قالت صحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية، إن مصداقية الرئيس الأمريكي باراك أوباما هوت إلى الحضيض بعد عام ونصف العام من وصوله البيت الأبيض، بسبب كارثة التسرب النفطي وفضيحة "سيستاك" المتعلقة بمحاولة منح منصب استشاري بدون أجر في الإدارة لمرشح ديمقراطي على أمل إقناعه بترك سباق الانتخابات التمهيدية بولاية بنسلفانيا. ونظر الكاتب توبي هارندن إن سلبية أوباما إلى كارثة تسرب النفط في خليج المكسيك والمناورات السياسية "الخبيثة" إلى أنها تنبئ بالكوارث لأوباما، واتهمه بالحنث في تحقيق وعده بأن يكون مختلفًا، كأحد ركائز الجاذبية التي تمتع بها، قائلاً إن فشله في تحقيق ذلك حتى الآن هو أساس شعور الأمريكيين بخيبة الأمل فيه.
مراوغة وانعدام للشفافية وتنقل هيئة الإذاعة البريطانية عن الكاتب إن المنهج الذي اتبعه أوباما حتى الآن، هو ما يمكن أن يتبعه طالب القانون الذي يصاب فجأة بهوس الإعجاب بالقصص العلمية، وأخذ عليه أنه لا يظهر أيًا من المشاعر التي يشعر الأمريكيون بها بشدة هذه الأيام إزاء أي شيء في حياتهم.
ويقول إنه قد يكون أكبر الدلائل على الخطر (الذي يحيط بشعبية أوباما) خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في ولاية لويزيانا أثناء جولته على المناطق الملوثة بالتسرب النفطي هو المراوغة، وعدم الشفافية من رجل وعد بعهد جديد من الشفافية، ونوعية جديدة من التناول السياسي للقضايا.
ويضرب مثلاً على ذلك، فيقول إنه "حين سئل أوباما عن استقالة مديرة خدمات إدارة المعادن، وكان قد شجبها بشدة، أجاب قائلاً بأنه لا يعرف الظروف التي حدثت فيها ذلك، لكنها بالطبع قد فصلت من عملها".
فضيحة سيستاك غير أن الأسوأ من ذلك كما يقول هو رفض أوباما أن يتحدث عن الغضب المتزايد إزاء محاولات البيت الأبيض إقناع عضو الكونجرس جو سيستاك بالانسحاب من الانتخابات الأولية للديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا.
ويضيف أن مستشاري أوباما يفضلون السناتور الجمهوري آرلين سبيكتر، وإن سيستاك كشف النقاب عن أنه قد عرض عليه الحصول على وظيفة حكومية إذا ما تنحى جانبًا.
ويختم الكاتب بأن هذا قد يكون خاتمة ملائمة لأسبوع من أسوأ أسابيع فترة رئاسة أوباما، والذي سجل فيه استطلاع راسموسين للرأي نسبة شعبية أوباما بنحو 42%، وهي أدنى نسبة وصل إليها حتى الآن.
ويقول إنه في مناخ يشعر الأمريكيون فيه بانقشاع الغشاوة والتشكك في واشنطن وكل ما تعنيه، فإن مناورة أوباما حول سيستاك قد تشكل كارثة سياسية للرئيس.
يشار إلى أن أوباما الذي كان يتطلع إليه الأمريكيون كرئيس كفء تراجعت شعبيته منذ وصوله إلى البيت الأبيض، حيث بلغت في أيامه الأولى 69% إلا أنها تراجعت بنحو 17 نقطة وفق أحدث استطلاعات الرأي.