دعا حلف شمال الأطلسي الناتو الذي يقود قوات الاحتلال في أفغانستان الرئيس الأفغاني العميل حامد كرزاي الثلاثاء (6-4)، إلى "الانضباط"، معربًا عن قلقه من انتقادات كرزاي المتكررة وغير المفهومة للغربيين. وقال الناطق باسم الحلف الأطلسي جيمس اباثوراي "الأسرة الدولية بما فيها ايساف ما زالت تبذل جهودًا ضخمة وتقدم تضحيات من أجل دعم الشعب الأفغاني كي يتخلص من "الإرهاب" في أفغانستان، إننا نأمل أن يعترف الشعب الأفغاني بذلك على أعلى المستويات"، وفق زعمه. وأضاف اباثوراي "تصريحات كرزاي تثير قلقًا كبيرًا لأنه اتهم المجتمع الدولي بالتورط في عمليات تزوير انتخابية وعدم الاعتراف بما فيه الكفاية بالسيادة الأفغانية". وزعم اباثوراي أن الجميع يعلم أن الرئيس كرزاي انتخبه شعب ذو سيادة، وقال "إننا شركاء الحكومة الأفغانية ولا يجب اعتبار هذه الشراكة واقعًا فحسب بل يجب أن ينظر إليها الأفغان والمجتمع الدولي كواقع"، بحسب وصفه. وكان الرئيس الأفغاني قد هدد بالانضمام إلى المقاومة مع حركة طالبان، إذا لم يدعم البرلمان القانون الجديد للانتخابات، ومن بين بنوده حق الرئيس في تعيين لجنة الشكاوى والطعون. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن كرزاي قوله أثناء لقائه مع 70 برلمانيًا أفغانيًا: إن "تمرد طالبان سيتحول إلى مقاومة" إذا لم تتخل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها عن إملاء ما يجب على الحكومة فعله. وحذر كرزاي واشنطن من أن المقاومة المسلحة للحركة "قد تصبح شرعية" إذا تواصل التدخل الغربي في تسيير حكومته، وقال إنه سيكون مجبرًا على الالتحاق بال"مقاومة" بنفسه، على حد زعمه. يذكر أن الغرب يدعم حكومة كرزاي بمليارات الدولارات ونحو 126 ألف من جنود الاحتلال. وكان الرئيس الأمريكي أثناء زيارته الخاطفة والمفاجئة إلى أفغانستان الأسبوع الماضي قد طالب لدى لقائه كرزاي بالعمل أكثر على محاربة الفساد وتجارة المخدارت. وفي السياق، وجّه زعماء القبائل في مدينة قندهار الأفغانية انتقادات لكرزاي، الموالي للاحتلال بسبب أدائه في قضايا تتعلق بالأمن والفساد، واتهمه الشيوخ العشائريون بعدم مكافحة الارتشاء والمحسوبية. وكان محللون سياسيون قد رأوا أن الحكومة الخاصة بكرزاي وإن كانت تتماشى مع مطالب الغرب بتعيين تكنوقراط يستطيعون معالجة مشكلة الفساد إلا أن حجمها الضخم سيكون بلا شك عاملاً على عرقلة جهود مكافحة الكسب غير المشروع المزمن وهو الأمر الذي يغضب الدول الغربية بشدة لأنها تضخ مليارات الدولارات لأفغانستان لدعم كرزاي. يشار إلى أن أحمد والي كرزاي الشقيق الأصغر لحامد كرزاي، وهو مسؤول رفيع في قندهار، ومصدر دعم كبير بالجنوب، تلاحقه اتهامات بأنه من كبار تجار المخدرات.