وصفت حركة حماس، اليوم الخميس، تصريحات باراك أوباما الرئيس الأمريكي، أمس الأربعاء، حول وضع الحصار في غزة بال"شكلية وفارغة المضمون" وتهدف إلى تجميل الحصار على غزة. وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس "لا نجد جديدا في تصريحات أوباما، فالموقف الأمريكي يستند على أساس شرعنة الحصار الإسرائيلي ومنع أي مبادرة دولية لإنهائه"، وأضاف أنها "تصريحات شكلية وفارغة المضمون، وتأتي في سياق السياسة الأمريكية لتجميل الحصار على غزة وإبقائه مفروضا من الناحية العملية".
وأوضح أن "الأرقام التي تحدث أوباما عن إرسالها لغزة، وهي 400 مليون دولار، وهمية ولا رصيد لها؛ لأنها إن وصلت فتصل إلى سلطة رام الله التي لن ترسل منها شيئا لغزة".
ورأى أبو زهري "تصريحات محمود عباس الرئيس الفلسطيني الذي أكد أنه متمسك بالمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي هو طعنة غادرة لشعبنا الفلسطيني في ظل مجزرة أسطول الحرية وجرائم الاحتلال المتواصلة"، مضيفا أن ذلك "يجمل صورة الاحتلال ويعطيه الفرصة للاستمرار في سياساته الإجرامية".
كما رأى أن دعوة عباس إلى المصالحة "تستهدف من حيث الحقيقة التغطية على هذه المواقف الانهزامية والمهينة".
وضع لا يحتمل وكان الرئيس الامريكي، باراك اوباما، قد اعرب أمس الاربعاء عن الامل بتحقيق "تقدم كبير" في الشرق الاوسط هذا العام رغم الهجوم الصهيوني على اسطول الحرية الذي كان في طريقه الى قطاع غزة، الذي وصف اوباما الوضع فيه بانه "لا يحتمل".
واعتبر اوباما خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الابيض ان هذا "التقدم الكبير" يمكن احرازه قبل نهاية العام 2010، واعدا بان تلقي واشنطن "بكل ثقلها" لاخراج عملية السلام من "المأزق".
ووعد اوباما بان تقدم الولاياتالمتحدة 400 مليون دولار من المساعدات المدنية للفلسطينيين تخصص لبناء المساكن والمدارس ووصف الوضع في قطاع غزة المحاصر من الصهاينة بانه "لا يحتمل".
من جهته، اكد عباس امام الرئيس الامريكي وجوب ان ترفع الدولة الصهيونية الحصار الذي تفرضه على الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بعد تسعة ايام من الهجوم على اسطول الحرية الذي ادى الى استشهاد 19 تركيا واصابة عشرات اخرين.
وفي هذا الاطار اعلن اوباما انه يتوقع من الدولة الصهيونية "ان تلتزم بطلبات مجلس الامن في تحقيقها حول هذا الهجوم الدامي على سفن المساعدات الى غزة".
خطة أمريكية من جهة اخرى كشفت مصادر صهيونية الاربعاء عن وجود خطة امريكية لانهاء الحصار عن غزة تتضمن نشر قوات دولية ورجال أمن تابعين للسلطة الفلسطينية على معابر القطاع مع وقف شامل لاطلاق النار مع حماس المسيطرة منذ منتصف 2007.
ونقلت الاذاعة الصهيونية الرسمية عن مصادر امريكية في البيت الابيض زعمها ان ادارة الرئيس الامريكي تعد خطة استراتيجية متكاملة حول الاوضاع في قطاع غزة تتضمن نشر قوات دولية ووقف اطلاق نار دائم وشامل بين حماس وتل أبيب.
وقالت المصادر ان الخطة تشمل ايضا وجود قوات أمن تابعة للرئيس الفلسطيني في المعابر بين الدولة الصهيونية وقطاع غزة وفي معبر رفح الحدودي مع مصر فيما سيتم في مرحلة متقدمة رفع كامل للحصار المفروض على قطاع غزة.
واشارت المصادر الى ان تل أبيب لا تبدي معارضة حقيقية للخطة المذكورة والتي تهدف الى ضمان حياة افضل لسكان القطاع بشرط ضمان عدم تنفيذ اي عمليات عسكرية او تهريب اسلحة الى القطاع لفترة طويلة للغاية.
وتابعت المصادر ان الخطة الامريكية تشبه الى حد كبير التفكير الامريكي الاستراتيجي الذي طبق في العراق والذي سمي في حينه "النفط مقابل الغذاء" ليتحول في حالة غزة الى "الامن مقابل الغذاء".
ونقلت مصادر فلسطينية الاربعاء نقلا عن مصادر مصرية أن الإدارة الأمريكية طلبت من مصر التدخل لدى الجامعة العربية ودول منظمة المؤتمر الإسلامي لتأجيل التحرك المشترك لدى مجلس الأمن لطلب رفع الحصار عن قطاع غزة تجنبا لصراع عربي إسلامي مع الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن. وبحسب تلك التقارير أيضا فإن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وعد بتحقيق نتيجة بشأن حصار غزة قبل نهاية الشهر المقبل.
من جهتها كررت حركة حماس عدم ممانعتها وجود بعثة مراقبة أوروبية على معبر رفح وتولي الاتحاد الأوروبي تفتيش السفن المبحرة إلى قطاع غزة، وفق ما جاء في اقتراح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.