كشف الدكتور طارق النمر، رئيس قسم الإشعاع النووى بكلية العلوم جامعة طنطا، عن تقارير صادرة عن هيئة الطاقة الذرية تعترف بوجود يورانيوم مشع فى منطقة مصنع الفوسفات بكفر الزيات، وأنه أعلى من المعدلات المسموح بها عالمياً. وتخالف هذه التقارير تصريحات الهيئة مؤخراً بعدم وجود أى إشعاع. وأوضح النمر أن المعمل يستند إلى تقارير رسمية ودولية عن وجود المواد المشعة بالمنطقة، منها بحث منشور فى مجلة دولية متخصصة، يدفع الفرد 30 دولاراً للاطلاع عليها فقط دون أن ينسخ منها، مشيرا إلى أن اليورانيوم موجود بطبيعته داخل الفوسفات، ومن المفترض أن تقوم مصانع الفوسفات باستخلاصه قبل استخدام هذا المعدن، وهو ما لا تلتزم به المصانع فى مصر، حيث تحصل على الفوسفات الخام من منجمى «السباعية» و«أبوطرطور» ولا تقوم باستخلاص اليورانيوم. وقال «على الرغم من ذلك تنكر هيئة الطاقة الذرية وجود اليورانيوم من الأساس، وكأنها بذلك تنكر وجود الدم فى جسم الإنسان»، لافتا إلى أن مصانع الفوسفات على مستوى العالم ممنوع إقامتها فى المناطق الزراعية والسكنية، لكنها فى مصر مخالفة لهذه المعايير. أضاف أن لجنة الصحة بمجلس الشعب ومعمل التحاليل الإشعاعية طلبا أن يتم أخذ عينات من المنطقة فى وجود هيئة الطاقة الذرية، حتى تخرج نتائج العينات فى حيادية كاملة ليتم إرسالها بعد ذلك إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فيينا لتحليلها، إلا أن الهيئة رفضت ذلك. فى المقابل أكد الدكتور محمد القللى، رئيس هيئة الطاقة الذرية، أن هناك عينات من المصنع قيد التحليل، وسيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن تقييم الهيئة للمواد المشعة قديم وصدر قبل أربعة أعوام. ورفض «القللى» إطلاع الوكالة الدولية على النتائج، واصفا هذا الأمر بأنه «يسىء لوجه مصر». من جانبه قال الدكتور حمدى السيد، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب، إنه فى مأزق حقيقى بين جهة رسمية تنفى وجود مواد إشعاعية فى مصنع كفر الزيات، وبين جهة علمية- وهى كلية العلوم بجامعة طنطا- تؤكد وجود الإشعاع. وأضاف السيد أن لجنة تقصى الحقائق التى شكلها هى التى سوف تفصل فى الأزمة.