صادق البرلمان الأوكرانى الثلاثاء (27-4)، على اتفاق مثير للجدل يسمح ببقاء الأسطول الروسى فى شبه جزيرة القرم، وذلك خلال جلسة صاخبة تخللها إطلاق قنابل دخانية فى حين تظاهر الآلاف خارج مقر البرلمان احتجاجا. وألقى نواب معارضون البيض وأطلقوا قنابل دخان داخل البرلمان الأوكراني الثلاثاء حين أقر المجلس اتفاقا يجيز للبحرية الروسية تمديد بقائها في ميناء أوكراني حتى عام 2042. وتجمع آلاف المتظاهرين أمام مبنى البرلمان في حين أقر نواب من ائتلاف الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المنتخب حديثا تمديد بقاء قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم 25 عاما. وامتلأت قاعة البرلمان بالدخان واحتمى رئيس البرلمان فولوديمير ليتفين بمظلته حين رشقه النواب المعارضون بالبيض. ويرى القوميون وفي مقدمتهم رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو والرئيس السابق فيكتور يوشينكو أن وجود القاعدة يضر بمصالح أوكرانيا الوطنية. وهم يريدون إزالة القاعدة لدى انتهاء عقد الإيجار الحالي عام 2017. لكن البرلمان أقر تمديد العقد بتأييد 236 صوتا وهو ما يزيد بعشرة أصوات فقط عن الحد الأدنى المطلوب. وخارج مقر البرلمان تجمع الآلاف من الموالين للغرب في محيطه وسط جو مشدود، وهتفوا (العار) و(الموت للخونة) و(القرم لنا) و(فليخرج الاسطول الروسي). وضربت قوات كبيرة من الشرطة طوقا حول المتظاهرين اذ انتشر المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب في المكان وحاول هؤلاء منع المتظاهرين من الوصول إلى البرلمان وإلى فصلهم عن بضع مئات من أنصار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا. وكان يانوكوفيتش قد اتفق مع الرئيس الروسي في 21 أبريل نيسان على تمديد بقاء القاعدة البحرية مقابل خفض بنسبة 30 في المئة في سعر الغاز الروسي الذي تحصل عليه أوكرانيا والذي يمثل عنصرا بالغ الأهمية بالنسبة لاقتصادها. ومن جانبه أقر مجلس النواب الروسي (الدوما) صباح الثلاثاء اتفاق تمديد عقد الإيجار بموافقة 410 أعضاء في المجلس المؤلف من 450 عضوا. ويتمركز الأسطول الروسي في ميناء سيفاستوبول المطل على البحر الأسود منذ عهد الإمبراطورة كاثرين الثانية في القرن الثامن عشر. لكن كان سيتعين على الأسطول المغادرة عام 2017 بموجب اتفاق تم توقيعه بعد أن نالت أوكرانيا استقلالها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي. وكان الرئيس السابق يوشينكو الموالي للغرب والذي كان يحبذ انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي قد سعى جاهدا خلال توليه الرئاسة لسحب الأسطول عام 2017 . لكن الرئيس المنتخب حديثا يانوكوفيتش يقول إنه يريد تحسين العلاقات مع روسيا ويرى أن أسطول البحر الأسود في القرم لا يعرض مصالح أوكرانيا للخطر ويعزز الأمن الأوروبي.