قال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي إن التهديد الضمني الذي أطلقه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخراً ضد إيران بشن هجوم نووي عليها مشين ومضر بأمريكا. ونقلت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية عن خامنئي قوله إنه "في مثل هذا العالم القائم على الخداع والكذب والظلم والغطرسة، فإن بعض القوى وبسبب غرورها واعتمادها على ركائز القوة الهشة، فقدت سيطرتها، ومثال ذلك هو التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي التي هدد فيها ضمنيا الشعب الإيراني باستخدام السلاح النووي". وأضاف خامنئي "إن هذا الكلام غريب جداً وإن العالم يجب أن لا يتغاضى عن ذلك بأن يهدد رئيس دولة بهجوم نووي في القرن الحادي والعشرين الذي هو قرن ادعاء الدفاع عن حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب". واعتبر خامنئي تصريحات أوباما بأنها تلحق الضرر بأمريكا، وتعبّر عن شر الولاياتالمتحدة التي لا يمكن الثقة بها. وأشار إلى أن واشنطن بذلت جهوداً واسعة خلال الأعوام الأخيرة لتدّعي أن طهران لا يمكن الثقة بها، بينما تبين أن الدول التي لا يمكن الثقة بها هي الدول التي تمتلك قنابل نووية وتهدّد الآخرين باستخدامها بدون خجل، وعلى هذا الأساس فإن تصريحات الرئيس الأمريكي مشينة. وأكد خامنئي على ضرورة المحافظة على الجهوزية العسكرية والقتالية وامتلاك المعنويات وقدرة العزيمة والصمود في مواجهة التحديات المعاصرة. إلى ذلك، انتقد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الأحد تصريحات أوباما، لافتاً إلى أنها تعكس استمرار النهج الأمريکي الخاطئ ولن تؤثر على عزيمة طهران في تحقيق التقدم والرقي. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن لاريجاني إشارته في کلمة أمام البرلمان إلى تجاهل أمريكا والكيان الصهيونى لمعاهده الحد من انتشار الأسلحة النووية، قائلاً إن تصريحات أوباما الأخيرة تؤکد صحة مقولة مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي بأن الإدارة الأمريكية تنتهج سياسة اليد الحديدية المغطاة بالحرير. وأضاف لاريجاني إن البرلمان الإيراني يرى بأن الإدارة الأمريكية الحالية تنتهج السياسات التصعيدية الخاطئة نفسها التي سلكتها الإدارات السابقة. واعتبر ان هذه التحركات لن تؤثر على عزيمة الشعب الإيراني في تحقيق التقدم والرقي، مشيراً إلي الانجازات الأخيرة التي حققها العلماء الإيرانيون في توفير الوقود النووي لمفاعل طهران للأبحاث الطبية وإنتاج أجيال جديدة من أجهزه الطرد االمركزي فائقة السرعة. وجدد رئيس البرلمان الإيراني موقف بلاده الداعي إلى ضرورة استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، معيداً التأكيد أن إيران ترى استخدام أسلحه الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية حرام شرعاً. ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية الأحد أن طهران ستتقدم بشكوى للأمم المتحدة مما تعتبره تهديدا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمهاجمتها بأسلحة نووية. وأوضح أوباما الأسبوع الماضي أن إيران وكوريا الشمالية اسستثنيتا من قيود جديدة على استخدام الأسلحة النووية وهو ما ترجمته طهران على انه تهديد من عدو قديم بمهاجمتها بقنابل نووية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانباراست لوكالة فارس للأنباء، "الإدلاء بهذا النوع من التصريحات يظهر أن تلك الدول التي تمتلك أسلحة نووية هي في حد ذاتها أكبر تهديد لأمن العالم". وأضاف "سنتقدم بشكاوانا رسميا للأمم المتحدة بشأن هذه النوعية من التهديدات". وذكرت الوكالة إن الشكوى يدعمها خطاب وقعه 255 من أعضاء البرلمان الإيراني البالغ عددهم 290. ويضغط أوباما على القوى العالمية الأخرى للموافقة على فرض جولة رابعة من عقوبات الأممالمتحدة على إيران لرفضها وقف أنشطتها النووية التي يشتبه الغرب في أنها تهدف إلى إنتاج قنابل وهو الاتهام الذي تنفيه إيران. ومما يعكس المخاوف من أن تشن الولاياتالمتحدة أو الكيان الصهيونى حليفها الوثيق بالمنطقة هجوما على مواقع ايران النووية قالت وزارة الدفاع إن إيران بدأت تنتج نموذجا أوليا لنظام صاروخي متقدم مضاد للطائرات. ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن وزير الدفاع أحمد وحيدي قوله الأحد (11-4)، "نظام الدفاع الجوي مرصاد... قادر على تدمير الطائرات الحديثة على ارتفاع منخفض ومتوسط المدى". وبدأ إنتاج هذا النظام بالجملة وخلال العام الحالي سيتم تسليم عدد كبير منه للقوات المسلحة. كما أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي الأحد، أن إيران ستبدأ في الأشهر المقبلة انتاجا مكثفا لأجهزة الطرد المركزي من الجيل الثاني لمصنع تخصيب اليورانيوم في نطنز. ولم يوضح صالحي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي بأي وتيرة سيتم تركيب أجهزة الطرد المركزي الجديدة في مصنع نطنز بوسط إيران الذي يمكن أن يستوعب 60 ألف آلة. وكان ذكر في الآونة الأخيرة أن هذه الأجهزة التي تجري تجربة 20 نسخة منها في نطنز قادرة على التخصيب ثلاث مرات أكثر من تلك التي تستخدمها إيران حاليا.