أعلن وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك الثلاثاء (11-5-2010)، إن الدولة الصهيونية ستستمر في سياسة "الغموض" التي تعتمدها بشأن برنامجها النووي بدعم من الولاياتالمتحدة. وتعتبر تل أبيب القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، ويقدر خبراء أجانب ترسانتها بما بين مئة وثلاثمئة رأس نووية، غير إن الدولة العبرية التي لم توقع معاهدة الحد من الانتشار النووي امتنعت حتى الآن عن نفي أو تأكيد ذلك متبعة سياسة "التباس متعمد" بهذا الصدد. وقال باراك لإذاعة الجيش الصهيوني ردًا على سؤال حول سياسة "الالتباس" المتبعة حول الأسلحة النووية "إنها سياسة جيدة ولا داعي لتغييرها. ثمة توافق تام مع الولاياتالمتحدة بهذا الشأن". وتلتزم تل أبيب هذه السياسة رسميا منذ 1965 تاريخ تدشين مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب جنوب الدولة الصهيونية. وقد زعمت مختلف الحكومات التي تعاقبت في الدولة الصهيونية منذ أكثر من أربعين عاما أنها لن تكون "السباقة إلى إدخال الأسلحة النووية إلى الشرق الأوسط". وفي ابريل دعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما الصهاينة إلى الانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، رافضا في الوقت نفسه التعليق على موضوع الترسانة النووية الصهيونية.
لا لتفتيش ديمونة وسئل باراك عن إمكانية السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مفاعل ديمونا، فقال إن "هذا الخطر غير قائم". وأضاف "ليس هناك خطر على الترتيبات التقليدية القائمة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بهذا الشأن، التقيت قبل أسبوعين الرئيس باراك اوباما وعددا من المسؤولين الأمريكيين الآخرين، وجميعهم قالوا لي إن جهود نزع السلاح النووي تستهدف إيران وكوريا الشمالية". وتوصلت الدولة الصهيونية في العام 1969، إلى "تفاهم" مع الولاياتالمتحدة يمتنع بموجبه المسئولون الصهاينة عن الإدلاء بأي تصريح علني حول قدرة بلادهم النووية ويتعهدون عدم القيام بأي تجربة نووية، فيما تتعهد واشنطن بعدم ممارسة ضغوط على تل أبيب بهذا الشأن. كما تفرض الرقابة العسكرية من باب الحيطة على البرنامج النووي الإيراني، وتلتف عليها وسائل الإعلام الصهيونية بالاستشهاد ب"خبراء أجانب". ولم يجرؤ أي مسئول صهيوني حتى الآن على خرق قاعدة الصمت هذه والاعتراف بوجود ترسانة نووية. غير إن التلميحات إلى هذا الملف ازدادت وضوحا في السنوات الأخيرة ولا سيما من جانب الرئيس الحالي شيمون بيريز وهو يعتبر "مهندس" البرنامج النووي الإسرائيلي الذي أطلق بالتعاون الوثيق مع فرنسا في نهاية الخمسينات.
ليبرمان يحرج العرب من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا تدعو الدول ال 43 الأعضاء في قمة الاتحاد من أجل المتوسط إلى الإعداد "بشكل بناء" لقمته المقبلة وذلك ردا على مقاطعة عربية محتملة بسبب مشاركة وزير الخارجية الصهيوني افيجدور ليبرمان. وأعلن ليبرمان، اليمينى المتطرف، إنه سيشارك في قمة الاتحاد من أجل المتوسط في السابع من يونيو في برشلونة رغم معارضة دول عربية بينها مصر وسوريا اللتان هددتا بمقاطعة القمة اذا حضر. وقال ليبرمان للإذاعة الصهيونية العامة من طوكيو "انوي المشاركة وسأكون هناك. نحن لا نفرض أنفسنا لكن ليس من حق أحد أن يفرض علينا تشكيلة الوفد الإسرائيلي". وكان ليبرمان صرح بان الدولة الصهيونية يمكنها أن تقصف السد العالي في أسوان (جنوب مصر) إذا ما هاجمتها مص. كما أثار وزير الخارجية الصهيوني عاصفة من الاحتجاج في مصر عندما قال عن الرئيس المصري "فليذهب إلى الجحيم اذا كان يرفض زيارة إسرائيل".
فشل المتوسطي وتابع ليبرمان "مع الأسبان تمكنا من التوصل إلى أفكار مبتكرة وكنا مرنين جدا وتوصلنا معهم إلى ترتيبات ووافقنا على كل طلباتهم". وأكد أن "المشكلة لم تعد الآن بيننا وبين سوريا ومصر بل بين اسبانيا وسوريا ومصر. أنها صفعة موجهة إلى اسبانيا". وقال ليبرمان "لا نقاطع أحدا ومن لا يأتي (إلى القمة) فتلك مشكلته". من جهة أخرى أكد مسئول في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني أمس الثلاثاء أن بنيامين نتنياهو ينوي "المشاركة في القمة" دون أن يضيف أي تفاصيل. وقالت صحيفة "هاآرتس" إن نتنياهو "سيقود وفد إسرائيل إلى القمة". وكانت مدريد طلبت من ليبرمان خلال زيارة له إلى اسبانيا في أبريل الماضي دعم الاتحاد من أجل المتوسط وجهود السلام في الشرق الأوسط. وقالت وسائل إعلام اسبانية أن اسبانيا تخشى أن يعطل النزاع العربي الصهيوني القمة. وكان مؤتمر حول المياه للاتحاد فشل في نيسان بسبب خلاف بين العرب والصهاينة حول الإشارة إلى "الأراضي المحتلة". وأكد وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط العام الماضي أن الإجماع العربي على رفض مقابلة ليبرمان أدى إلى تأجيل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط كان مقررا في 23 أكتوبر في اسطنبول. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "لا يعود إلينا اتخاذ مواقف من وفودنا". وكان فاليرو يرد خلال لقاء مع صحفيين على سؤال عما اذا كانت تهديدات بمقاطعة عربية تحكم مسبقا على القمة بالفشل إذا نفذت. وصرح الناطق الفرنسي "ندعو كل الدول الأعضاء إلى السعي من أجل انجاح الاتحاد في ذاته والعمل بشكل بناء وفاعل للإعداد للقمة".
تحذيرات أوباما لعباس من جانب آخر أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي به، العمل على الحيلولة دون حصول "أعمال استفزازية" ضد الدولة الصهيونية خلال المفاوضات غير المباشرة بين الصهاينة والفلسطينيين. وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن اوباما وعباس تحادثا هاتفيا بعد يومين من بدء هذه المحادثات غير المباشرة تحت رعاية الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل لإخراج عملية السلام المجمدة من المأزق الذي وصلت إليه. وأضاف المتحدث أن الرئيس الأمريكي "عبر خلال هذا الاتصال للرئيس عباس عن ارتياحه" بعد أن ظهر الأخير على التلفزيون الصهيوني "مادا يده إلى الإسرائيليين". ونقل المتحدث الأمريكي أيضا أن الرئيس الأمريكي "حث الرئيس عباس على بذل كل ما في وسعه لمنع حصول إعمال استفزازية أو هجمات ضد شرعية إسرائيل".