وعندما نتحدث عن الشهداء تطارد مشاعرك وأفكارك ، وعقلك وقلبك ، آية في كتاب الله تعالي لترتسم أمام ناظريك كلماتها الربانية دون أدنى تعب لذاكرتك في استحضارها ، إنها آية تحكي لنا عن حال الشهداء حيث أخبرنا ربنا عز وجل أنهم أحياء عنده يرزقون ، ويفرحون بما آتاهم الله من فضله فقال ربنا عز وجل في سورة آل عمران : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ( 169 ) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 170 ) ولأن مقام الشهادة مقام عظيم ، ومنزلة عالية ، ومكانة كبيرة راقية ، فهي اصطفاء واختيار رباني ، فالشهيد لم ولن يمت بل سيظل حيا يرزق مباشرة عند ربه حتى يبعث الله من في القبور ، وليس أدل على ذلك من قول ربنا جل جلاله : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ، وكرامةً لكل شهيد حي حرم الله على هذه الأرض أن تأكل أجساد الشهداء فيا كل شهيد أذكرنا عند ربك . السيسي وأفضل الشهداء .. لقد أخبرنا الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم عن أفضل الشهداء فقال فيما روي عنه : " أن أفضل الشهداء حمزة ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله " ولا يختلف اثنان على جور السيسي وخيانته لأول رئيس بايعته أغلبية مسلمة بل وبايعه هو بنفسه وأقسم أمامه بالولاء ، وليت السيسي اكتفي بتلك الخيانة ؛ بل جار وقتل ، وحرق واعتقل كل من يطالب بعودة الرئيس الذي بايعه ، وكل من يصدع بكلمة حق في وجهه أو وجه شرطيته وعساكره ، فاستحق عن جدارة واستحقاق لقب " سلطان جائر " ، وانضم المقتول لقوافل أفضل الشهداء التي اصطفاها واختارها الله عز وجل ، فالويل والنار واللعنات للقاتل وإن كان سلطانا ، والكرامة والسعادة والجنات للمقتول الشهيد وإن كان أشعث أغبرَ. والآن مع أجساد الشهداء التي لم تأكلها الأرض وشهيدنا الأول عمر زكريا .. شهيد مجزرة رابعة الشهيد عمر محمد زكريا 28 سنة محاسب أزهرى ، وكان عاقدا لقرانه ، والعجيب أن موعد بنائه بزوجته كان محددا له فى يوم استشهاده، ولكن الله أختار له زوجة من الحور العين ليزف إليها في نفس هذا الموعد وهكذا شاءت الأقدار. استشهد برابعة يوم الفض برصاصة فى ظهره عند الرقبة ، ورصاصة فى صدرة بمقذوفة بقطر 5 سنتيمتر وخرجت وهى 4 سم ، وقد أفرغت 1سم قذائف فى احشائة ،مما أدت إلى نزيف داخلى مع كسر بالركبة وحرق على البطن وكدمات فى الوجه ، وأكدت والدة الشهيد ل " حرية بوست " أنهم قد أخذوه فعلا لأنهم كانوا فى الميدان يبحثون عنه ، ولولا ذلك لحرق العسكر جثمانه مع من حرقوه . عاش عمر حياة حافلة بالخير والعطاء والبر والإحسان لوالديه ، أحبه كل من عرفه وشهدوا له بدماثة الخلق وحسن الأخلاق ، وحزن عليه بعد مقتله كل من عرفه في الشارع الذي كان يسكنه حتى ممن أيدوا الانقلاب ، عاش فوق الأرض ليصدع لسانه بالحق دوما ، فخرج عمر ليقول كلمة حق في وجه سلطان جائر مع الآلآف الذين خرجوا واعتصموا في رابعة ، واستمر شهيدنا في اعتصامه حتى جاءت لحظة استشهاده والتي كانت يوم فض رابعة .. وما أدراك ما يوم الفض .. !!! نبذه عن الشهيد عمر وما تركه من رسالة بين أوراقه يعرف بها نفسه .. وكيف يري رسالته في الحياة .. كما روتها أمه لقناة رابعة علي هذا الرابط بموقع الفيسبوك (https://www.facebook.com/omar.zakaria.16/videos/10207439511085768/? __mref=message_bubble( حيث ذكرت والدة الشهيد " خنساء بورسعيد " بأنه كتب رسالة عن نفسه وجدتها بين أوراقه فقد خط الشهيد بيمينه كاتبا : " رسالتي في الحياة .. رسالتي في الحياة أن أحب الله من كل قلبي لا يحبه أكثر مني أحد ، وأن أنشغل بحبه وأتعلم العلم وأتميز في مجالي فأخدم دعوتي ، وأبذل لها كل جهدي باحثا عن الشهادة في سبيل الله ، وأن أعمل على نهضة أمتي وديني ، فلا يُؤتي الإسلام من قبلي ، وأن أحب إخواني وأنصح لهم وألتقي بهم ، وأن أقوي الصلة بين العائلة ، وأن أبنيَ أفضل أسرة فينا ، فإذا رزقني الله بأبناء أنشئهم خير تنشئة ، وأن أكون رياضي جدا وأن أتميز في لعبة ، واستثمر وقتي فلا يضيع في غير فائدة " .. فهذا هو عمر كما أراد أن يكون من وحي رسالته .. وكأن شهيدنا عمر لم يكتف بأن صدع لسانه بالحق وهو حيا فوق