أبلغ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الاثنين، بأن هناك إحباطا عربيا منتشرا ازاء جهود السلام في الشرق الأوسط، وناقش الزعيمان المخاوف الأمريكية من أن سوريا ربما تسلح مقاتلي حزب الله. وتأتي أول زيارة رسمية للحريري إلى الولاياتالمتحدة على خلفية توترات في الشرق الأوسط وجهود أمريكية لاستئناف عملية السلام الصهيونية الفلسطينية وقوة دفع متنامية نحو فرض عقوبات دولية جديدة على إيران.
وقبل الاجتماع توقع محللون أن يبدي أوباما لهجة تشجيع أكثر من المطالبة بنتائج من الحريري الذي يرأس حكومة وحدة وطنية تضم جماعة حزب الله الشيعية التي تساندها سوريا وإيران والتي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة ارهابية.
ومتحدثا عقب اجتماعهما في البيت الابيض أشاد الحريري بالرئيس الأمريكي لسعيه الى إحياء دبلوماسية السلام بين الصهاينة والفلسطينيين لكنه قال انه أبلغ الرئيس الأمريكي بأن عقارب الساعة تدق وأنها تدق في غير صالحنا.
وأضاف الحريري قائلا للصحفيين "أشرت أيضا إلى الاحباط والشكوك المنتشرين في العالمين العربي والاسلامي فيما يتعلق بهذه المسألة". ومضى قائلا "ما من شك أن الفشل سيغذي المزيد من التطرف وسيولد أشكالا جديدة للعنف".
وبدأ الصهاينة والفلسطينيون محادثات غير مباشرة بوساطة أمريكية في وقت سابق من هذا الشهر لكن خلافات واسعة ما زالت قائمة ولم يبد أي من الجانبين تفاؤلا بامكانية حدوث انفراجة قريبا.
وسئل الحريري عما إذا كان تحدث مع أوباما بشأن المخاوف الأمريكية من أن سوريا ربما أرسلت أجزاء صواريخ إلى حزب الله، فأجاب قائلا "ناقشنا كل هذه المسائل. ولم يظهر أوباما مع الحريري أمام وسائل الاعلام عقب الاجتماع".
وأوضح بيان للبيت الأبيض صدر بعد الاجتماع أن أوباما ناقش مع الحريري التهديد الذي يشكله نقل أسلحة إلى لبنان في خرق لقرار للامم المتحدة ساعد في انهاء الحرب الإسرائيلية اللبنانية في 2006، وفق زعم البيت الأبيض.
واستخدم أوباما، الذي يتزعم مسعى لتشديد عقوبات الاممالمتحدة على إيران، اجتماعه مع الحريري أيضا لمحاولة تعزيز المعارضة العربية لطموحات طهران النووية.
وبحسب البيت الابيض، فإن الرئيس الأمريكي أكد أهمية الجهود لضمان أن تتقيد إيران بالتزاماتها الدولية بشأن حظر الانتشار.
ويرأس لبنان مجلس الأمن التابع للامم المتحدة هذا الشهر. وقال دبلوماسيون إن بيروت طلبت بهدوء من الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي ألا تسارع إلي إجراء تصويت على قرار يفرض عقوبات جديدة على إيران أثناء رئاستها للمجلس التي تنتهي 31 مايو.
وحث الحريري- الذي يسعى أيضا لتقليل النفوذ السوري في لبنان، أوباما على مواصلة الدعم الأمريكي لتعزيز قوات الأمن اللبنانية. وتعتبر واشنطن الجيش اللبناني قوة مهمة لموازنة لثقل حزب الله.