اعتبر رئيس الوفد العلاقات مع دول المشرق في البرلمان الأوروبي الذي يزور سورية حالياً ماريو ديفيد أن سورية والاتحاد الأوروبي أضاعا سنوات طويلة في عدم التوقيع على الاتفاقية مبدياً تفهم الوفد لرغبة الحكومة السورية في مراجعة بنود الاتفاقية حتى تكون مواكبة لما استجد من ظروف. وقال رئيس الوفد "هذه الاتفاقية يجب أن توقع ويجب أن تكون في مصلحة الطرفين" وأوضح البرلماني ديفيد موقف البرلمان الأوروبي الذي يقضي بإيجاد حل سلمي على أساس حدود العام 1967م، وأنه وبدون ذلك لن يكون هناك حل لمشكلة الشرق الأوسط.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الوفد في مقر المفوضية الأوروبية بدمشق عقب لقاء أجراه مع الرئيس السوري بشار الأسد علل رئيس الوفد العلاقات مع دول المشرق في البرلمان الأوروبي الذي يزور سورية كونه افتتح جولته للمنطقة بزيارة سورية لانها قوة إقليمية تضطلع بدور رئيسي في الصراع في الشرق الأوسط، كما أن السلطات السورية على وشك الانتهاء من إعداد تقريرها المتعلق بمراجعة اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وأوضح رئيس الوفد أنه لمس انفتاحاً ونوايا حسنة خلال اللقاءات مع المسؤولين السوريين وفق توضيحات دافيد.
ودعا الرئيس السوري خلال استقباله وفد لجنة العلاقات مع دول المشرق في البرلمان الأوروبي الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق مقاربات وسياسات جديدة تتناسب مع المتغيرات التي طرأت على المنطقة بما يعزز الدور الأوروبي، مؤكداً أن ذلك هو السبيل الأنجع لتعزيز فرص السلام في المنطقة. وحسب بيان رسمي فإن الأسد بحث مع الوفد ملف الشراكة السورية وعرض الجهود التي تبذلها سورية في إرساء أمن واستقرار الشرق الأوسط وسعي سورية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية في ظل عدم وجود شريك يرغب في تحقيق السلام في الجانب الصهيوني.
وأوضح الوفد انه بحث مع الأسد عملية السلام ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين في سورية والاتفاق الثلاثي المتعلق بتخصيب اليورانيوم الإيراني.
وكشف أحد أعضاء الوفد أن الأسد وضح خلال لقائه بالوفد الإصلاحات الاقتصادية التي اعتمدتها سورية، وأجرى الوفد لقاءات مع رئيس مجلس البرلمان السوري محمود الأبرش ولجنة الشئون الخارجية في البرلمان ووزيرة العمل السورية ونائب وزير الخارجية السوري.
ورداً على سؤال حول موعد الرد السوري بين ديفيد أنه لم يتم تحديد أي موعد لتلقي الرد السوري بخصوص اتفاقية الشراكة وأن الوفد التقى ممثلي وزارة الخارجية الذين أخبروا الوفد بأنهم جمعوا كل المعلومات والمعطيات لدراسة الاتفاقية وأن الحكومة السورية ستدرس التقرير المتعلق بهذا الموضوع لتقرر في الأمر ثم تبدأ المباحثات بين المفوضية الأوروبية والحكومة السورية، وكشف الوفد أنه ناقش في سورية التحديات التي يواجهها انتقال الاقتصاد السوري من الاشتراكية إلى الليبرالية.
وأضاف "أوروبا ليست في عجلة من أمرها ولن تدفع السلطات السورية للتعجل في أمرها بخصوص اتفاقية الشراكة"، وتابع "سنعطي السلطات السورية الوقت الكافي لتكون الاتفاقية شاملة وجيدة للطرفين".
الوفد الأوروبي لم يُخف أن ثمة مسائل عديدة اختلفوا إزاءها مع السوريين لكنه أوضح أن هذا الاختلاف "لا يمنعنا من المضي بمزيد من الزيارات واللقاءات.. سورية في خضم إقليم يعاني أزمة لذلك فالتعاون معها مهم لحل هذه الأزمة".
واعتبر رئيس الوفد أنه من الضروري أن يلعب الاتحاد الأوروبي دور الوسيط 'الشريف' لأنه يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف وذلك من خلال مبادرات جديدة، لافتاً إلى أن مبادرة السلام العربية تمثل المبادرة المناسبة لإحياء عملية السلام في المنطقة.
وإزاء الموقف من الاتفاق الثلاثي لتخصيب اليورانيوم الإيراني قال رئيس الوفد ان هذا الاتفاق ليس هو الحل لأزمة الملف النووي الإيراني لكنه رأى فيه خطوة إيجابية للتوصل إلى اتفاق يرضي الجميع حسب تعبيره، ثم ليضيف عضو آخر في الوفد (ساجاد كريم) بأن الرئيس السوري أطلع الوفد على وجهة نظره في الاتفاق. وأعرب العضو عن تفاؤله لأن هذا الاتفاق سيوفر مزيداً من الوقت.
وعقب المؤتمر قال ماريو ديفيد "ان الوفد الأوروبي لم يبحث مع الأسد التهديدات الإسرائيلية لسورية وان عملية السلام كانت أهم مادة للنقاش وان الأسد عرض للوفد نظرته الشاملة بخصوص عملية السلام، مبيناً أن مسألة اللاجئين هي المسألة الأكثر تعقيداً في تلك العملية".
وفي سياق آخر أكد دافيد أن مختلف الوزارات السورية استكملت دراستها لبنود اتفاقية الشراكة وأن الحكومة السورية سترفع للاتحاد الأوروبي طلبات التغيير المتصلة ببنود الاتفاق.