الأرض بجسده المتحرك ، فأراد أن يستمر ليصدع بالحق والحقيقة بجسده الساكن عن الحركة ولسانه الصامت عن الكلام وهو في باطن الأرض ، وقد واراه الثري وغطاه التراب . فبعد أكثر من عام كامل من رحيل الشهيد الحي من عالمنا فُتح قبر الشهيد ليُدفن فيه أحد أقاربه ، وهنا كانت المفاجأة والبشري ، حيث تفاجأ الجميع بأن جسد الشهيد كما هو لم يتحلل ولم تأكله الأرض ؛ بل كان طريا وكأنه لم يدفن إلا من لحظات هكذا أكد " التُربي " الذي يقوم بدفن الأموات . حيث ذكرت أم الشهيد عمر الملقبة ب " خنساء بورسعيد " – فهي أم لشهيد ، وزوجها واثنان من ولديها معتقلون ، والثالث مطارد – وأكدت لموقع " حرية بوست " ( أن أحد الأقارب وهو " عمها " توفي ودفن فى نفس المقبرة التي دفن فيها عمر الشهيد ، و سأل التُرَبى وهو يضع جثة عمي المشيعين عن عمر .. هل قتل فى حادثة ؟!! لأنه كان فى كيس .. فقالوا : نعم وسألتُ ابني ابراهيم عن موضوع الكيس فقال : " أنهم وهم يُغسلونه ، والدماء تنزف ، كفنوه ثم وضعوه فى كيس ، حتى لا يشرب كفنه الخارجي الدماء . وظللت مغتمة إننى لم أكن حاضرة لأسال التُرَبى ، وطلبت من ابنى أن يذهب فلم يفعل ولكن أخبرني ممن كان حاضرا الدفن أن التُربى فؤجئ عندما نزل وقال: "مش تقولولى ياجماعة إن موجود جثة مدفونة جديد .. تفتحوا عليها التُربة كدة .. " "فردوا عليه : " ‘نه مدفون من اكتر من سنة وزيادة " فقال التربي : " سبحان الله .. وكأنه لسة مدفون .. " ) ولك أن تتخيل كيف تكون فرحة وسعادة أم صبرت على فراق ابنها الأكبر ومصابها الكبير ، عندما تعلم أن جسد ابنها لم تأكله الأرض وتأتيها هذه البشرى الربانية لتربط على قلبها ، وتؤكد لها أن ابنها حي يرزق عند االله شهيدا. ووجهت أم الشهيد عمر السيدة المربية الفاضلة " ابتسام البدري " الملقبة بخنساء بورسعيد ، رسالة قوية إلى المغيبين من أنصار السيسي ، والشامتين في مؤيدي الشرعية ، والفرحين بما حدث لهم في رابعة من قتل واعتقال ، حيث كتبت علي صفحتها بالفيسبوك لكل هؤلاء من جيران ومعارف وغيرهم قائلة لهم : " أن ابني حي أيها المغيبون .. ابني حي يا أنصار السيسي لم تأكل الأرض جسده .. ابني حي يا جاري الذي كتب علي جدار بيتي السيسي قاتل الإخوان الإرهابيين .... " فجاء جسد الشهيد ليصدع بالحق رغم صمته ، ويصرخ بهذه الكرامة الثابتة بجسده الحي النابض بحياة الشهداء في المتشككين والشامتين : "بأنني شهيد " ، وأنني كنت ولا زلت على الحق ، ففاق بجسده الصامت بلاغة المتحدثين من شيوخ وعلماء ملأوا الدنيا ضجيجا وبكاء وعويلا وهم يحدثوننا عن نصرة الحق وقوله وعن مجاهدة الظلم والظالمين وعن فضل الشهادة والعمل الحثيث علي نيلها ، ولما جاء وقت الابتلاء والاختبار والعمل بما قالوه وجدناهم أول من غابوا عن الميدان الجهادي ، وخذلوا الحق وأهله وطال الغياب. فرد عليهم شهيدنا عمر وشهداؤنا بأجسادهم التي لم تأكلها الأرض ، ليعروا خذلانهم ويكشفوا سوأتهم ويفضحوا تدليسهم للحق والحقيقة بسكوتهم ، ويقولوا لهم نحن هنا شهداء قلنا الحق واستُشهدنا في سبيله فأين أنتم .. "لِما أنتم صامتون ساكتون حد الخنوع والخضوع والذل .. أولستم من علمتمونا أن نقول الحق .. أولستم من علمتمونا فضل الشهادة فأين أنتم .. هذا هو الحق وتلك هي الحقيقة .. فلماذا أنتم صامتون في وجه هذا السلطان الجائر .. أتخشون السلطان أم أنكم زاهدون في نيل الشهادة ؟؟!! .. ليت شعري ليتني أعلم .. !!!!!! رؤية مبشرة عن الشهيد عمر زكريا .. وأكدت أم الشهيد عمر زكريا السيدة " ابتسام البدري " خنساء بورسعيد ل " موقع حرية بوست " أنها قد رأت رؤيا من مدة .. خير لنا وشر على أعدائنا خير نلقاه وشر نوقاه .. حيث قالت : رأيتُنى وكأننى فى مسجد التوحيد ببورسعيد ، وأذن الظهر وذهبت لاتوضأ ، وسمعت طرقا على باب المسجد ، وكان مواربا وكنت أعلم انه ابنى حمادة-هو صغيرى حمادة الذى دهسه سائق ارعن فقتله - ورأيت خياله .. وذهبت لافتح والتقطت أعوادا خضرا فى طريقى ، وفتحت وأنا اقول له أهلا .. أهلا .. فتحركت الأعواد التى بيدى فنظرت اليها ، فإذا هى ساقين طويلين لطائر أخضر كبير ، يحمل فى فمه طائر اخضر صغير .. فعمر ابنى شهيد مجزرة رابعة ، وكان أكبر ابنائى ..!!