قالت صحيفة "ذي إندبندنت أون صنداي" البريطانية، إن بريطانيا "المفلسة" لم تعد قادرة على القيام بدورها في أفغانستان. وأضافت الصحيفة في تقرير إخباري لها اليوم أن العامل الذي سيجبر الحكومة البريطانية في نهاية المطاف على تقليص حجم التزامها العسكري في تلك الدولة الواقعة في وسط آسيا، هو المال وليس الخسائر البشرية.
واعترفت شخصية عسكرية كبيرة لم تكشف الصحيفة عن اسمه وآثرت الإشارة إليه بالمصدر, بأن الجنود البريطانيين في أفغانستان مكلفون بأعباء ثقيلة وأنهم يُقتلون بدون سبب وجيه.
وكشف عن مفاوضات تجري مع قادة عسكريين أمريكيين ستمهد الطريق لبريطانيا لخفض التزامها في الحرب الدائرة في أفغانستان.
خسائر مروعة وذكرت الصحيفة نقلاً عن ذات المصدر أن القوة البريطانية المكونة من عشرة آلاف جندي بريطاني تتعرض لخسائر بشرية بمعدلات "مروعة", وأنها على وشك أن تحصل على استراحة محارب في أسوأ قتال دائر هناك.
وأشار المصدر إلى أن الأمريكيين يدركون أن البريطانيين يبذلون "أكثر من طاقتهم", ومن ثم فهم يوافقون على ضرورة إبقائهم بمنأى عن الأذى قدر الإمكان.
غير أن قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال حريص، كما يقول المصدر، على مشاركة بعض القوات البرية والقوات الخاصة.
وتابع قائلاً "الأمريكيون يعرفون أننا مفلسون, وأن جنودنا يُقتلون من غير سبب وجيه, ومهما تقول وزارة الدفاع البريطانية فإن الأمر لم يعد أداء واجب على الإطلاق".
بداية النهاية وأفردت الصحيفة نفسها افتتاحيتها اليوم للتعليق على تصريحات أدلى بها ثلاثة من كبار الوزراء في الحكومة الجديدة حول مستقبل وجود القوات البريطانية بأفغانستان.
وقالت تحت عنوان "أهي بداية النهاية؟": "إن السياسة الخارجية للحكومة الجديدة لم يطرأ عليها تغيير كبير كما يدعي وزير الدفاع ليام فوكس الذي قام بزيارة مفاجئة مؤخرًا إلى أفغانستان".
ففي تلك الزيارة, صرح فوكس أن الغرض من وجود القوات البريطانية في أفغانستان "ليس إرساء سياسة تعليمية هناك, بل لكي لا يتعرض الشعب البريطاني ومصالحنا الدولية للخطر".
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الوجود البريطاني في أفغانستان وقع ضحية لتمدد المهمة العسكرية بعيدا عن أهدافها الأصلية, وأنه ينبغي تقليص حجمه.
ورأت أن الهدف العسكري للوجود الغربي بقيادة الولاياتالمتحدة بات منصبًا -على ما يبدو- على تفادي التفجيرات وتجنب التعرض لإطلاق النار.
وخلصت إلى القول "إنه لا بد من إبلاغ الأفغان والأمريكيين أن دور البريطانيين في العمليات الحربية يوشك على الانتهاء".
من جانبها, لاحظت صحيفة "ذي أوبزرفر" أن تصريحات وزير الحرب البريطاني أثناء الزيارة الأخيرة لكابل تتضارب مع الفكر العسكري وأقوال وزير الخارجية ويليام هيغ.
وقالت إن سياسة الحكومة تجاه أفغانستان تعرضت للتشويش والإرباك أمس عندما وجه ثلاثة من وزراء حكومة حزب المحافظين رسائل متناقضة حول أهداف بريطانيا من الحرب هناك، وذلك قبل اجتماعهم بالرئيس حامد كرزاي في كابل.
وأردفت قائلة "إن التصريحات التي أدلى بها وزير التنمية الدولية أندرو ميتشل ووزير الخارجية هيغ تتعارض مع تلك التي نُسبت إلى وزير الدفاع فوكس، مع أن الثلاثة ترافقوا في تلك الزيارة".