في الذكرى الثانية لفض اعتصام رابعة العدوية، تساءلت صحيفة "المونيتور" الأمريكية حول إمكانية حدوث مصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحالي. وأكدت الصحيفة وجود صعوبات في إتمام المصالحة خاصة بعد اعتبار الإخوان "جماعة إرهابية" في ديسمبر 2013، وبعد أن قضت محكمة أخرى بمنع أي نشاط للجماعة والتحفظ على ممتلكاتها ومقارتها في سبتمبر 2013. وأضافت الصحيفة أن بعض شباب الجماعة هو الآخر يرفض المصالحة، حيث أعلن أحمد منتصر، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، في بيان على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" منتصف مايو الماضي بأنه "لا صوت يعلو فوق صوت القصاص ودماء الشهداء وأن الحل مع القتلة هو قطع رؤوسهم"، لترتفع حدة الصراع بين الجماعة التي يرفض أغلب شبابها المصالحة والدولة التي تحمل الإخوان مسئولية العمليات الإرهابية. وفيه تصريحات تلفزيونية، أعلن وزير خارجية قطر خالد العطية أن بلاده، رغم علاقتها الجيدة مع مصر، ترفض إقصاء جماعة الإخوان واعتبارها تنظيمًا إرهابيًا، كما أنها على استعداد للوساطة بين الجماعة والدولة في حال طُلب منها ذلك. وجاء الرفض من وزارة الخارجية في بيان في 8 أغسطس الوساطة القطرية للمصالحة مع الجماعة، مبررةً ذلك الرفض بأن الجماعة أصبحت قانونيًا تنظيم إرهابي لا يمكن المصالحة معه.
وبالرغم من ذلك، وبحسب تقرير المونيتور، فإن محاولات المصالحة لم تتوقف، حيث أرسال يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، رسالة في يونيو لوكالة الاناضول يدعوا فيها لحل مشاكل مصر قبل أن تتحول لدولة فاشلة وتصبح دويلات صغيرة، إلا أن رسالته خلت من أي شروط أو وسائل لتحقيق المصالحة. ومن جانب الدولة المصرية، فإن الأمور زادت سوءًا خاصة بعد أحكام الإعدام التي طالت الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرون في قضية اقتحام السجون والتخابر، وما زاد الطين بلة هو مقتل المستشار العام السابق هشام بركات والذي اتهمت الحكومة الإخوان بتدبير عملية الاغتيال، خاصة بعد إشارة للرئيس المعزول محمد مرسي بعلامة الذبح في قضيته عقب اغتيال بركات، وكان الرد من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي في جنازة بركات بقوله إن العدالة مغلولة بالقوانين في إشارة لتسريع تنفيذ الأحكام. وفي تصريح لل"المونيتور" قال أحمد بان، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية: إن الصراعات السياسية أو المسلحة يجب أن تُحل بالحوار والتوصل إلى تسوية، إلا أنه اعلن عن صعوبة في عملية المصالحة في الوقت الراهن خاصًة أن الطرفين يشعر كل منهما بالقدرة على القضاء على الطرف الآخر، حيث يظن كل طرف أن قدرته على الحشد قد تجعله المنتصر". وأوضح بان أن المواطن المصري هو المتضرر الأكبر من الصراع بين السلطة والإخوان حيث عليه أن يختار بين مظلومية الإخوان ومكارثّية النظام، محملًا الدولة المسئولية الكبرى عن رعاية المصالحة، فالدولة كيان لا يحب ولا يكره ومسئول عن كافة المو اطنين وعليه توفير البيئة المناسبة التي تجعل الجماعة تتخلى عن أفكارها والتقليل من حالة الاحتقان. وعلى صعيد آخر رأى أستاذ الاجتماع السياسي عمار على حسن في حديثه لل"المونيتور" أن الدولة المصرية تعلم أن الأفضل لها تفكيك جماعة الإخوان المسلمين ومنعها من العودة مجددًا للعمل السياسي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن السعودية حاولت التقرب من الجماعة لمواجهة الأطماع الإيرانية في الشرق الأوسط، وربما تستطيع المملكة جذب مصر لتقبل التحالف مع الجماعة.