اجمعت تقارير صحفية , على أن التطور فى الاستراتيجية التركية تجاه تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد وتنظيم بى كاكا الكردي الإرهابي , وفتح جبهات قتال وضرب معاقل للتنظميات شمال سورياوالعراق يعد " تحولًا تاريخيًا فى الشرق الأوسط". واجتمع داود أوغلو , اليوم السبت 25 يوليو مع نائبا رئيس الوزراء بولند أرينج، ويالتشين آقدوغان، ووزير الداخلية صباح الدين أوزتورك، ووزير الدفاع وجدي غونول، إضافة إلى رئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، وعدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية التركية. استمر الاجتماع ساعة وعشر دقائق، لبحث تطورات الضربات الجوية لمعاقل التنظيمات .
صحوة سنية وإلى ذلك، قال تقرير صحفي نشر في لندن أن العمل العسكري التركي رغم تأخره خطوة تتسم بالشجاعة بعد أن اتضح صعوبة هزيمة تنظيم الدولة بمعزل عن مشاركة الدولة العربية والإسلامية التي تمثل القوى السنية الكبرى في المنطقة. وقالت صحيفة (إنديبندانت) اللندنية في تقرير لها، السبت، إن آمال دحر توسعات تنظيم الدولة المتشدد تتعلق بشحذ دول مثل مصر والأردن همتها لمواجهة التنظيم وهو ما سيحفز "الصحوة السنية" في المنطقة. وأضافت أن التفجير الذي وقع في سروج على الحدود التركية السورية قد يكون هو السبب وراء التغير الدرامي في أولويات السياسة التركية التي ظلت عيونها مركزة لسنوات على دمشق واطاحة بشار الأسد كشرط لنزع فتيل الأزمة في المنطقة حيث أدى إلى لفت نظر أنقرة إلى ان تنظيم داعش سيكون خارج السيطرة حال سقوط الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن المنعطف الجديد الذي اتخذته تركيا قد يكون سببا في زيادة التوتر وتزايد العمليات الارهابية داخل الأراضي التركية والتي سيدفع ثمنها مدنيين في الأغلب لكنه أيضا سيكون سببا في أن العالم سيكون مكان أكثر أمانا في وقت قريب.
تحول تاريخي ومن جهتها، رأت صحيفة الجارديان أن الغارات التي بدأتها تركيا لمواقع (داعش) في سوريا وسماح أنقرة للولايات المتحدة باستخدام قاعدة جوية لضرب التنظيم المتشدد "قد تشكل تحولا تاريخيا في منطقة الشرق الأوسط". وتقول الصحيفة إن اتباع تركيا للتوجه الذي يدمج بين التحركات العسكرية وتزايد إحكام القبضة الأمنية واعتقال عدد من المشتبه بأنهم عملاء لتنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد قد يسفر بالفعل عن تعزيز نتائج الحملة الجوية وتقليص تدفق الأموال والأسلحة والراغبين في الإنضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وأضافت أن تلك المكاسب لن تكون التبعات الوحيدة لهذا التوجه الذي سوف يسفر أيضا على نتائج أكثر تعقيدا على الأرض في تركيا. وأوضحت الجارديان أن المشكلة هي أن أنقرة منذ البداية كانت تحاول الحفاظ على حالة العداء بين تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني، وعلى الرغم من مفاوضاتها مع الحركة الانفصالية الكردية العريقة والزعيم المسجون عبد الله أوغلان، منذ العام 2012، إلا أنها أيضا سعت إلى تقوية شوكة تنظيم داعش في مواجهة الأكراد. وتضيف: لكن يبدو أن تركيا، خشت مؤخرا من اندلاع القتال بين الحزب الكردي والتنظيم المتشدد على الاراضي التركية وخاصة بعد عملية سروج الانتحارية التي أسفرت عن مقتل 32 شخصا في بلدة بالقرب من الحدود السورية وأعقب ذلك هجمات حزب العمال الكردستاني على الشرطة التركية، يفترض لفشلها في حماية الأكراد. وأضافت أن المفتاح الرئيسي لفهم موقف تركيا المتناقض يتمثل في الخوف من احتمال انتصار الأكراد في نهاية المطاف الأمر الذي قد يشجعهم على المطالبة بالحكم الذاتي وهو ما ترفضه تركيا. وخلص تقرير الجارديان إلى القول: إن السيناريو المثالي بالنسبة لتركيا بعد هزيمة تنظيم الدولة يتمثل في هو عودة العراقوسوريا دولا متماسكة وقوية تتولى حل أزمات أقليات الداخل بها وتترك تركيا لتواصل التفاوض مع الأكراد على أراضيها، كما توقعت أن تنعش الضربات الجوية آمال مفاوضات السلام بين أنقرة والحركة الإنفصالية الكردية (بي كي كي).