استدعي وزير الخارجية والمغتربين اللبنانى،علي الشامي، صباح الخميس وبصورة عاجلة سفراء الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن، وباقي سفراء السلك الديبلوماسي المعتمدين في لبنان، لتسليمهم كتاباً رسمياً الى وزراء خارجية بلادهم يتضمن طلباً لبنانيا من هذه الدول بالسعي الى الضغط على الدولة الصهيونية من أجل وضع حد لتهديداتها حيال لبنان، وكشف زيف ادعاءاتها واتهاماتها لسورية بنقل صواريخ "سكود" الى "حزب الله". ويأتي هذا الاستدعاء بعد ارتفاع منسوب الاهتمام الاقليمي والدولي بالتطورات المتصلة بالمنطقة على خلفية قضية صواريخ ال "سكود" والتهديدات الصهيونية والتحذيرات الامريكية وآخرها قول وزير الحرب الامريكي روبرت جيتس ان حزب الله يمتلك من الصواريخ والقذائف اكثر مما تملكه غالبية حكومات العالم. وحيال هذه التطورات جاء الاجتماع المفاجىء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري الذي أطلعه على نتيجة لقائه بالرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ. وسبق هذا اللقاء موقف للرئيس بري إعتبر فيه "ان اثارة موضوع الصواريخ هو للتعمية عما يخطّط لجرّ السلطة الفلسطينية إلى عودة ما يسمى بالمفاوضات من دون أية ضمانة ولو شفهية بعدم العودة إلى المشروع الاستيطاني الزاحف في القدس وخارجها، وهو أيضاً للتغطية على التعقيدات في العلاقة الأمريكية الصهيونية". وقال بري امام النواب "إنّ إسرائيل تملك الطائرات الحربية الحديثة بكل أنواعها وكل هذه الترسانة من الاسلحة التي تفوق كلّ ما تملكه الدول العربية وشدد على حق لبنان في الدفاع عن نفسه بكل الامكانات المتوافرة". اما حزب الله فعلّقت أوساطه على موقف الوزير جيتس بقولها "ان الموقف الامريكي هو في النهاية الموقف الاسرائيلي ولا يتمايز عنه بشيء، فالامريكيون يغطون اسرائيل بانتهاكاتها وسلوكها العدواني حتى انهم يغطون الاكاذيب الاسرائيلية، وعندما نسمعهم نعتبر اننا نسمع الاسرائيليين". واكدت الاوساط "على حق الحزب في ان تكون لديه كل القدرات التي تمكنه من الدفاع عن لبنان، فيما الامريكيون يرفضون ان يكون لبنان قادراً على حماية نفسه". وشدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله على "أن السلاح الامريكي هو سبب زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط ، وإتهم 'اسرائيل وواشنطن بمحاولة تقييد المقاومة". وقال فضل الله في تصريح لوكالة "فرانس برس": "إن السلاح الامريكي الذي يفتك بالشعوب من افغانستان إلى العراق وفلسطين ولبنان هو سبب مآسي هذه المنطقة والعامل الاساسي لزعزعة امنها واستقرارها ومنع تطورها". وأضاف أن "الضغوط الامريكية والتهويل يهدف إلى تقييد حركة المقاومة وبالتالي منع لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه من امتلاك الامكانات التي تخوله الدفاع عن نفسه". الا أنه أكد أن "من حق لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه السعي بكل الوسائل والسبل المشروعة إلى امتلاك الامكانات والقدرات التي تخوله الدفاع عن نفسه وحماية ارضه"، مشيراً إلى أن "المعركة السياسية والديبلوماسية التي تخوضها أمريكا لمصلحة إسرائيل ترفع شعار الحفاظ على التفوق الاسرائيلي، وتطلب منا أن نسلم بهذا التفوق لتبقى إسرائيل قادرة على شن العدوان ساعة تشاء من دون ان تكون لدينا القدرة على مواجهتها". الا أنه أكد "أننا لسنا معنيين بالخضوع لمعادلة التفوق الإسرائيلي الدائم". في غضون ذلك، استبعد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز بعد زيارته الرئيس الحريري أي حرب صهيونية قريبة على لبنان، وأشار الى "ان التهديدات الإسرائيلية في طريقها للتراجع"، مؤكداً على ضرورة تطبيق القرار 1701، وذكّر بأن "هذا القرار ينص بوضوح ان أي سلاح يدخل إلى لبنان يجب أن يكون للجيش اللبناني فقط وليس لغيره". وتناغم موقف ممثل الامين العام مع تشديد قوى 14 آذار "على ضرورة الالتزام بالقرار 1701 بمندرجاته كافة"، ودعت الامانة العامة بعد اجتماعها امس الدولة اللبنانية "إلى تفعيل دورها في دعم مشروع السلام في المنطقة، على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة"، ونبّهت الى "ان التوترات السياسية والأمنية المتصاعدة في المنطقة، وما يصاحبها من تهديدات وإستعدادات حربية من جانب إسرائيل وإيران، تضع لبنان في دائرة الخطر الجدّي، خصوصاً وأن التهديدات المتبادلة بين الطرفين تتعامل مع لبنان باعتباره ساحة أساسية للمواجهة في أية حرب مقبلة". وكانت كل هذه التطورات محور المحادثات التي بدأها رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي وصل عصر امس الى بيروت وكان في استقباله رئيس الحكومة سعد الحريري، وقد شارك رئيس الوزراء القطري مساء في احتفال للجامعة اللبنانية الأمريكية التي منحته دكتوراه فخرية، وعقد لقاء ثنائياً مع الحريري تلاه اجتماع موسع تمّ خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات. ومن المقرر أن يلتقي الشيخ حمد اليوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يقيم على شرفه مأدبة غداء.