالمنطقة، بينما تمر علاقتها بالدولة الصهيونية بمنعطف خطير بعد مقتل تسعة نشطاء أتراك بهجوم صهيوني على سفن مساعدات كانت متجهة إلى غزة.
ومن جانبها ، ذكرت قناة "الجزيرة" الإخبارية، أن الحكومة التركية تؤكد أن التزام بلادها تجاه الغرب لم يتراجع وأن المنتقدين يخلطون بشكل خاطىء بين جهود بناء العلاقات وفتح أسواق جديدة لاقتصادها النامي وبين تغيير التوجه.